متفرقات في السير والسلوك / 11

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد



أفضل من ملك الدنيا 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ




تلك حكماً وأقوالاً وقصصاً منتخبه من مختلف المصادر جرّبتها واعتقد بها قلباً وقالباً ، وأراها مؤثره ومفيده لمختلف درجات السالكين ، عسى أن يأخذوا بها ويتنوّر باطنهم وقلبهم منها وبالاستمداد والاستلهام الروحي من هذه المطالب وبأدعيتهم الخالصه لي أرتفع ويرتفعون درجه قرباً منه سبحانه ومن أنبيائه وأوليائه في الحياة الدنيا وبعد الممات ، والله وراء القصد .


نسأل الله أن تكون القصص والمواعض نور يُشرق به قلب المؤمن ، يكون له كالدليل إلى رضوان الله سبحانه وتعالى . 



دعاء الصبر :

ـــــــــــــــــــــ

اللهم لابدّ من أمرك . ولابدّ من قدرك . ولابدّ من قضائك . ولا حول ولا قوه إلأ بك .  اللهم فما قضيت علينا من قضاء . أو قدرت علينا من قدر . فاعطنا  معه صبراً يقهره ويدمغه . واجعله لنا صاعداً في رضوانك ينمي في حسناتك .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقيقة التوكل :

ــــــــــــــــــــ

في الحديث النبوي عن جبريل :

التوكل هو العلم بأنّ  المخلوق لا يضرّ و ينفع . واستعمال اليأس من الخلق . فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله . ولم يطمع في أحد سوى الله . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أفضل من ملك الدنيا :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

قيل لسليمان : ما لك لا تقترح على الله أن يجعلك أغنى أهل المدينه ؟

فقال : دعوت الله وسألته . هو أجل وأنفع وأفضل من ملك الدنيا بأسرها .
سألته بهم صلى الله عليهم أن يهب لي لساناً ذاكر لحمده وثنائه . وقلباً شاكراً لآلائه . وبدناً على الدواهي الداهيه صابراً .
وهو عزّ وجلّ قد أجابني الى ملتمسي ذلك . وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها . وما اشتمل عليه خيراتها مئة ألف ألف مرّه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حق الأستاذ : 

ــــــــــــــــــ

قال الامام زين العابدين " عليه السلام " :

حق سائسك بالعلم التعظيم له . والتوقير لمجلسه . وحسن الاستماع اليه . والاقبال عليه . وأن لا ترفع عليه صوتك . ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتّى يكون هو الذي يجيب . ولا تحدّث  في مجلسه أحداً . ولا تغتاب عنده أحداً . وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء .
وأن تستر عيوبه . وتظهر مناقبه . ولا تجالس له عدواً ولا تعادي له ولياً . فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنّك قصدته وتعلمت علمه لله عزّ وجلّ لا للناس .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

داء يقرأه السيد الحداد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت أسمع أستاذي المرحوم السيد هاشم الموسوي الحداد " رحمه الله " يقرأ هذا الدعاء في قنوت صلاته :

اعددت لكل هول لا اله إلأ الله .  ولكل همّ وغمّ ما شاء الله . ولكل نعمه الحمد لله . ولكل رخاء الشكر لله . ولكل أعجوبه سبحان الله . ولكل ذنب أستغفر الله . ولكل مصيبه إنّا لله وإنّا اليه راجعون . ولكل ضيق حسبي الله . ولكل قضاء وقدر توكّلت على الله . ولكل عدو اعتصمت بالله . ولكل طاعه ومعصيه لا حول ولا قوه إلأ بالله العلي العظيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإبقاء على العمل : 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر " عليه السلام " :

الإبقاء على العمل أشدّ من العمل .
قال الراوي : وما الإبقاء على العمل ؟
قال : يصل الرجل بصله . وينفق نفقه لله وحده لا شريك له . فتكتب له سّراً ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانيه . ثم يذكرها فتمحى ونكتب له رياء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملك يوقظه :

ــــــــــــــــــ


قال رسول الله " صل الله عليه واله " :

ما من أحد إلأ وله ملك يوقظه من نومه كل ليله مرتين يقول : يا عبد الله ! اقعد لتذكر ربّك . ففي الثالثه إن لم ينتبه يبول الشيطان في إذنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تعجل بحوائجك :

ــــــــــــــــــــــــــــ

قال مولانا الامام الحسن " عليه السلام " :

اعلم أنّ المدبّر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها . فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كشف سر الغيبه بعد الظهور :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المرحوم العارف الكامل الميرزا محمد البيد آبادي في كتابه شرح السير والسلوك :

 سئل الامام المعصوم عن سر غيبة المهدي " عجل الله فرجه " فقال : لا يكشف السر إلأ بعد وقوعها وانقضائها . والظهور ليس إلأ بعد وقوع الغيبه . كما الأمر في قصة موسى والخضر المذكوره في القرآن . فبعد الظهور يتبين لنا أنّ كل ما حصل في الغيبه كان لمصلحة الأمّه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التوكل :

ـــــــــــ

قال الامام علي " عليه السلام " :

اعلموا علماً يقيناً إنّ الله لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته واشتدت طلبته أكثر ممّا سمّي له في الذكر الحكيم  - اللوح المحفوظ - والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحه في منفعه . والتارك له الشاك فيه أعظم الناس شغلاً في مضرّه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاستدراج والاختبار : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الامام علي " عليه السلام " :

ربّ منعم عليه مستدرج بالنعمى . وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى . ومن وسّع عليه فلم يرّ ذلك استدراجاً فقد أمن مخوفاً . ومن ضيّق عليه فلم ير ذلك اختباراً فقد ضيّع مأمولاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ما هو العلم الذي يُنجينا ؟؟ و مما ينجينا ؟؟ و كيف نتعلمه ؟؟و الأهم كيف نعمل به دون تكلف أو عناء ؟؟



هذه أسئلة تطرح نفسها .. العرفان من جملة العلوم الدينية بل هو أساسها لأنه يركز على الرابط المقدس و العظيم بين العبد وربة  . وما هي مدى العلاقة بينهما و تعزيزها و زيادة تماسكها بأفضل الطرق و أسماها .


النتيجة المطلوبة من سلوك الطريق هي دوما رضا الله المطلق فقط .  بحيث نتخلص من أعظم حجابان على القلب وهما ( الحجاب الظلماني و النوراني ) اللذان يشير إليهما روح الله الخميني ق.س , في كتبه .  وهو كما يعرف بالبديهة أن الحجاب الظلماني الذنوب

والمعاصي و كل حرام و كل شبه و تجنب قدر المستطاع للمكروهات لأن لها تبعات و آثار على القلب أو على شؤون حياته كالرزق و عدم التوفيق ... و غيرها , أما الحجاب النوراني : هو بأن نعبد الله عبادة الأحرار و ليس العبيد أي الخوف من ناره و عذابه و شدة انتقامه ولا عبادة التجار لأجل الفوز بنعيم الجنة و الرقي بدرجاتها بل عبادة حر طالب الرضا و القرب من محبوبة , لأن طلب الجنة و الخوف من النار يكون حجاب بينك و بين الله لأنك تطلب من خلالها مصلحة لا عبادة ذاتية لله و قربة له و الاعتراف له بالعبودية
والتوحيد .
سلوك طريق الله أي المسمى بالمقامات الروحية و تتدرج إلى العرفان.. لا يمكن حصره في نوع من العبادة و أن كان أساسة سمو
وعلو الأخلاق أي الإكسير الأعظم كما يسمونه العلماء الأوائل و من ثم معرفة كل حلال و حرام و مستحب و مكروه , قلت سابقا أن المكروهات لها تبعات أيضا ترك المستحب له تبعات سلبيه علينا لا ندركها و العمل بها آثار اجابية عظيمة أيضا لا ندركها إنطلاقاً من قاعة يجب أن تضعها أمام كل عمل و أن صغر ومن أي عضو بالجسم حتى السماع أي السمع بدون قصد .
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم