بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الروح
عند التعمق في اسرار الايه الكريمه في سورة الشمس ( والنهار اذ جلاها ) وهو محور البحث عن الروح . ان النهار هو تجلي للشمس مما يعني وجود النهار يدل على وجود الشمس ولكن في الحقيقه نحن نطلق على النهار اسم مجازي لان ما نراه هو نور الشمس وليس لوجود النهار بدلالة اذا حجبنا نور الشمس يختفي النهار، نور الشمس الذي نراه ليس هو حقيقة الشمس وليس ذاتها بل هو تجلي الشمس ليس الا . نستنتج من ذلك تجلي الله سبحانه للانسان حيث يقول سبحانه في كتابه الكريم ( الله نور السموات والارض ) النور هو ذلك التجلي الذي اضاف الحياة لكل ما في السموات والارض ومن ضمنها الانسان وخاصه اذا جمعنا الايات ( لا تاخذه سنه ولا نوم ) (ويسالوك عن الروح قل الروح من امر ربي ) اضافه الى أنه سبحانه ذكر خلق ما في السموات والارض حتى النفس البشريه ولكن لما وصل الى الروح قال انها من امره وهنا عالم الامر ليس هو عملية نزول الروح وقد وقع فيه الكثير من العرفاء والمتصوفه لان ليس هناك روح في الحقيقه بل هو تجلي نور الله في عباده كل حسب قابليته وما مسخر له وما نطلق عليه الروح اسم مجازي للنور الالهي الذي وهب الحياة التي يعيش فيها ذلك المتجلي وان عالم الامر هو مجرد نزول الامر الالهي الذي فيه تاريخ استلام ذلك الفيض وتاريخ انتهاء قابلية الاستلام وهو ما نسميه الموت والا كيف نفسر انتقال الانسان من عالم الدنيا الى عالم الاخره بذلك الجسم الشفاف المجرد . ان كانت هناك روح وقد خرجت من البدن من اين جاء ذلك الجسد الثاني بالروح في عالم البرزخ . وقول سيد الموحدين علي ابن ابي طالب عليه السلام : ( ما رايت شي الا ورايت الله قبله وفيه وبعده ) ماذا رأى سيد البلغاء أنه رأى نور الله ليس الا وكما قلنا في المثل الذي ضربه الله لنا في نور الشمس بالنسبه للنهار النور ليس هو ذات الشمس وكذلك فان نور الله ليس هو ذات الله بل هو تجلي الله . وانه ليس حلول كما اشتبه على الكثيرين من المتصوفه . وان فكرة وحدة الوجود الذي ادعى به الكثير من العرفاء والمتصوفه ليس الا انهم وجدوا ان كل ما يوجود في الكون ما هو الا نور الله بغض النظر عن الاجسام الماديه لان كما تعرف العرفاء والمتصوفه لا ينظرون الى تلك الاجساد الماديه بل جل اهتمامهم بالروحانيات . اقول : الروح ليست مخلوقه وانه اسم مجازي ليس له وجود بل يطلق مجازى على تجلي على نور الله . كما نطلق على الكثير من تجليات الله التي يتعرض لها عباده الصالحين من العرفاء وغيرهم وهي مجرد تجليات لصفات واسماء الله وليست هي ذات الله وهي غير مخلوقه .
وبعباره اوضح : ما يسمى باشعة الشمس او ضوء الشمس او نور الشمس ، هو نور صادر من الشمس نتيجة شدة النار والبراكين التي تتكون منها الشمس ومن طبيعة النار ان يصدر منها شعاع او ضوء او نور ، وهذا النور عندما يصل الارض ينتشر في كل ارجاء الارض حتى في تلك الاماكن التي تحتوي على الظل لتصبح الارض مظيئه وتلك الفتره نطلق عليها النهار ، اذا النهار هو تجلي لنور الشمس ، وهذا الشعاع او النور هو مخلوق بدلالة الآيه الكريمه ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) . والعلماء استطاعوا من خلال اجهزتم تحليل نور الشمس ، مثل الاشعه الحمراء وفوق البنفسجيه وغيرها ، وانه محدود بتاثيره ضمن حدود ما خلق له .
اما نور الله سبحانه وتعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ان هذا النور الالهي الذي لا يخلو منه شيء في السموات والارض هو تجلي لذلك النور الالهي الذي من خلاله يدير ويدبر كل العوالم السماويه منها والارضيه ، وهو ليس ذات الله سبحانه وتعالى ، وهذا النور ياتينا من خلال حجاب ، لان كل ما في السموات والارض ليس له القدره على تحمل ذلك النور الالهي ، كما مثل الينا سبحانه وتعالى صورة تقريبيه لفهم كيف وصول النور الالهي الى لكل ما في السكموات والارض ومن ضمنها الانسان ، من خلال آية النور ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري الى بقية الايه ) من خلال هذه آلايه نعرف بان نور الله ياتينا من خلال تلك الزجاجه والتي وصفها كأنها كوكب دري ،
اضافه الى اننا لم نستطع تحليل ذلك النور الالهي ومعرفة كنهه ، لضعف ما نملكه من اجهزه جسمانيه مخلوقه لسيت لها القدره والاستيعاب لما يصدر من الخالق الغير محدود ، فكيف لمحدود الاحاطه بالغير محدود ، ولكن نستطيع معرفة جزء بسيط من ما تجلى به وصرح به في القرآن الكريم ،
هنا من يطرح سؤال وما علاقة ما طرح حول نور الله والروح اين الربط ؟؟؟
الروح ذكرت في القرآن الكريم بعدة معاني وكل معنى يعرف من خلال سياق الآيه ، لكن ما يهمنا الآيه الكريم ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) .
ونفخت فيه من روحي : بصراحه لم اجد هناك شرح يوضح لنا الحقيقه الواضحه للوصول للحقيقة النفخ والروح .
ان قلنا نفخ فيه من روح الله ، نكون قد جزئنا الله استفغر الله ، لان الله كله روح ، وهذا يدخلنا في الكفر معاذ الله .
اضافه الى ان هذا القول يدخلنا في الحلول معاذ الله كما وقع فيه الكثير من المتصوفه ،
ليس لنا الا الرجوع للمعصوم عليه السلام ليوضح ما اشكل علينا :
( من خلال الروايه عن الامام الصادق عليه السلام : وأن روح المؤمن لأشد اتصالآ بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها ) .
من خلال هذه الروايه نستنتج بان الروح هيه نور الله بدلالة ربط الامام عليه السلام بشعاع الشمس ، كما شرحنا في بداية البحث ، والنفخ هنا هومنح القابليه للانسان بالخصوص لتقبل نوع خاص من ذلك النور الالهي والذي من خلاله كرم الانسان به ، بل اعطاه الافضليه على جميع المخلوقات ، وهذه الخصوصيه من ذلك النور سميت الروح لانها تمتلك خصائص كثيره اضافه الى منح الحياة ،
بالرجوع الى كلام المعصوم عليه السلام يوضح حقائق كثيره نجهلها بعقولنا القاصره ، منها شدة الاتصال ، هنا الامام يوضح لنا بان شعاع الشمس له قدره محدوده ضمن ما سخر له وهو النور للارض اضافه الى بعض فوائد نور الشمس للنبات وغيرها وليس هناك قدره للشمس بالتحكم بشعاعها لانه مخلوق لما جبل عليه وهيه ايضأ .
نرجع لرواية الامام عليه السلام : ( وأن روح المؤمن لأشد اتصالآ بروح الله ) .
هذا المقطع من الراويه فيه اسرار كثيره ، ولكي لا يطول الحديث سوف نتحدث او نكمل الشرح في وقت آخر ،
والحمد لله رب العالمين
Comments: (0) إضافة تعليق
التعليق على الموضوع :