الغايه لا تبرر الوسيله / الدرس السابع

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد

التسليم

هو سر النجاح..




اعلم ان رضا الله تعالى وغفرانه متوقف على التسليم للحبيب المصطفى - صل الله عليه واله - ولاهل بيته - صلوات الله عليهم اجمعين - قال الله تعالى ( وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) .

اذن فالهدف ليس هو العمل الصالح لاننا نجد حتى الظالمين امثال الحجاج وغيره يعملون الصالحات ..
الهدف ان ناتي الابواب التي امرنا الله تعالى بالتوجه والتمسك بها فهي الابواب الناطقه عن الله عز وجل .
 الله سبحانه وتعالى اودع الغفران في قلب المصطفى - صل الله عليه واله - ولكي يحصل الغفران لا بد ان يوافق المصطفى - صل الله عليه واله - والا الصلاح والمعرفه والتصديق ليست كافيه للنجاة .

 الامام - عليه السلام - يقول ( ضل اصحاب الثلاثه وتاهوا تيهآ عظيما ) . اي ابتعدوا بعدآ كبيرآ عن الحق بسبب عدم الوفاء بالشروط والعهود ( ان الله لا يقبل الا العمل الصالح .  ولكن لا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود ) .

واما من بدأ دينه كما وصف الامام الصادق - عليه السلام - اولئك الذين فازوا في الحياة الدنيا والآخره . فمن وفى الله تعالى بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده واستكمل وعده .

 ان الله تعالى اخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المسار واخبرهم كيف يسلكون . فقال تعالى  ( واني لغفار لمن آمن وعمل صالحآ ثم اهتدى )  وقال ( انما يتقبل الله من المتقين ) . 

 فمن اتقى الله فيما أمره  لقى الله مؤمنا بما جاء به محمد - صل الله عليه واله - 

اذن لننتبه من غفلتنا . ونرجع الى انفسنا التي نريد احيائها وان نعيد صياغة ديننا والذي هو وسيلة نجاتها في الدنيا والآخره قبل ان يفوت الوقت ونصبح من الذين قال عنهم الامام الصادق - عليه السلام - ( ماتوا قبل ان يهتدوا . وظنوا انهم آمنوا .. واشركوا من حيث لا يعلمون ) .



واعلم يا اخي :

 ان الغايه لا تبرر الوسيله : 

لتكن اعمالنا لها نقطة انطلاق صحيحه . ولها اهداف واضحه ولها برنامج يحافظ على كسادها حتى لا نكون من الاخسرين اعمالا .

 الذين اجهدوا انفسهم في الحياة الدنيا ولكن ثمرة اعمالهم كانت الضياع والخسران . لانهم توجهوا الى الله سبحانه وتعالى من حيث يريدون لا من حيث يريد هو جل وعلا .  فانبانا عنهم حتى نعتبر بهم ( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) .

هناك طرق رئيسيه يبتنى عليها دين النفس . ولكن قبلها اذكر مسأله في غاية الاهميه وهي :

ليس المهم ان نحقق الغرض الالهي كيف ما كان . بل لا بد ان نحققه وفق ما يريد الله تبارك وتعالى .

 ولأ اضرب مثلا حتى يتضح الكلام .  اذا طلبت من شخص ان يجلب لك مالا او بضاعه . فهل تقبلها حتى لو كانت سرقه مثلا ؟ 

الجواب : كلا .

 والسبب لانها لم تحقق وفق الشروط والعهود . وهكذا علينا ان نحقق الغرض كما يريد الله تعالى لا كما نريد نحن . 

فالغايات لا تبرر لك استعمال اي وسيله كانت .  بل سبل البناء الديني يمكن ان نلخصه في عدة نقاط وهي :

اولا : ان ناتي البيوت من الابواب التي امرنا الله عز وجل وهي الرسول الاعظم - صل الله عليه واله - وعترته الطاهره - صلوات الله عليهم اجمعين -

ثانيا : بعد ان ناتي من هذه الابواب المقدسه علينا ان نقتدي بهم . لان الاقتداء علة الهدايه . قال الله تعالى ( ولكم في رسول الله اسوه حسنه ) . واقصد بالاقتداء كل شيء دعوا اليه او يسرهم فعله . فعلينا ان نسارع الى فعله ..

ثالثا : التسليم لهم (عليهم السلام ) وعدم الاخذ الا منهم او من يمثلهم ويكون السبيل اليهم وهذا ما عبر عنه في الروايات ب( العالم الرباني ) .

رابعا : ازالة الحجب لانها بمثابة الحواجز والاشواك التي تمنع الفيوضات الالهيه . كما انها تعرقل عملية البناء .

 فلكي نستكمل دين النفس وحياتها علينا ازالة الحجب فقد ورد في الروايات (التمسوا من وراء الحجب الاثار ) 

خامسا : عدم الاستهانه بالذنوب . البعض يتصور ان الانسان اذا اصبح من اهل التسليم فلا يهم ان فعل ذنوبا . لانه مرتبط بما ينجيه ويكفر عنه ذنوبه . ويعتقد انه من اهل الدين والصلاح

ولكن ينبغي ان يعرف اصحاب هذا الفكر بان ولاية اهل البيت والتسليم لهم ( صلوات الله عليهم ) ممكن ان يؤثر عليها بعض الحجب وبالتالي ينتهي هذا التسليم ويموت في النفس فيصبح دين الانسان لا شيء .

فيا من تريد احياء نفسك . راجع دينك وانظر من اين بدات . فاذا كان بدايته من التسليم . فان هذا سيجعلك تحصل على خير الدنيا والاخره .

والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم