بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
كيف يتحول العلم الى نور .. 2
ذكرنا في الدرس السابق حقيقة العلم . واليوم نذكر الطرق للحصول على العلم .في الحقيقة الطرق كثيره ولكن نذكر اهمها وهي :
ان يتكلف الانسان في البدايه حالة الحلم . ويتعود عليها حتى يصبح الحلم احدى ملكاته . فعن ابي عبد الله - عليه السلام - ( اذا لم تكن حليمآ فتحلم ) وعن امير المؤمنين - عليه السلام - ( من تحلم حلم ) وعنه - صلوات الله عليه - ( من استدام قرع الباب ولّج ولج ) فانك تعودت سابقآ ان من سبك وآذاك قابلته بالمثل . فلو اردت ان تكون حليمآ فلا تقابل الاساءه بمثلها . بل تقابلها بالعفو والحلم . ولكن هذا لا ياتي دفعه واحده وانما بالتدريج . عن طريق تكلف الحلم .
وكمثال آخر :
لعله لا نقابل من يسيء الينا بالسب او ماشابه , ولكن يداخلنا حقد على ذلك الشخص , او حفظ سيئاته وبعض هذه الصفات والاعمال تدخل ضمن درجات الكفر الاخلاقي دون ان نعلم فقد ورد عنهم - صلوات الله عليهم - ( ادنى الكفر ان يسمع الرجل من اخيه كلمه يحفظها عليه ) .
ومع هذه الاخلاق فان العلم لا يستقر . لان العلم كي يكون نورآ محتاج الى عدة امور يجب ان نحققها حتى نحقق روح الحياه ومن اهمها الحلم .
الحلم وزير العلم وناصره . فعن الامام الصادق - عليه السلام - ( كفى بالحلم ناصرآ ) وعن النبي - صل الله عليه واله - ( نعم وزير العلم الحلم ) .
ولذلك فان كل مضامير الحياه لا يمكن للانسان ان يكون ناجحآ فيها الا بالحلم , واما القسوه ومقابلة الاساءه بالاساءه فان ذلك يدل على الفشل , ويدل ايضآ على عدم وجود العلم النوراني . فعن امير المؤمنين - عليه السلام - ( لا يكون السفه والغرّة في قلب العالم ) .
والدليل على سعة قول الامام - عليه السلام - فان نور البصيره روح الحياه الذي لا ينفع ايمانآ الا به مع اتباع كلمة الله والتصديق بها . وكلمة الله تبارك وتعالى هم محمد وآل محمد - صلوات الله عليهم - وكلمات الله سبحانه غير محدوده لا يحدها شيء قال الله تبارك وتعالى ( قل لو كان البحر مدادآ لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددآ ) واتباع هذه الكلمات والتصديق بها " يعطيك العلم "
لهذا العلم مضامين واسعه . والدليل على سعته قول الامام - عليه السلام - ( فان نور البصيره روح الحياه الذي لا ينفع ايمانآ الا به مع اتباع كلمة الله والتصديق بها ) .
وكلمة الله تبارك وتعالى هم محمد وال محمد - صلوات الله عليهم - وكلمات الله سبحانه وتعالى غير محدوده لا يحدها شيء . قال الله تبارك وتعالى ( قل لو كان البحر مدادآ لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددآ ) .
واتباع هذه االكلمات والتصديق بها . اي العمل بها , يعطيك العلم .
ولكن قبل هذا نحتاج الى وعاء ,, حتى نضع فيه هذا العلم ,, فكيف نحصل على هذا الوعاء ؟؟؟؟
الجواب : انك تبدأ من أمر . لعل البعض يعتبره سهلآ ولكنه في الواقع صعب للغايه .
وهذا العمل هو الصمت : واقصد بالصمت قلة الكلام والهدوء وعدم اعطاء الحكمه الا الى اهلها واظهار العلم بالعمل كما قال الامام الصادق - عليه السلام - في وصيه لاهل الكوفه:
{ وان تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا له : وكيف ندعوا اليكم ونحن صموت ؟؟ فقال _ عليه السلام _ :تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة الله , وتتناهون عن معاصي الله , وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الامانه }
فالامام - صلوات الله عليه - يريد ان يكون المتكلم هو العمل , ليس اللسان , فلسان العمل أشد أثرآ من لسان القول .
والامام - عليه السلام - يريد منا ان نظهر تربيته لنا بالصمت لا بالفوضى والثرثره وغيرهما .
والحقيقه هذا ما نعانيه في تلك الايام , حيث شغلنا الشاغل تحدث فلان وقال فلتان , ونحن نحاول ان نصلح بين هذا وذاك مع احترامي للجميع لانه مخالف لقول الامام وتربيته لنا , ارجوا الاتعاض لاننا والله العالم كاننا تركنا العمل واصبح شغلنا الشاغل هو الكلام .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :