بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ولاية الفقيه
بعد اصرار الكتل والاحزاب السياسيه على المحاصصه وأبقاء البلد في دوامة الفساد واصرارهم على المنافع الشخصيه والحزبيه وتجاهلهم السافر لنصائح وارشادات المرجعيه الرشيده أضافه الى عدم اهتمامهم بمطالب الشعب وعدم الاكتراث بدماء الشهداء الذين سقطوا مطالبين بالاصلاح ونبذ الطائفيه والمحاصصه والفساد الذي أدى الى نهب خيرات البلد وجعل الشعب يفتقد كل متطلبات الحياة الكريمه نتيجة سيطرة تلك الزمر الفاسده على مقدرات البلد وخيراته .
أقول : هل نحتاج الى نظام جديد يبعدنا عن سيطرة تلك الكتل والاحزاب . نظام اسلامي يبنى على أسس الشريعه المحمديه أسوه بمنهاج الرسول " صل الله عليه واله " والائمه االهداة " عليهم السلام " وهو حكم ( ولاية الفقيه ) وخاصه بعد نجاحه في الجمهوريه الاسلاميه الجاره .
نعم هناك صعوبه بتطبيقه الان وعدم تقبله من اكثريه الشعب خاصه بعد التجربه الفاشله للاحزاب الاسلاميه .
لكن هناك من يؤمن بولاية الفقيه ولهم ادلتهم واسبابهم , وهناك من لا يؤمن بولاية الفقيه وأيضاً لهم ادلتهم واسبابهم , وكل من هؤلاء يؤمنون ويرفضون على علم أو جهل وكلاً منهم له أسبابه وخصوصياته .
وانا لست من هؤلاء ولا من هؤلاء فقط أردت أن أطرح مفهوم ولاية الفقيه كما هي بالمفهوم الاسلامي الشرعي وليس ما يطرحه بعض الجهله أو من يحسبون على أهل العلم .
أخي الكريم :
الاسلام دين الكرامه ودين حفظ كرامات الاخرين على اختلاف طبقاتهم , والكرامه تقتضي أن لا يعبد الانسان ولا يطيع الا خالقه الذي هو خالق كل شيء , ولا يخضع إلا له : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " .
فحق السلطنه ثابت لله تعالى فقط ثم أمر تعالى باتخاذ النبي " صل الله عليه واله " أسوه , وأمره مطاع من جهة كونه هو المطاع الحقيقي بقوله تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنه " فطاعة الرسول " صل الله عليه واله " طاعة الله تعالى لأنه هو الذي أرسله : " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " وحيث أن : " والله يقول الحق وهو يهدي السبيل " فأمر الله تعالى بإطاعة الرسول مسبوق بأن الرسول " صل الله عليه واله " حق أيضاً وقد جعله حقاً وعلمه الحق فكان " صل الله عليه واله " مثالاً لله ومظهراً للتوحيد الافعالي له تعالى : " يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " وكذلك : " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "
ثم في المرحله البعديه نقل سبحانه وتعالى الكلام وجوب الطاعه الى أولي الأمر من بعد الرسول " صل الله عليه واله " إذ لهم ما له بعد أن ثبت أن ماله يكون لله عز وجل , هذا واضح في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً " .
وتقريب الدلاله للآيه : أنه تعالى ثلث الأمر أولاً وثناه ثانياً ووحده ثالثاً , لأنه في أول قوله تعالى أوجب إطاعة الله وإطاعة الرسول وأولي الأمر , وفي الثاني جعل الحكم والمرجع الذي يرجعون اليه عند التنازع في أمرين :
أحدهما نفسه تعالى والثاني رسوله " صل الله عليه واله " ولم يذكر لأولي الأمر , لأن جميع شؤون أولي الأمر إنما هي مبرزات شأن الرسول " صل الله عليه واله " ومظاهر سنته وليس لغيره " صل الله عليه واله " شأن مستقل , وفي ثالث فقره من قوله تعالى جعل المعيار والميزان في ذلك الطوع وهذا الرجوع أمر واحد لا ثاني له ولا شريك لله :
وهو الإيمان بأن الله تعالى هو الأول الذي يصدر منه كل شيء والآخر الذي ينتهي اليه كل شيء فليس لغيره تعالى شأن مستقل , وهذا هو التوحيد وعياً وإراده فتدبر .
أقول : لعل الأمر بالتدبر إشاره الى وحدة المطاع ورجوع الرسول والإمام اللذين هما ظل الحق الى ذات الحق فيبقى هو هو , وحده وحده , والله العالم .
أن الحياة الانسانيه الاجتماعيه لا تتحقق بدون النظام , إذ لابد من الرجوع الى الحاكم الذي يرجع اليه في حل المشاكل وبيده أزمة أمور البلاد وتنفيذها وحفظ ثغورها وجباية أموالها والذب عنها ودعوة الناس الى النفر والحرب وغير ذلك .
الكلام هنا : إن هذا الشخص الحاكم من هو في عصر غيبة الإمام المعصوم " عليه السلام " - كما هو في عصرنا إذ حرمنا من رؤية شخص إمام زماننا فهل ينتقض غرض الله تعالى في جعل الخليفه وتقريب الناس الى الطاعه وإبعادهم عن المعصيه .
أو يوجد شخص بمواصفات خاصه تشبه خواص الامام المصوم غايه الأمر أنها بدرجة أخف لأنه لا يصل الى مقامهم " عليهم السلام " أحد , ويجب أن يتوفر في هذا الشخص العلم والعداله ومعرفة الأمور والقدره على الإداره بما أنزل الله تعالى ومعرض عن حطام الدنيا .
وقد شرع هذا المنصب - وهو مقام نيابه الامام - المعبر عنه في عصرنا بولاية الفقيه والمرجعيه بنصوص كثيره ليس هنا محل ذكرها فراجع كتاب القضاء من أبواب صفات القاضي من وسائل الشيعه للحر العاملي .
أما الدليل العقلي فقد ذهب جميع الاعلام الى أن ولاية الفقيه ثابته بالدليل العقلي لكل أحد حتى صرح شيخنا الايرواني في مجلس درسه في درس المكاسب مبحث البيع أنه لا يوجد عاقل لا يقول بولاية الفقيه , وقال شيخنا البهجت " رحمه الله " أن الحكم بولاية الفقيه من ضروريات الدين والعقل التي لا تحتاج الى أقامة دليل لأن حاكمية الله تعالى وخليفته في كل عصر مما لا يشك فيه أحد وإلا حكومة من ستنفذ ؟
وذكر أن الدليل العقلي مقدم على الدليل النقلي , أما شيخنا جوادي آملي دامت بركاته فقد ذكر في مباحثه أن الدليل العقلي فرع عن الدليل الشرعي , إذ جعل المقسم هو الدليل الشرعي وأقسامه هي الدليل العقلي والنقلي , فالدليل العقلي عنده دليل شرعي يمكن استنباط منه .
نعم يبقى شيئان وهما :
1 - لزوم كون الأمه واعيه في انتخاب إمامها .
2 - لزوم كون الإمام جامعاً لشرائط الإمامه .
وهذان أمران مهمان في السياسه الاسلاميه نجعل الكلام فيهما .
وعي الامه في انتخاب أمامها :
يلزم على الامه أن تكون بدرجه من الوعي بحيث تكفيها لمعرفة شرائط الامامه وفي إجتماعها فيمن يدعي الامامه أو يريدون تعيينه لها , وهذا الأصل هو الموجب لأن يكون لرأي الجمهور قيمه وإلا فلا قيمه لرأي من لا يعرف الامامه وشؤونها وشرائطها ولا لرأي الجمهور الجاهل بشأنها وإنما القيمه لرأي من يعلم الحق ويعرفه قال تعالى : " ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق " .
جامعية الامام للشرائط :
وهنا يلزم أن يكون امام - مع كونه عادلاً - مطيعاً لمولاه الحق في جميع ما أمره اليه وندبه اليه بالاتيان به وفي جميع ما نهاه عنه وزجره عنه بالامتناع والانتهاء عنه بترك الأهواء والميول صائناً لنفسه مستقلاً في رأيه ومالكاً لوعيه وحراً في إرادته حتى لا يطمع فيه أحد ولا ينفذ الى قلبه أحد ولا يمكر به العدو الداخلي ولا الخارجي و يستفزه القريب والغريب حتى يليق بزعامة الأمه وقيادة المله.
هذه هي الامامه وهذا هو الامام السائس فلابد أن يكون أميناً على ما أمنه الله تعالى وهي أعظم أمانه إذ أمور الناس كلها بيده سواء كانت الدينيه أو الدنيويه فهو الذي يلي أمور المسلمين والواجب عليه رعايتهم وعدم خيانتهم .
والحمد لله رب العالمين
وهو الإيمان بأن الله تعالى هو الأول الذي يصدر منه كل شيء والآخر الذي ينتهي اليه كل شيء فليس لغيره تعالى شأن مستقل , وهذا هو التوحيد وعياً وإراده فتدبر .
أقول : لعل الأمر بالتدبر إشاره الى وحدة المطاع ورجوع الرسول والإمام اللذين هما ظل الحق الى ذات الحق فيبقى هو هو , وحده وحده , والله العالم .
أن الحياة الانسانيه الاجتماعيه لا تتحقق بدون النظام , إذ لابد من الرجوع الى الحاكم الذي يرجع اليه في حل المشاكل وبيده أزمة أمور البلاد وتنفيذها وحفظ ثغورها وجباية أموالها والذب عنها ودعوة الناس الى النفر والحرب وغير ذلك .
الكلام هنا : إن هذا الشخص الحاكم من هو في عصر غيبة الإمام المعصوم " عليه السلام " - كما هو في عصرنا إذ حرمنا من رؤية شخص إمام زماننا فهل ينتقض غرض الله تعالى في جعل الخليفه وتقريب الناس الى الطاعه وإبعادهم عن المعصيه .
أو يوجد شخص بمواصفات خاصه تشبه خواص الامام المصوم غايه الأمر أنها بدرجة أخف لأنه لا يصل الى مقامهم " عليهم السلام " أحد , ويجب أن يتوفر في هذا الشخص العلم والعداله ومعرفة الأمور والقدره على الإداره بما أنزل الله تعالى ومعرض عن حطام الدنيا .
وقد شرع هذا المنصب - وهو مقام نيابه الامام - المعبر عنه في عصرنا بولاية الفقيه والمرجعيه بنصوص كثيره ليس هنا محل ذكرها فراجع كتاب القضاء من أبواب صفات القاضي من وسائل الشيعه للحر العاملي .
أما الدليل العقلي فقد ذهب جميع الاعلام الى أن ولاية الفقيه ثابته بالدليل العقلي لكل أحد حتى صرح شيخنا الايرواني في مجلس درسه في درس المكاسب مبحث البيع أنه لا يوجد عاقل لا يقول بولاية الفقيه , وقال شيخنا البهجت " رحمه الله " أن الحكم بولاية الفقيه من ضروريات الدين والعقل التي لا تحتاج الى أقامة دليل لأن حاكمية الله تعالى وخليفته في كل عصر مما لا يشك فيه أحد وإلا حكومة من ستنفذ ؟
وذكر أن الدليل العقلي مقدم على الدليل النقلي , أما شيخنا جوادي آملي دامت بركاته فقد ذكر في مباحثه أن الدليل العقلي فرع عن الدليل الشرعي , إذ جعل المقسم هو الدليل الشرعي وأقسامه هي الدليل العقلي والنقلي , فالدليل العقلي عنده دليل شرعي يمكن استنباط منه .
نعم يبقى شيئان وهما :
1 - لزوم كون الأمه واعيه في انتخاب إمامها .
2 - لزوم كون الإمام جامعاً لشرائط الإمامه .
وهذان أمران مهمان في السياسه الاسلاميه نجعل الكلام فيهما .
وعي الامه في انتخاب أمامها :
يلزم على الامه أن تكون بدرجه من الوعي بحيث تكفيها لمعرفة شرائط الامامه وفي إجتماعها فيمن يدعي الامامه أو يريدون تعيينه لها , وهذا الأصل هو الموجب لأن يكون لرأي الجمهور قيمه وإلا فلا قيمه لرأي من لا يعرف الامامه وشؤونها وشرائطها ولا لرأي الجمهور الجاهل بشأنها وإنما القيمه لرأي من يعلم الحق ويعرفه قال تعالى : " ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق " .
جامعية الامام للشرائط :
وهنا يلزم أن يكون امام - مع كونه عادلاً - مطيعاً لمولاه الحق في جميع ما أمره اليه وندبه اليه بالاتيان به وفي جميع ما نهاه عنه وزجره عنه بالامتناع والانتهاء عنه بترك الأهواء والميول صائناً لنفسه مستقلاً في رأيه ومالكاً لوعيه وحراً في إرادته حتى لا يطمع فيه أحد ولا ينفذ الى قلبه أحد ولا يمكر به العدو الداخلي ولا الخارجي و يستفزه القريب والغريب حتى يليق بزعامة الأمه وقيادة المله.
هذه هي الامامه وهذا هو الامام السائس فلابد أن يكون أميناً على ما أمنه الله تعالى وهي أعظم أمانه إذ أمور الناس كلها بيده سواء كانت الدينيه أو الدنيويه فهو الذي يلي أمور المسلمين والواجب عليه رعايتهم وعدم خيانتهم .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :