انتم في حلّ من بيعتي

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد


انتم في حلّ من بيعتي 



لقد دعا الإمام الحسين " عليه السلام " أشخاصاً في بداية  نهضته لنصرته ونصرة دين الله ومن جملتهم أرسل شخصاً إلى عبد الله بن عمر وقال له ( إتّق الله وأجب دعوتنا ) . عن عبد الله بن عمر أنّه كان بماء له فبلغه أنّ الحسين " عليه السلام " قد توجّه الى العراق فجاء إليه وأشار عليّه بالطّاعه والانّقياد وحذّره من مشاققة أهل العناد فقال يا عبد الله أما علمت أنّ من هوان الدّنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريا " عليه السلام " أهدي الى بغيّ من بغايا بني إسرائيل أما تعلم أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس سبعين نبيّاً ثمّ يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً فلم يعجّل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انّتقام ثمّ قال له اتّق الله يا أبا عبد الله ولا تدعنّ نصرتي .
ولكن ليلة عاشوراء ترك الجميع أحراراً بحيث يختارون بتطوّع  منهم وباخّتيارهم طريق السعاده والشهاده وقال لهم : ( أنتم في حلّ من بيعتي ، فاتخذوا الليل جملاً ، فإنهم لا يريدون غيري ) .
 أنتم في حلّ من بيعتي ليست لي في أعناقكم بيعه ولا لي عليكم ذمّه  وهذا اللّيل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً وتفرّقوا في  سواده فإن القوم إنما يطّلبونّي ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري .
حضرة الأمير علي " عليه السلام " أيضاً في معركة صفّين قال لمعاويه : إنّ الحرب هي بيني وبينك ، ابرز إلي ودع الناس ، ولا ترض أن تراق دماء المسلمين .
في ومن الملكيّه الروسيه في الحرب العالميه الأولى أيّ جيش كان يذهب للحرب مع ألمانيا ، لم يكن يرجع ،
 إحدى المرّات عندما كان القطار المملوء بالشباب يريد أن يتحرك من أجل الحرب ، استقلت أمّهات أولئك الشّباب أمام القطار حتّى يمنعن من تحرّكه ، استفسروا  من موسكوا عن التكليف ، فوصل الأمر أن اعبروا بالقطار على الأمهات .
كان رائجاً في  وقت  الحرب والهجوم ، أنّهم يضعون عدّة أشخاص حرّاساً حتّى لا يهرب أحد ، لكن الإمام الحسين " عليه السلام " ليلة عاشوراء قال : ( أنتم في حلّ من بيعتي ) هؤلاء القوم يطلبونني أنا ، من كان يريد قليذهب ، عدد جيش الإمام الحسين " عليه السلام " ليلة عاشوراء كان قريب الألف شخص ، وليلة عاشوراء عشرة عشره ابتعدوا عن قافلة الإمام " عليه السلام " وذهبوا بعضهم مع التوديع وبعضهم حتّى بدون توديع ،
قالت سكينه بنت الحسين : كنت جالسه ذات ليله مقمره بوسط الخيمه واذا أنا أسمع خلفها بكاء وعويلاً فخشيت أن تفقه بي النساء فخرجت ونفسي لم تحدثني بخير وأنا أعثر بأذيالي وإذا بأبي جالس واصحابه حوله وهو يبكي ، فسمعت من كلامه يقول : يا قوم اعلموا أنّكم خرجتم معي لعلمكم أني أقدم على قوم بايعوني بألسنتهم وقلوبهم وقد انعكس الأمر ، لأنه استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله والآن ليس لهم قصد سوى قتلي وقتل من يجاهد بين يدي وسبي حريمي بعد سلبهم ، وأخشى أنكم ما تعلمون أو تعلمون وتستحيون ، والخدع عندنا أهل البيت محرمه ، فمن كره منكم ذلك فلينصرف فإن الليل ستير والسبيل غير خطير والوقت ليس بهجير ومن واسانا كان معنا غداً في الجنان ، نجيّاً من غضب الرحمن ، فو الله ما أتمّ كلام إلا وتفرق القوم من نحو عشره وعشرين ، فلم يلبث إلا نيف وسبعون رجلاً .
أنّ بدء الحرب قبل وقت صلاة الظهر مكروه إلأ في حال الضروره .
إذا كان الشخص عند الزوال مشغولاً بالحرب ، فيمكن أن تصلّى الظّران قضاءاً ، ولذا فإنّ سيّد الشّهداء " عليه السلام " بدأ المعركه بعد أداء الظّهرين مع إنّ قضية كربلاء كانت في مقام الدفاع لن تكن جهاداّ ، كانت دفاعاً ، هم قد قد هجموا وإلا كانوا قد تركوه لكان سيّد الشّهداء " عليه السلام " قد ذهب الى المكان الذي أتى منه .
بالنهايه فإنّ الحرب بعد الزوال وأداء الظّهرين لها خصائص : أحدها معنويّه الأمر ، أي فتح باب النصر وينزل فرج الإسلام والمسلمين من الأعلى الى الأسفل ، والأمر الآخر هو هذا أيضاً أنّ صلاة الظهرين لا تفوت الشخص الّذي يبدأ الحرب بعد الزوال ، بلى إذا كانوا هم قد هجموا قبل الزوال فإنّ الدفاع يصبح واجباً قبل الزوال .
ما الذنب والجرم الذي كان لحضرة سيّد الشّهداء " عليه السلام " ؟!
إذ لم يقبلوا اقتراحه وقال عمر بن سعد : اشهدوا لي عند الامير أنّي أول من رمى .
هم قد خيّروا الإمام بين السّله والذلّه وطلبوا من الإمام الحسين " عليه السلام " أن ينزل دون شرط وقيد على  الحكم وطلبوا منه الاستسلام بذلّه : ( أن تنزل على حكم الأمير عبيد بن زياد ) .
أي تسليماً مهيناً وبدون قيد وشرط بنحو أنّهم يفعلون ما يشأؤون مع الإمام " عليه السلام " إمّا يقتلونه أو يطلقون سراحه .
ولكن الإمام " عليه السلام " اقترح طريقاً ثالثاً غيّر السّلّه والذلّه وهو أن يتركوا الإمام " عليه السلام "  يذهب الى الثغور أو أن يرجع الى المدينه  الذي أتى منها ،
وبالنهايه قتل الإمام الحسين " عليه السلام " وفي النتيجه بعد هذه الواقعه صار البرّ والفاجر غاضبين من يزيد  ولعنوه وشتموه .
والحمد لله رب العالمين


***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم