بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
عمار الكناني ضلت بس صورهم إلى شهداء الحشد الشعبي تقطع القلب
الرد على من ينتقد الشعائر الحسينيه
او يطلب بالاصلاح لها !!!
اكثر ما يثير الاستغراب والتساؤل في مظاهر احياء الشعائر الحسينيه عند الشيعه هو ما يقوم به بعضهم من مظاهر عزائيه قاسيه تتصف باالعنف احيانآ مثل اللطم على الصدور والضرب على الظهور والاكتاف المجرده بالسلاسل الحديديه الجارحه وادماء الرؤوس بالسيوف وغير ذلك . مما يثير الاستغراب لدى البعض بل يثير الاستهجان والانتقاد لدى البعض الآخر ويتسألون لماذا يفعل هؤلاء هكذا بانفسهم ولماذا لا يمنعهم العلماء ورجال الدين . ولا تستغرب اخبرني صديق جاء قبل يومين من لبنان متعجبآ ويقول ان اخواننا المسيح يشاركون اخوانهم الشيعه بالتطبير وباعداد كثيره ملفته للنظر وبمواكب ملفته للنظر
وهل هذه الاعمال جائزه شرعآ وصحيحه بحسب العرف العقلائي ؟
والجواب على هذا السؤال هو :
ان تلك الاعمال من حيث الاصل مباحه شرعآ اذا كان القيام بها لهدف مشروع وعرض عقلائي , ولم يترتب عليها ضرر كبير او خطر على حياة الانسان , هذا ما يقوله العلماء مراجع التقليد في كل زمان ومكان . هذا من حيث الاصل .
واما قيام الشيعه بها في عاشوراء فهو اولآ لاغراض عقلائيه مشروعه وبدافع الحب والولاء الشديد للحسين " عليه السلام " . فهم بتلك الاعمال يعبرون عن تأسيهم بالحسين " عليه السلام " ومواساتهم له في تحمل الم الجراح وجريان الدماء وفي نفس الوقت يمثلون بها دور العمل الفدائي في سبيل قضية الحسين " عليه السلام " الذي استشهد دفاعآ عنها . ويظهرون استعداهم للتضحيه من اجلها بكل غال وعزيز .
بالاضافه الى انها اي تلك الاعمال عندهم كتظاهره كبرى ضد اعداء الحسين " عليه السلام " االذين يخظئون الحسين " عليه السلام " في قيامه ضد الدوله الامويه ويبررون اقدام يزيد لعنة الله عليه على قتل الحسين " عليه السلام " وهؤلاء موجودون بيننا وفي عصرنا بكثره . ومن جهه اخرى هي كتاكيد عملي ودعم شعبي لثورته المقدسه وبالتالي هي استنكار صارخ للظلم والعدوان وتأييد للتحرر والاصلاح في كل زمان ومكان . كيف لا ومظاهر القسوه والعنف في اعمال الاحتجاج امر متدوال في عصرنا هذا .
فكم نسمع عن اشخاص احرقوا انفسهم حتى الموت واضربوا عن الطعام حتى اشرفوا على الموت كل ذلك احتجاجآ على ظلم او اعتداء فلم يسخر منهم شباب العصر بل يعتبرونهم بذلك ابطالآ مناضلين . ولكن اذا قام شيعة اهل البيت بما هو اقل من ذلك وابسط اتهموا بالسخف والرجعيه والوحشيه .. لماذا ؟
اضف الى ذلك ان قيامهم بتلك الاعمال هو بمثابة تدريب وتمرين على خلق الروح النضاليه وعلى عمل التضحيه والاستشهاد عندهم ليكونوا دائمآ وابدآ على استعداد تام لتلبية نداء الحق وداعية الثوره الاصلاحيه العالميه في اي وقت .
وخير دليل على كلامنا في الوقت الحاضر وما انتجته تلك الشعائر الحسينيه هو { الحشد الشعبي المقدس } انه جيش كرار غير فرار يحصد رؤوس تلك المسوخ العفنه لاحفاد الامويين لا يهاب الموت شعاره { النصر او الشهاده } .
لاشك ان الروح النضاليه الفعاله والمعنويه العسكريه الراقيه لا تتحققان لدى شباب الامه بمجرد بعض التمارين الخاليه الجوفاء والتمثيليات الفارغه التي لا تخلق سوى جيشآ انهزاميآ فرارآ غير كرار يصدق عليهم قول الشاعر العربي القديم :
وفي الغزوات ما جربت نفسي __________ ولكن في الهزيمه كالغزال
ويصدق عليهم قوله تعالى { اذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسنده يحسبون كل صيحه عليهم هم العدو }
اجل ان الاستهانه بالموت تحتاج الى تهيوء وتدريب جدي وتمارين شاقه خشنه والا فالواقع ما قاله البطل الثائر زيد بن علي بن الحسين " عليهم السلام " { ما كره قوم حر السيف الا ذلوا } .
والخلاصه :
هي ان هذه دوافع الشيعه واهدافهم لدى قيامهم بتلك الاعمال في عاشوراء وهي كما تراها دوافع مشروعه واهداف عقلائيه نافعه .
هذا مع العلم بانهم لا يرون فيها ضررآ ولا يحسون منها خطرآ على صحتهم ولا على حياتهم حسب ما يؤكدونه هم بانفسهم القائمون بتلك الاعمال وحسب ما يشاهد منهم بالوجدان . بل الثابت منهم وعنهم عكس ذلك اي انهم قد يستفيدون من بعضها فوائد صحيه .
نعم قد تقع بعض بعض الاخطاء من قبل بعض القائمين بتلك الاعمال او من بعض المشرفين عليها فتؤدي عفوآ الى بعض الاضرار البسيطه وذلك نادرآ والنادر الشاذ لا يقاس عليه .
هذه خلاصة وجهة نظر الشيعه وراي علمائهم الكبار والمطابقه لفتاوي مراجعهم في النجف الاشرف وغيرها منذ خمسين عامآ او اكثر حتى اليوم . وتلك الفتواي مجموعه ومدونه مع ذكر تواريخها وبنصوصها التفصيليه في ضمن بعض الكتب المؤلفه حول موضوع الشعائر الحسينيه . او في كراسات خاصه مطبوعه يمكنك الاطلاع عليها اذا شئت ولا اعلم مرجعآ دينيآ من مراجع التقليد عند الشيعه سئل عن حكم هذه الاعمال العزائيه في عاشوراء الا واجاب بالجواز والمشروعيه هذا مع العلم بان هذه الاعمال كانت تجري ويقوم بها الشيعه ايام عاشوراء منذ قديم الزمان وتحت سمع وبصر كبار العلماء السابقين ارباب الكلمه النافذه واليد المبسوطه . امثال الشيخ المفيد والكليني والصدوق والسيد المرتضى والسيد الرضي والشيخ الطوسي والسيد مهدي بحر العلوم الكبير والشيخ جعفر الكبير والشيخ الانصاري وهكذا الى عصرنا هذا امثال الميرزا النائيني والسيد ابو الحسن والشيخ كاشف الغطاء والسيد الحكيم وغيرهم . فكانوا يؤيدون تلك الاعمال ويدعمونها ماديآ ومعنويآ .
اما السيد السيستاني فقط اعترض على بعض الشواذ والمحدث على تلك الشعائر من بعض الجهال وطالبهم بالرجوع للشعائر الموروثه والالتزام في اصل تلك الشعائر .
وفي هذا دلاله كافيه على جواز تلك الاعمال ومحبوبيتها شرعآ . وفيه ايضآ قناعه كافيه لمن يطلب الحق ومعرفة الواقع بدون تعنت وتصلب واستبداد في الراي .اما الناقدون والمعارضون لتلك الاعمال العزائيه فليس عندهم سند منطقي ولا قاعده عامه عقلائيه يصح الاستدلال بها في معارضتهم لها فانهم يقولون مثلآ :" ان القيام بهذه الاعمال توجب السخريه والاستهزاء بهم من قبل الاجانب "
ونقول في الجواب : ان السخريه والاستهزاء والاشمئزاز من قبل بعض الناس على عمل ما لا يثبت فساد ذلك العمل ولا يقتضي تركه لمجرد ذلك ولا توجد قاعده عقلائيه تقول ان كل عمل اثار السخريه من قبل شخص او اشخاص فذلك العمل باطل فاسد يجب تركه , لا لشيء سوى استهزاء بعض الاشخاص البعيدين عن معرفته وحقيقته , ولا يوجد عاقل في العالم يؤمن بان محض السخريه ومجرد الاستهزاء بشيء ما سبب كاف وعله تامه لفساد الشيء ,
اذ لو كان الامر هكذا لوجب على الرسول " صل الله عليه واله " في بدء الدعوه ان يترك الرساله والدعوه الى الاسلام . لماذا لان قريش صارت تستهزأ به وتسخر من دعوته وتشمئز منه لذلك . او لوجب عليه ان يترك الصلاة على الاقل لانها كانت اكثر ما في الاسلام اثاره لسخرية المشركين واستهزائهم بها . فهل ترك الصلاة ؟ طبعآ كلا .
بل اقول لو كان مجرد استهزاء البعض على القيام بعمل ما يبرر تركه لكان يلزمنا نحن المصلين في هذا العصر ان نترك الصلاة لانها اصبحت موضع سخريه واستهزاء من قبل اكثر الشباب والمتمدنين من اهل زماننا هذا فهل يصح تركها خوفآ ان يقال لنا رجعيين ؟ وها هو الحجاب للمرأه اصبح عيبآ وعارآ ومدعاة للسخريه والاتهام بالرجعيه فهل صار حرام وخلعه واجبآ او جائزآ شرعآ لذلك ؟ وها هي اكثرية النساء في البلاد الاسلاميه قد خلعن حجابهن وبرزن سافرات فهل احسنّ صنعآ ؟
واعود فاذكر القول بان مجرد استهزاء ومحض سخريه تصدر من اناس على افعال واعمال اناس آخرين لا يبرر الحكم على تلك الاعمال بالفساد والسوء حتى يثبت فساد تلك الاعمال من حيث العوامل والنتائج . فاذا كان العمل صحيح العوامل والاسباب وصحيح النتائج والثمرات بشكل عام فحينئذ الاستهزاء به كهواء في شبك { واما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض } .
وانني اذ اقول هذا لا استبعد ان يكون اكثر هؤلاء المنتقدين للشعائر الشيعيه الحسينيه قد وقعوا تحت تاثير الدعايه الامويه من حيث يشعرون او لا يشعرون . تلك الدعايه التي نشطت بشكل ملحوظ في السنوات الاخيره في كثير من البلدان الشيعيه وبقصد القضاء نهائيآ على كل اثر من ذكر ثورة الحسين " عليه السلام " علمآ منهم بان هذه الذكرى هي الوسيله الوحيده الباقيه للدعوه الصادقه المخلصه الى الحق ومكافحة الباطل .
من احياء ذكرى الحسين " عليه السلام " فقط تنطلق الاضواء الكاشفه فتتسلط على كل زوايا المجتمع ومنعطفات طريق السعاده الاجتماعيه لتلفت انظار الناس الى ما امامها من اخطار وعقبات فيجتنبوها ويواصلون سيرهم بسلام آمنين .
ايها القارىء الكريم : - ان ساحة كربلاء يوم العاشر من المحرم سنة 61 هجريه كانت اشبه بمسرح تمثيل في جانب منه قام الحسين " عليه السلام " واصحابه بتمثيل اروع دور لمثالية الانسان واسمى ما يمكن ان يرتفع اليه بروحه وخلقه واريحيته بحيث لا يبقى في الوجود ما هو اشرف منه وافضل سوى خالقه العظيم .
في الطرف الآخر قام اعداء الحسين " عليه السلام " بتمثيل ادنى واسفل درك من الحضيض يمكن ان يتدنى اليه ويهوى فيه هذا البشر من اللؤم والخبث والقسوه والانانيه بحيث يندى منه جبين الوحوش ولا يبقى في الوجود ما هو شر منه ولا اسوء مطلقآ .
ولا تزال حوادث تلك المعركه هي المعالم الواضحه والحد الفاصل والسمات الظاهره بين الحق والباطل وهي المقياس الدقيق لمعرفة الخير من الشر الى ابد الابدين .
اجل ان معركة كربلاء لم تنتهي بنهاية يوم العاشر من محرم بل هي لا تزال قائمه بصورها المختلفه واحجامها العديده وفصولها المتغيره في كل زمان ومكان وما دام في الحياة خير وشر وحق وباطل . وما احسن تصوير الشاعر لهذا المعنى في معركة كربلاء حيث يقول :
" كأن كل مكان كربلاء لدى ________ عيني وكل زمان يوم عاشوراء
فالحسين " عليه السلام " من وجهة نظر الشيعه وكل الخبراء في العالم انما هو رمز الخير والعدل والديمقراطيه الحقه والعداله الاجتماعيه . والامويون هم رمز الرذيله والجور والاستبداد والظلم الاجتماعي .
وكل الاعمال العزائيه التي يقوم بها الشيعه ايام عاشوراء انما يعبرون بها عن دعمهم وتاييدهم للخير والعدل والحق . واستنكارهم وكرهم للظلم والباطل وهذا دليل على وعيهم الاجتماعي ونضجهم السياسي الكامل حسب ما يؤكده الباحثون وحسبما هو واضح من ثوراتهم التحرريه عبر تاريخهم الطويل والمليء بالتضحيات .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
Kommentare: (0) إضافة تعليق
التعليق على الموضوع :