الموت حكمه ونعمه ورحمه.....1


نتيجة بحث الصور عن صور ماهية حكمة الموت والحياه :

ماهية حكمة الموت والحياه :




ان افتتاح جميع العلوم الحقيقيه هو في معرفة الانسان نفسه  . وان الانسان مجموع من جوهرين متباينين احدهما الجسد الجسماني والاخر هو النفس الروحانيه. وكان جوهر النفس اشرف من جوهر الجسد .
صار علم الانسان بجوهر النفس واحوالها اشرف من علمه بجوهر الجسم واحواله .
ان جميع الحيوانات تكره الموت وتحب الحياه . وان كثير من العقلاء يقولون ان الموت حق . وفي ذلك حكمه ولا يدرون ما تلك الحكمه ويحتجون بقوله تعالى ( هو الذي خلق الموت والحياه ليبلوكم ايكم أحسن عملآ ) ولا يدرون معنى قوله تعالى وما المراد في ذلك . ثم انهم مع اقرارهم بذلك كلهم يحبون الحياة ويكرهون الموت . ثم يذمون الحياة عند تنغيص العيش ويتمنون الموت عند الشدائد .
هذا الجسد وما هو عليه من اتقان البنيه واحكام الصنع . وكيفية ابتدائه من النطفه وتتميمه في الرحم ونشوئه في ايام الصبا . وتكميله في ايام الشباب . وتنضيجه في ايام الكهوله . فيرى انه في غاية الكمال والحكمه والصواب والاتقان . ثم اذا تفكر في ايام الشيخوخه وفي ذهاب قوته وتغييرات رونقه وادبار ونقصانه ثم هدمه بالموت وتغيره بعد ذلك بالانتفاخ والنتن وفساده . ثم كيف يبلى في التراب .
فمن اجل ذلك احتجنا ان نذكر الموت والحياه ..
اذا فكرنا في حال الولاده وكيف ينقلب الرحم وما تلقاه الوالده من الجهد والشده .. فانه يرى شيئآ جديدآ الا وهو هذا العالم . وبعدها ينتقل الجنين في فسحة هذا العالم وما يستانف الطفل من العمل في مستقبل العمر من لذة العيش والتمتع بنعيم الدنيا . وقدر الله ان ينجيه من ذلك المكان الضيق المظلم . فيرى ان الحكمه والصواب كان في الخروج من هناك .
لك يا اخي ان تعتبر لتعلم ان حال النفس مع الجسد كحال الجنين في الرحم . وان حالها بعد الموت كحال الطفل بعد الولاده ..لان موت الجسد ولادة النفس ..وكذلك ولادة الطفل ليست سوى خروجه من الرحم وولادة النفس ليست هي شيئآ سوى مفارقة النفس الجسد .


اعلم اذا فكر العاقل في تركيب هذا الجسد وما هو عليه من اتقان البنيه واحكام الصنعه . كما ذكر علماء التشريح  من عجائب تاليف اعضائه, وغرائب تركيبه , وحسن هندامه  وكيفية بنية بدنه بعضها فوق بعض  وكيفية ابتدائه من النطفه وتتميمه في الرحم ونشوئه في ايام الصبا  وتكميله في ايام الشباب  وتنضيجه في ايام الكهوله  فيرى في غاية الكمال والحكمه والصواب . ثم اذا فكر في ايام الشيخوخه  وفي ذهاب قوته وتغييرات رونقه ثم هدمه بالموت وتغيره بعد ذلك بالانتفاخ والنتن وفساده . ثم كيف يبلى بالتراب ويضمحل . ولا يعرف وجه الحكمه فيه . فيتحير ويتشكك ويضل الصواب . 

فمن اجل ذلك اردنا ان نبين ما الحكمه في الخلق والموت  : 

اذا فكر العاقل في خلق الرحم وحال المشيمه وكون الجنين من النطفه وكيفية ذلك المكان . وما اعد هنالك من المرافق لتتميم الخلقه فيراها في غاية الحكمه والاتقان . واذا فكر في حال الولاده وينقلب من الرحم وما تلقاه الوالده من الجهد والشده فانه يرى شيئا يدهش العقل كل ذلك من اجل ان ينقل هذا الجنين الى هذا العالم الفسيح ويتمتع بطيب نسيمه واشراق انواره ..ولما يتمتع هذا الطفل من العمل في مستقبل العمر من لذة العيش والتمتع بنعيم الدنيا.. واذا قدر ونجاه الله من ذلك المكان الضيق المظلم الناقص الحال . بالاضافه الى احوال هذه الدار من التصرف والتقلب فيرى ان الحكمه والصواب كان في الخروج من هذا المكان الضيق ..

لك يا اخي ان تعتبر لتعلم ان حال النفس مع الجسد كحال الجنين في الرحم .. وان حالها بعد الموت كحال الطفل بعد الولاده . لان موت الجسد ولادة النفس . وكذلك ولادة الطفل ليست سوى خروجه من الرحم .

وولادة النفس ليست سوى مفارقة الجسد . اذن الموت حكمه ونعمه ورحمه .

والحمد لله رب العالمين

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم