متفرقات في السير والسلوك / 6

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد 


وصايا 
                                    
الجزء السادس 

تلك حكما وأقوالا وقصصا منتخبه من مختلف المصادر، وأراها مؤثره ومفيده لمختلف درجات السالكين، وسنذكرها حسب اجزاء متواصله عسى أن يأخذوا بها ويتنور باطنهم وقلبهم منها وبالاستمداد والاستلهام الروحي من هذه المطالب وبادعيتهم الخالصه لي أرتفع ويرتفعون درجه قربا منه سبحانه ومن أنبيائه وأئمته وأوليائه في الحياة وبعد الممات والله من وراء القصد.

ورد في الرواية عن النبي الأكرم " صل الله عليه واله "  أنه قال : ( ليس العلم بكثرة التعلم، إنما العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء أن يهديه ) .
وعن أمير المؤمنين " عليه السلام "  : ( ليس العلم في السماء فينزل إليكم ، ولا في تخوم الأرض فيخرج إليكم ، إنما العلم مجبول في قلوبكم ، تخلّقوا بأخلاق الروحانيين يخرج إليكم ) .
وعن الصادق " عليه السلام "  في حديثه للبصري : ( ليس العلم بالتعلم ، إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه ، فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية ، واطلب العلم باستعماله ، واستفهم الله يفهمك ) .

جاء في الرواية عن أبي عبد الله " عليه السلام " : ( طوبى للمتحابين في الله ) .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من المتحابين في الله وأن يجمعنا على ولاية أهل البيت  " عليهم السلام " .

تشخيص المصلحة
ينقل السيد الأبطحي رضوان الله تعالى عليه أنه في أحد سفراته إلى المشاهد المشرفة في العراق مع أستاذه ملا آغا جان الزنجاني هذه القصة ...
السيد مخاطبا آغا جان : أرى أنك تحافظ على قيام الليل في السفر أكثر من غيره ، فما السر في ذلك ؟
آغا جان : أنا رجل كبير في السن ، ولا أستطيع التوفيق بين إعتلاء المنبر في أول الليل وقيام الليل في آخره ، حيث أني أعمل في النهار لتأمين معيشتي .... والآن في السفر ، مسؤلياتي أقل والفرصة متاحة لقيام الليل في كل ليلة ...
السيد  : فينبغي إذن ترك إعتلاء المنبر للتفرغ للوقوف بين يدي المحبوب  ...
آغا جان : جائتني هذه الفكرة منذ زمان بعيد وكان عليّ الإختيار  ، فجائتني فكرة أنه قيام الله فيه فائدة لي فقط ، وإعتلاء المنبر فيه فائدة لعدد أكبر من الناس ، فاخترت فائدة الناس على نفسي ...

أقول : لم يترك آغا جان قيام الليل نهائيا ، ولكن في الليالي اللاتي يصعد فيها المنبر  ، كان يختار فائدة الناس على نفسه ، وهذه تضحية عظيمة على من يشاهد فائدة قيام الليل بعينه  ....
قال تعالى : { يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } (171)} سورة آل عمران
هنيئا لمن كانت صلاة الليل همّه ، وفراقها غمّه ، والله من قبلها وبعدها قصده .


حب  الدنيا خطر على السالك 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تحف العقول : { يا أحمد لو صلّى العبد صلاة أهل السّماء والأرض ، ويصوم صيام أهل السّماء والأرض ، ويطوي من الطعام مثل الملائكه ، ويلبس لباس العاري ،  ثم أرى في قلبه من حبّ الدّنيا ذرّه ، أو سمعتها أو رئاستها أو حليتها وزينتها ، لا يجاورني في داري ، ولانزعنّ من قلبه محبتي } أقول : ليس المراد أن لا تملك من الدّنيا شيئاً بل المراد عدم تعلّق القلب بمحبة غير الله وأن يكون المطلوب هو الله في كل شيء ، فلو أحببت لله ومنه وإليه فلا مضره أبداً بل هو أمر لابدّ منه . 
وفي حديث  آخر :  من أحب أن يكون شراك نعليه أحسن من شراك نعل أخيه فهو ممّن يريد العلو ، قال الله تعالى : 
{ تلك الدّار الأخره نجعلها للّذين لا يريدون علّواً في الأرض ولا فساداً والعاقبه للّمتقين } . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصايا الشهيد الأول المتوفي سنة 786 هجريه 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً  عم مجلة حوزويه تصدر في قم : 
1 - المدوامه على الطهاره - الوضوء سلاح المؤمن - .
2 - التذكر الدائم لله سيّما على مائدة الطعام . 
3 - الجلوس والنوم تجاه القبله . 
4 - التهجد في اللّيل - أوله ونصفه وآخره - .
5 - التأسف على الماضي مدخل لبناء المستقبل . 
6 - دوام ذكر الموت - يحشر مع الشهداء - . 
7 - تعويد اللّسان على المدح وخير الآخرين . 
8 - يخصص الجمعه في الأسبوع للأمور الأخرويه . 
9 - قبل أن يمتد طلوع الشّمس بمقدار رمح لا يبدأ بأعمال الدّنيا وقبل البدء يصلّي ركعتين ويستعين بالله . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أدعيتهم " عليهم السلام " في القنوت 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّهم كن وجهي في كل وجه ، ومقصدي في كل قصد ، وغايتي في كل سعي  ،  وملجأي وملاذي في كل شدّه وهم ، ووكيلي في كل أمر ، وتولني تولي عنايه ومحبه في كلّ حال .  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعاء عمار بن ياسر 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في شرح نهج البلاغ لابن حديد : 
كان دعاء عمار بن ياسر " رضوان الله عليه " في يوم صفين : 
" اللّهم إنّك تعلم أني لو أعلم أنّ رضاك في أن أقذف نفسي في هذا البحر لفعلت ، اللّهم إنّك تعلم أني لو أعلم أنّ رضاك في أن أضع سيفي في بطني ثم أنحني عليه حتّى يخرج من ظهري لفعلت " . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التسليم لله 
ـــــــــــــــ
نقلاً عن كتاب الكافي باب الشرك : 
قال الإمام الصّادق " عليه السلام " : لو أنّ قوماً عبدوا الله تعالى وحده لا شريك له ، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجّواالبيت ، وصاموا شهر رمضان ، ثم قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه الرسول " صل الله عليه واله " : إلأ صنع بخلاف الذي صنع ؟ 
أو وجدوا ذلك  في قلوبهم  لكانوا بذلك مشركين فعليكم بالتسليم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم