الموت حكمه ونعمه ورحمه ....2

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نتيجة بحث الصور عن صور الموت حكمه ونعمه

الموت حكمه ونعمه ورحمه ....2

الموت والحياة نوعان : جسماني ونفساني .. والحياة الجسمانيه ليست شيئا سوى استعمال النفس للجسد ..والموت الجسماني هو تركها لاستعمال الجسد..كما ان اليقظه هو استعمال النفس للحواس ..والنوم هو تركها استعمال الحواس ..


النفس : حياتها ذاتيه لانها بجوهرها حيه بالفعل علامه بالقوه فعاله بالاجسام .. وان موتها هو جهالتها بجوهرها وغفلتها عن معرفة ذاتها . وتلك الامور عارضه عليها لبعد ذهابها في هاوية الاجسام . ولشدة غرورها في الشهوات الجسمانيه .  اكثر الناس لجهلهم بجوهر انفسهم وغفلتهم عن حياتها الابديه . لانهم لا يعرفون الا هذه الحياة الدنيا المنقطعه ( وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور )  ( انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينه وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد )  فصاروا يريدون البقاء في الدنيا ويتمنون الخلود فيها كما قال تعالى ( يعلمون ظاهرآ من الحياة الدنيا وهم عن الاخره هم غافلون )

وقال ( يريدون عرض الدنيا والله يريد الاخره )  ( والاخره خير وابقى )  وقال ( والاخره خير لمن اتقى )   وقال ( وان الدار الاخره لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )  وآيات كثيره في ذم الذين يريدون الحياة الدنيا . وهي حياة الجسد . ويغفلون عن الحياة الاخره التي هي حياة النفس بالحقيقه . وتلك حياة دائمه ابديه ..

اما ماهية حياة الجسد :

الجسد ميت بجوهره . وان حياته عرضيه لمجاورة النفس اياه . كما ان الهواء مظلم بجوهره . وانما ضياؤه باشراق نور الشمس عليه والدليل على ان الجسد ميت بجوهره ما يرى من حاله بعد مفارقة النفس له كيف يتغير ويفسد ويتلاشى ويرجع الى التراب  كما بدأ
( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ) .
 اعلم انما ربطت النفس بالجسد كيما تكمل بالرياضه وتخرج ما في جوهرها من الحكمه والصنائع والفضائل من حد القوه الى حد الفعل لتتم تكاملها .. وهو ان تتعلم النفس السياسه والتدبير والتهذيب بالاخلاق الجميله والاراء الصحيحه والاعمال الزكيه والمعارف الحقيقيه .. وهكذا كما قيل في حد الحكمه انها التشبه بالاله بحسب الطاقه الانسانيه ..
واذا بلغت النفس الانسانيه اقصى مدى غاياتها . وكملت بما اظهرت من الفضائل وهدم الجسد . نقلت بعد مفارقة الجسد الى حاله اخرى ونشوء اخر اعلى واشرف من هذا الجسد المؤلف من اللحم والدم والاخلاط الاربعه القابله للفساد . كما قال الله تعالى ( وننشئكم فيما لا تعلمون)   ثم الله ينشئنا في النشاة الآخره  . نسبة  تلك الحال التي تنقل اليها النفس بعد مفارقة الجسد . كنسبة حال الجسد في الرحم . الى الحال التي ينقل اليها بعد الولاده من فسحة هذا العالم وطيب نسيمه واشراقة نوره بالاضافه الى ظلمة المشيمه والرحم التي هي ثلاث ظلمات .. ان النفس لا تحس الحال التي تنقل اليها الا بعد مفارقة الجسد . كما ان الجنين لا يحس باحوال هذه الدنيا الا بعد الولاده .  لذلك قال النبي

-  صلى الله عليه واله  - ( الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا ) وانما نومهم غفلتهم عن ما بعد الموت . اذا جاءت سكرت الموت بالحق التي هي مفارقة النفس الجسد .. وعاينت الحقيقه التي كانوا بها يوعدون كما قال الله تعالى ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) وقال لنبيه -  صلى الله عليه واله  -  ( واعبد ربك حتى ياتيك اليقين )  يعني الموت وقال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ثم الينا يرجعون )
 فاذا الموت حكمه .. اذ لا رجوع لها الى ربها الرحمن الرحيم الا بعد الموت .. ولا وصول للنفس الى ما وعد الله ورسوله الا بعد مفارقتها الجسد   ( يا ايتها النفس المطمئنه . ارجعي الى ربك راضيه مرضيه ) .. فاذا الموت حكمه ومنه من الله تعالى الى عباده .. بل الموت بقاء الحياه النفسانيه وسبب فناء الجسد.. 
والحمد لله رب العالمين

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم