بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
كما يدرك يضاً أنّ خلف الوعد وخيانة الأمانه والكذب والتزوير والجبن والضّعه والأعمال البعيده عن الإنصاف كلها من الصفات الذميمه ، يصف القرآن الكريم هذه الهدايه التكوينيه بأنها إلهام رباني بقوله : { فألهما فجورها وتقواها } .
وقال الامام علي " عليه السلام " يصف اهل الاخلاق الذميمه وخاصه أهل المكر والخديعه وأنّهم من أهل النار بقوله : { لو لا أنّ المكر والخديعه في النار ، لكنت أمكر العرب } .
وهذ ما يعبر عنه بالضمير الأخلاقي .
اعلم أنّ بحث الأخلاق من الأبحاث العلميّه الفلسفيّه المهمه ، وقد كان موضع دراسة العلماء منذ قرون كثيره وما يزال كذلك حتى الآن تناولوا فيها مواضيع مثل : تعريف الأخلاق ، ومعرفة الاخلاق الحسنه والسيئه ، ودور الفضائل والرذائل الأخلاقيه في حياة الإنسان لقد بحثت هذه المواضيع وغيرها بحثاً مستفيضاً وألّفت فيها الكتب وبرز فيها الكثير من النظريات المختلفه .
إنّ الإنسان مشتمل على الجسم والنفس ، والفرق بين الجسم والنفس كثيره نشير الى بعضها :
الجسم من عالم الخلق والنفس من عالم الآخره ، والجسم مادي محسوس وله أحكام الماده ، والنفس برىء منه ومن أحكامه .
وأيضاً يمكن تعريف الجسم ومعرفته بأحكام وتعريفات إيجابيه ثبوتيه ، واما النفس فلا يمكن تعريفها إلأ بأحكام سلبيه .
وبالجمله هذا الجسم من عالم الدنيا وعالم الشهاده ، والنفس من عالم الغيب والآخره .
وكلّ إنسان محتاج في وصوله الى كماله اللائق به الى تربية جسمه ونفسه . والشرائع الإلهيه متصدّيه لإيصاله الى هذا الغرض والمقصد الأسنى ، فمن عكف همّته وقصّر نظره الى صلاح بدنه وجسمه فقد خرج عن حقيقة الإنسانيه .
وكذا من نسي صلاح بدنه وصرف وجهه الى الآخره أيضاً غير واصل الى الكمال ،
بل يلزم أن يكون أحول العينين بأحدهما يرى الدنيا وجسمه فيها ويأخذ نصيبه منها ، وبالآخرى يرى الأخره وصلاح نفسه .
وحيث إنّ كلاً من الجسم والنفس يؤثر على الآخر فقد ورد : (ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه ) .
ومن هنا ترى أحكام الله تعالى غير منعطفه على النفس فقط بل مفرّقه ومنقسمه على الجسم والنفس ، فيجب لكلّ أحد الاهتمام بالجسم والنفس .
ولأشتمال الإنسان على الجسم والنفس فيحتاج في تربية جسمه الى علم وفي تربية نفسه الى علم آخر ، والاول هو ( الآداب ) والثاني هو ( الاخلاق ) والدين والشرائع الإلهيه جامع لهما .
عرفوا الاخلاق : الخلق عباره عن ملكه للنفس مقتضيه لصدور الأفعال بسهوله من دون احتياج الى فكر ورويّه .
وتلزم أن تكون تلك الحاله راسخه في النفس وغير قابله للزوال بسهوله .
إنّ موضوع الأخلاق هو النفس الإنساني ، وللنفس ثلاث قوى : قوة الأدراك وقوة الجذب وقوة الدفع .
موضوع الأخلاق هو للنفس الأنسانيه دون بدنه ، وأن تسمية بعض الأعمال بالفضيله الأخلاقيه أو رذيلتها تكون بأعتبار حكاية الأعمال عن النفس وحالاتها وملكاتها .
ويلزم أن تكون تلك الحاله راسخه في النفس وغير قابله للزوال بسهوله ، وصدور الافعال منه بلا فكر ورويه .
تسمى النفس باعتبارالاولى وهي قوة الدرك أي القوّه الناطقه ( النفس المطمئنه ) وبأعتبار الثانيه وهي قوة الجذب أي القوه الشهويه
( النفس الأمّاره ) وبأعتبار الثالثه وهي قوة الدفع أي النفس الغضبيه ( النفس اللوّامه ) .
ولكل واحده من هذه القوى حالات ثلاثه : أفراط وأعتدال وتفريط ، والفضيله منها هو الاعتدال ، والرذيله منها هو الافراط والتفريط ، فأصول الرذائل هي : الوسه والحمق والشره والخمول والغضب والجبن والشيطنه المتمثله في الخديعه والمكر والدهاء .
واصول الفضائل ثلاثه : الحكمه والعفه والشجاعه ، والمجموع من هذه الثلاثه يسمّى بالعداله .
أمّا تعريف الآداب :
عن أمير المؤمنين " عليه السلام " : ( الآداب حلل مجدّه ) .
وقال " عليه السلام " : ( الآداب تلقيح الأفهام ونتائج الأذهان ) .
الأدب هو حفظ حدود كل شيء وعدم التعدّي عنها ، فإن اللسان مثلاً مقيّد ومحدود بأن لا يتكلم بما يشينه ويهدم مرّوته مثل السوء من القول ، فمن تكلّم بشيء من الفحش فقد خرج عن أدب اللسان ويقال فيه : إنّه سيّء الأدب ولا يقال : إنّه سيّء الخلق .
وقال العلامه الطباطبائي : الأدب هو الهيئه الحسنه التي ينبغي أن يقع عليها الفعل المشروع ، إمّا في الدين أو عند العقلاء في مجتمعهم ، كآداب الدعاء وآداب ملاقات الأصدقاء ، وأن شئت قلت ظرافة الفعل ، ولا يتحقّق إلأ في الأفعال الاختياريه التي لها هيئات مختلفه فوق الواحد حتى يكون بعضها متلبّساً بالأدب دون بعض ، كأداب الأكل مثلاً في الاسلام وهو أن يبدأ فيه باسم الله ويختم بحمد الله ويؤكل دون الشبع .
الفرق بين الأخلاق والآداب :
1 - الأخلاق تبحث عن المسائل المتعلّقه بالنفس الانسانيه ، والآداب تبحث عن افعال الجوارح .
2 - المسائل الأخلاقيه ثابته في جميع الازمان ولا يعترضها التغيير دون الآداب فأنها تتغيّر في طول الزمان .
3 - المسائل الأخلاقيه ثابته في جميع الأمكنه وبلاد العالم ، وأمّا الآداب فأنها متغيّره ومختصّه بكلّ قوم ، أي وإن لم يكن اختلاف في معنى الادب ولكن تشخيص مصاديقها مختلفه عند كلّ ملّه .
4 - الاخلاق سبب ، والآداب مسبّبه عنها ، أي الآداب من منشآت الاخلاق ، وتحكي عن فضائل الاخلاق ورذائلها ولا عكس .
5 - اهتمام الدين والرويات بالآداب أكثر من أهتمامها بالاخلاق .
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد
الاخلاق والاداب
أنّ الأنسان بفطرته الهاديه يعرف أمّهات الفضائل والرذائل ويميز بين مبادىء الاخلاق الحميده والذميمه ، ويدرك بالهدايه الربانيه التكوينيه أنّ الوفاء بالعهد وأداء الأمانه والصدق والأستقامه والرجوله وعزّة النفس والأنصاف كلها حسنه ومن الأخلاق الحميده .كما يدرك يضاً أنّ خلف الوعد وخيانة الأمانه والكذب والتزوير والجبن والضّعه والأعمال البعيده عن الإنصاف كلها من الصفات الذميمه ، يصف القرآن الكريم هذه الهدايه التكوينيه بأنها إلهام رباني بقوله : { فألهما فجورها وتقواها } .
وقال الامام علي " عليه السلام " يصف اهل الاخلاق الذميمه وخاصه أهل المكر والخديعه وأنّهم من أهل النار بقوله : { لو لا أنّ المكر والخديعه في النار ، لكنت أمكر العرب } .
وهذ ما يعبر عنه بالضمير الأخلاقي .
اعلم أنّ بحث الأخلاق من الأبحاث العلميّه الفلسفيّه المهمه ، وقد كان موضع دراسة العلماء منذ قرون كثيره وما يزال كذلك حتى الآن تناولوا فيها مواضيع مثل : تعريف الأخلاق ، ومعرفة الاخلاق الحسنه والسيئه ، ودور الفضائل والرذائل الأخلاقيه في حياة الإنسان لقد بحثت هذه المواضيع وغيرها بحثاً مستفيضاً وألّفت فيها الكتب وبرز فيها الكثير من النظريات المختلفه .
إنّ الإنسان مشتمل على الجسم والنفس ، والفرق بين الجسم والنفس كثيره نشير الى بعضها :
الجسم من عالم الخلق والنفس من عالم الآخره ، والجسم مادي محسوس وله أحكام الماده ، والنفس برىء منه ومن أحكامه .
وأيضاً يمكن تعريف الجسم ومعرفته بأحكام وتعريفات إيجابيه ثبوتيه ، واما النفس فلا يمكن تعريفها إلأ بأحكام سلبيه .
وبالجمله هذا الجسم من عالم الدنيا وعالم الشهاده ، والنفس من عالم الغيب والآخره .
وكلّ إنسان محتاج في وصوله الى كماله اللائق به الى تربية جسمه ونفسه . والشرائع الإلهيه متصدّيه لإيصاله الى هذا الغرض والمقصد الأسنى ، فمن عكف همّته وقصّر نظره الى صلاح بدنه وجسمه فقد خرج عن حقيقة الإنسانيه .
وكذا من نسي صلاح بدنه وصرف وجهه الى الآخره أيضاً غير واصل الى الكمال ،
بل يلزم أن يكون أحول العينين بأحدهما يرى الدنيا وجسمه فيها ويأخذ نصيبه منها ، وبالآخرى يرى الأخره وصلاح نفسه .
وحيث إنّ كلاً من الجسم والنفس يؤثر على الآخر فقد ورد : (ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه ) .
ومن هنا ترى أحكام الله تعالى غير منعطفه على النفس فقط بل مفرّقه ومنقسمه على الجسم والنفس ، فيجب لكلّ أحد الاهتمام بالجسم والنفس .
ولأشتمال الإنسان على الجسم والنفس فيحتاج في تربية جسمه الى علم وفي تربية نفسه الى علم آخر ، والاول هو ( الآداب ) والثاني هو ( الاخلاق ) والدين والشرائع الإلهيه جامع لهما .
عرفوا الاخلاق : الخلق عباره عن ملكه للنفس مقتضيه لصدور الأفعال بسهوله من دون احتياج الى فكر ورويّه .
وتلزم أن تكون تلك الحاله راسخه في النفس وغير قابله للزوال بسهوله .
إنّ موضوع الأخلاق هو النفس الإنساني ، وللنفس ثلاث قوى : قوة الأدراك وقوة الجذب وقوة الدفع .
موضوع الأخلاق هو للنفس الأنسانيه دون بدنه ، وأن تسمية بعض الأعمال بالفضيله الأخلاقيه أو رذيلتها تكون بأعتبار حكاية الأعمال عن النفس وحالاتها وملكاتها .
ويلزم أن تكون تلك الحاله راسخه في النفس وغير قابله للزوال بسهوله ، وصدور الافعال منه بلا فكر ورويه .
تسمى النفس باعتبارالاولى وهي قوة الدرك أي القوّه الناطقه ( النفس المطمئنه ) وبأعتبار الثانيه وهي قوة الجذب أي القوه الشهويه
( النفس الأمّاره ) وبأعتبار الثالثه وهي قوة الدفع أي النفس الغضبيه ( النفس اللوّامه ) .
ولكل واحده من هذه القوى حالات ثلاثه : أفراط وأعتدال وتفريط ، والفضيله منها هو الاعتدال ، والرذيله منها هو الافراط والتفريط ، فأصول الرذائل هي : الوسه والحمق والشره والخمول والغضب والجبن والشيطنه المتمثله في الخديعه والمكر والدهاء .
واصول الفضائل ثلاثه : الحكمه والعفه والشجاعه ، والمجموع من هذه الثلاثه يسمّى بالعداله .
أمّا تعريف الآداب :
عن أمير المؤمنين " عليه السلام " : ( الآداب حلل مجدّه ) .
وقال " عليه السلام " : ( الآداب تلقيح الأفهام ونتائج الأذهان ) .
الأدب هو حفظ حدود كل شيء وعدم التعدّي عنها ، فإن اللسان مثلاً مقيّد ومحدود بأن لا يتكلم بما يشينه ويهدم مرّوته مثل السوء من القول ، فمن تكلّم بشيء من الفحش فقد خرج عن أدب اللسان ويقال فيه : إنّه سيّء الأدب ولا يقال : إنّه سيّء الخلق .
وقال العلامه الطباطبائي : الأدب هو الهيئه الحسنه التي ينبغي أن يقع عليها الفعل المشروع ، إمّا في الدين أو عند العقلاء في مجتمعهم ، كآداب الدعاء وآداب ملاقات الأصدقاء ، وأن شئت قلت ظرافة الفعل ، ولا يتحقّق إلأ في الأفعال الاختياريه التي لها هيئات مختلفه فوق الواحد حتى يكون بعضها متلبّساً بالأدب دون بعض ، كأداب الأكل مثلاً في الاسلام وهو أن يبدأ فيه باسم الله ويختم بحمد الله ويؤكل دون الشبع .
الفرق بين الأخلاق والآداب :
1 - الأخلاق تبحث عن المسائل المتعلّقه بالنفس الانسانيه ، والآداب تبحث عن افعال الجوارح .
2 - المسائل الأخلاقيه ثابته في جميع الازمان ولا يعترضها التغيير دون الآداب فأنها تتغيّر في طول الزمان .
3 - المسائل الأخلاقيه ثابته في جميع الأمكنه وبلاد العالم ، وأمّا الآداب فأنها متغيّره ومختصّه بكلّ قوم ، أي وإن لم يكن اختلاف في معنى الادب ولكن تشخيص مصاديقها مختلفه عند كلّ ملّه .
4 - الاخلاق سبب ، والآداب مسبّبه عنها ، أي الآداب من منشآت الاخلاق ، وتحكي عن فضائل الاخلاق ورذائلها ولا عكس .
5 - اهتمام الدين والرويات بالآداب أكثر من أهتمامها بالاخلاق .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
Comments: (0) إضافة تعليق
التعليق على الموضوع :