وصية العلامه المجلسي الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واله
الشيخ المجلسي الثاني
 وصية العلامه المجلسي الثاني
نبذه عن حياة الموصى :

هو الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي المجلسي ، وهو صاحب كتاب { بحار الأنوار } وهو أكبر موسوعه في الأحاديث الشريف وقد وصل الى مجلدات ، وللشيخ المجلسي فضل كبير على التشيع حتى أن أحدهم قال : ( لو سمّي دين الشيعه بدين المجلسي لكان في محله ) .
قال والده الشيخ محمد تقي : في بعض الليالي بعد الفراغ من التهجد عرضت لي حاله عرفت منها أني لا أسال من الله شيئاً إلا استجاب لي ، وكنت أتفكر فيما أسال عنه تعال من الأمور الأخرويه والدنيويه ، فإذا بصوت بكاء محمد باقر في المهد ،
 فقلت : إلهي بحق محمد وآل  محمد أجعل هذا الطفل مروّج دينك وناشر أحكام سيد رسلك ووفّقه بتوفيقاتك التي لا نهايه لها ، وقال : خوارق العادات التي ظهرت منه لا شك أنها من آثار هذا الدعاء .
الوصيه :
ـــــــــــــ
وهي مقتبسه من كتاب عقائد الإسلام وفيه :

إعلم أن أقرب الطرق الى الله تعالى كما هو ظاهر كثير من الآيات والأخبار وهو طريق الدعاء والمناجاة ، لكن لهما شرايط وشرائطهما ترتيبها بالتسلسل :
1 - من حضور القلب 2 - والتوسل التام 3 - وقطع الرجاء عمن سواه تعالى 4 - والإعتماد الكامل عليه 5 - والتوجه في صغير الأمور وكبيرها وقليلها وكثيرها    إليه سبحانه ، والأدعيه المأثوره على نوعين :
أولاً : الأوراد والأذكار الموظفه المقرره
والأدعيه المأثوره على نوعين : منها الأوراد والأذكار الموظفه المقرره في كل يوم وليله المشتمله على تجديد العقائد طلب المقاصد والأرزاق ودفع كيد الأعداء ونحو ذلك ، وينبغي للمرء أن يجتهد في حضور القلب والتوجّه والتضرع عند قراءتها لكن يلزم أن لا يتركها إن لم يتيسّر ذلك .
الثاني : المناجاة
والثاني المناجاة وهي الأدعيه المشتمله على صنوف الكلام ، في التوبه والإستعاذه ، والإعتذار ، وإظهار الحب ، والتذلل والانكسار .
وظني أنه لا ينبغي أن يقرأ تلك إلاّ مع البكاء والتضرع والخشوع التام ، وينبغي أن يترصّد الأوقات لها ولا يقرأ بدون ما ذكر ، ما فيشبه الإستهزاء والسخريه ، وهذان القسمان من الدعاء ببركة أهل البيت عندنا كثيره لا تفي الفرصه باشتغال بعشر أعشارها
فأما القسم الأول : فأكثرها مذكوره في مصباحي الشيخ الطوسي والكفعمي ، وكتابي السمات والإقبال ، لإبن طاوس في ضمن التعقيبات وأدعية الأسبوع وأعمال السنه وغيرها ! .
والقسم الثاني : أيضاً منشور في عرض تلك الكتب وغيرها كالأدعيه الخمسة عشر ، والمناجات المعروفه بالإنجيليه ، ودعا كميل الخفي ، وغيرها والصحيفه الكامله جلها بل كلها في المقام الثاني ثم إن بعض تلك الأدعيه يناسب حالة الخوف وبعضها حالة الرجاء ، وبعضها للبلاء وبعضها   للرخاء الى غير ذلك من الأحوال المختلفه التي ترد على الإنسان فينبغي أن يقرأ الإنسان في كل حاله ما يناسبها من الأدعيه مع التدبر في معانيها والبكاء والتضرع فيها ! وأنت إذا سلكت هذا المسلك أيقنت أنه أقرب الطرق الى الله تعالى وبه يحصل مقاصد الدنيا والآخره .
ثم أعلم يا أخي أن النوافل اليوميه ، وصلاة الليل متممه للفرائض وهي من سنن النبي " صل  الله عليه   وآله  " لم يتركها الى أن مضى من الدنيا  فلا تتركها ، وإن تركتها فاقضها حيث ما تيسرت ، وعليك من الصوم بالخميس الأول ، والآخر والأربعاء الأولى من العشر الأوسط فإنها أيضاً من سنته ، وعليك في صلاة الليل بالدعوات والتضرع والبكاء ، فإن هذا الوقت من الليل محل قرب العبد من الربّ وباب الدعاء والرحمه والمناجاة مفتوح والقلب مجتمع والعمل فيه أقرب من الخلوص كما قال الله تعالى : { إنّ ناشئة الّيل هي أشدّ وطئاً وأقوم قيلاً } وعليك في ذلك الوقت بالدعاء لإخوانك المؤمنين تفضيلاً ، فإنه أقضى لحاجتك وأنت مثاب فيه بمثلي ما طلبت لهم بل أضعافه ! .
وعليك في تعقيب صلاة الفجر بالدعوات والأذكار المأثور والمواظبه عليها ، فإن تلك الساعه تقسّم الأرزاق ، وعليك بعد ذلك في مشيك وقيامك وقعودك بمداومة ذكر الله في جميع أحوالك  وذكر { لا إله إلا الله  ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا أله إلا الله والله أكبر } فإنها أركان عرش العباده والمعرفه .
ثم الصلاة على النبي " صل الله عليه وآله " فإنها من أفضل الأعمال ، ثم مواظبة قدر واف من هذه الأذكار الأربعه الوارده في القرآن والأخبار  وهي : ( ما شاء الله ، لا قوه إلا بالله ) للرزق وتيسير الأمور و ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) لدفع الخوف من الأعادي والشدائد و ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) لدفع هموم الدنيا والآخره وغمومهما و ( أفوض أمري الى الله أن الله بصير بالعباد ) لدفع كيد الأعداء .
وأقل ما تواظب عليه من الأذكار كل يوم أن تصلي على محمد وآل محمد كل يوم مائة مره ، وفي يوم الجمعه وليلتها ألف مره ، وأن تقول كل يوم ثلثمائه وستين مره عدد عروق الجسد ( الحمد لله رب العالمين ) على كل حال وإن قرأت ذلك عند كل صباح ومساء فهو أفضل ، وقل في كل يوم ( أستغفر الله ) سبعين مره ( وأتوب الى الله ) سبعين مره ، وأكثر من الإستغفار فإنه يغفر الذنوب ويزيد في الرزق وفي الأولاد .
وإقرأ كلاً من التسبيحات الأربع كل يوم مائة مره وعقيب كل صلاة مجموع التسبيحات الأربع ، وقل كل يوم مائة مره ( لا إله ألا الله الملك الحق المبين ) وإن لم تقدر فثلاثين مره ، وقل كل يوم مائة مره ( لا حول ولا قوه إلا بالله ) وقل في كل يوم عشر مرات ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ألهاً واحداً أحداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولد ) .
وقل قبل طلوع الشمس وقبل غروبها عشر مرات ( لا أله إلا الله له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل  شيء قدير ) وعشر مرات ( أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين وأعوذ بالله أن يحضرون إن الله هو السميع العليم ) فأنه قد ورد في الأخبار أنهما سنتان واجبتان وإن نسيتهما في وقتيهما فاقضهما وقل مائة مره بعد صلاة المغرب والغداة ( بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم ) وإن لم تقدر فسبع مرات فإنها أمان من سبعين نوعاً من البلاء ، وأكثر من قراءة سورة ( قل هو الله أحد ) و ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) فإن قدرت أن تقرأ أنا أنزلناه في كل يوم مائة مره فافعل ، واقرء آية الكرسي وشهد الله وقل اللهم وسورة الحمد وقل هو الله احد بعد كل صلاة .
وقد ورد على جميع ما ذكرت تلك صحاح الأخبار ، ولا تشك إن كنت مؤمناً بأهل بيت نبيك إنها أفضل من الأوراد القبيحه التي ألفها حثاله الجاهلين المبتدعين من أهل الخلاف والتاركين للإقتداء بأهل البيت ، وعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب وأقلها كل اسبوع مره ، وعند الشدائد فإنها مجربه لقضاء الحوائج .
وعليك بتحصيل كتب الدعاء وأعمال الأعمال المختصه بالأيام والليالي فإن لكل منها تأثيراً خاصاً في التقرب الى الله تعالى .
وإياك وإتباع الأعمال التي لم ترها في الكتب المعتبره من أخبار الشيعه فإنه قال رسول الله " صل الله عليه وآله " :
{ قليل في سنّة خير من كثير في بدعه } وعليك بقلة الأكل والنوم ، لا ترك الحيواني أو شيء مما أنعم الله تعالى به عليك ، ولا بحيث يجف بدنك ولا يقدر على العمل فإن البدن مطيتك وتحتاج الى تقويتها للأعمال الكثير ، وعليك بالسعي في حليه مأكلك وملبسك وبعدهما عن الشبهات بل جميع ما تصرفه لنفسك أو في وجوه البر .
وعليك بقلة مصاحبة الفاسقين الظالمين فإن لصحبتهم تأثيراً عظيماً في قساوة القلب ، وبعدك عن الله تعالى إلا أن تجد من نفسك أن غرضك هدايتهم أو دفع ظلم من مظلوم ، أو كنت تتقي منهم .
وعليك أن تختار من تجالسه وتصحبه ، يكون معيناً لك الى آخرتك ولا تصحب كل من تراه ، فأن صحبة أكثر أهل زمانك تضر بدينك ودنياك ! قال الحواريون لعيسى : يا روح الله من نجالس ؟ قال : ( من يذكركم الله رؤيته ، ويزيدكم في العلم منطقه ، ويرغبكم في الآخره عمله ) .
وينبغي أن تسكت عمّا لا يعنيك ، ولا تتكلم في الحلال والحرام بغير علم ، فإن المفتي على شفير جهنم ، وقد قال الله تعالى :
 { إن الّذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } وأيضاً قال : { ويوم القيامه ترى الّذين كذبوا على الله وجوهم مسودّه } .
وينبغي أن تغتنم صحبة العلماء الربانيين وتأخذ عنهم معالم دينك وتلاقي الزاهدين والمتعبدين كثيراً .
وإياك أن تظن بالمؤمنين إلا خيراً ، وعليك أن تحمل كل ما ترى منهم على المحامل الصحيحه الحسنه ، وعليك بذكر الله عند البلايا فتصبر عليهما وعند النعم فتشكر ربك فيها ، وعند الطاعه فتعملها وعند المعصيه فتتركها مخافة الله عز وجل وعليك بمطالعة الأخبار الوارده في صفات المؤمنين والمتقين خصوصاً خطبة أمير المؤمنين ، التي ألقاها على همام وقد كتب والدي العلامه قدس الله روحه عليها شرحاً جامعاً فعليك بمطالعته ( عقائد الإسلام ) .
والحمد لله رب العالمين 

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم