متفرقات في السير والسلوك / 7

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
تقوية الجانب الروحي
الجزء السابع
تلك حكماً وأقوالاً وقصصاً منتخبه من مختلف المصادر جرّبتها واعتقد بها قلباً وقالباً ، وأراها مؤثره ومفيده لمختلف درجات السالكين ، عسى أن يأخذوا بها ويتنوّر باطنهم وقلبهم منها وبالاستمداد والاستلهام الروحي من هذه المطالب وبأدعيتهم الخالصه لي أرتفع ويرتفعون درجه قرباً منه سبحانه ومن أنبيائه وأوليائه في الحياة الدنيا وبعد الممات ، والله وراء القصد .
 الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
وأن يمرن العبد نفسه على الصمت والسكوت إلى حد الملكة .
الصمت والسكوت أمر لا يكون من طبيعة الإنسان لكونه كما يصطلح عليه علماء الاجتماع حيوان اجتماعي ، أو كما يعرفه المناطقة بأنه حيوان ناطق ، وتواصل الإنسان مع غيره من البشر يولد ألفة في نفسه تجاه المجتمع وهو ما يحتاجه طبعاً ، (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) . 

ولكن الصمت والسكوت أمران ممنوعان ليس لنفسهما بل هو احتراز للوقوع في المحذور، فالكلام مثله مثل غيره من الأفعال الصادرة عن الإنسان إذا قيست بميزان الحسن كانت حسنة وإن قيست بميزان السيء كانت سيئة ، فالسكوت الذي نرجوه هنا في هذا المقام ليس ذلك السكوت الذي يصف أمير المؤمنين علي عليه السلام من تحلى به بالشيطان الأخرس ، فهناك مواقف يكون الكلام فيها واجباً على الإنسان ، وهناك مواقف يكون الكلام فيها مستحباً ، وأحياناً مباحاً ، وغيرهاً مكروهاً ، وأخرى محرماً .

- لمراعاة الاختصار أنقل هذه الفقرة من خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين عليه السلام : ومن كثر كلامه كثر خطاؤه ، ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار . 

- إذاً مراعاة الصمت والسكوت حتى يسهل الإنسان على نفسه عملية المراقبة التي ذكرناها في المشاركة الاولى ، ولكي لا يقع في المحذور الي يضيف على روحه كدورات تمنعه من اختراق حجب النور ، وتثبط من مسيرته نحو الله . 
1- الجلوس جلسة التشهد في الصلاة تورث في النفس انكساراً وتذلالاً لله سبحانه وتعالى ، مع التذكير الدائم بأن هذا الإنسان ماهو إلا عبد حقير ذليل لله سبحانه وتعالى ، فقد يكون الإنسان في جلسته عالماً جليلاً مهيباً يرد على أسئلة الناس ويجيب إشكالاتهم ويتمرس في بحوث الأصول والفلسفة والكلام وغيرها مما يولد في نفسه إعجاباً ورفعة عمن يجيبهم ، وجلسته تلك تذكره بالله سبحانه وتعالى وتذكره بوجوب التذلل والتواضع . 

(ملاحظة : تلك الجلسة قد تصعب على من لم يتعودها أن تكون وضعه الدائم طوال اليوم وخاصة لكبار السن ، ولذلك ينصح بالابتداء بها مع قدر الإمكان مع زيادة الفترة بشكل تدريجي وليس دفعي ) .

2- استقبال القبلة ، فيه ربط دائم لما تظهره العبارة بالله سبحانه وتعالى وفيه توجه لاسقبال الفيوضات بشكل أكبر ، خاصة وأن المسألة تربط العالم المادي بالعالم المعنوي من خلال التوجه للقبلة التي هي بيت الله المادي لكي يحول الإنسان قلبه إلى بيت آخر لله سبحانه وتعالى معنوي يعيش خلاله أيامه الفانية حتى يسافر في رحلة الخلود . 

- ولا أتجاوز هذه النقطة حتى أشير إلى هذه النقطة التي أراها واجباً علي تجاه سيدي ومولاي وصاحب نعمتي حجة الله في الأرضين عجل الله فرجه الشريف ، إن استقبال القبلة يجب أن يربط ربطاً يقينياً بشأن الكعبة الأعظم الذي تشرفت به وهو كونها أول بقعة طاهرة استقبلت وليد الكعبة سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، بحيث تكون افعال العبد كلها باستقبال القبلة مستمداً منها نور الولاية الأعظم الذي سيبهج كل أفعاله وسلوكاته بببهجة مباركتها ومطابقتها لأوامر المعصوم عليه السلام . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقليل الجانب الحيواني وتقوية الجانب الروحي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيت في كتاب نقلاًعن المولى أستاذ الكل المرحوم الميرزا حسينقلي الهمداني قدس سره :
إنّ تضعيف الجانب البهيمي في النفس يتطلب أموراً : 
1 - أن يكون الأكل للسالك في مجموع اللّيل والنّهار في وجبتين فقط لا يأكل بينهما .
2 - لا يقدم على الأكل إلأ بعد مضي ساعه من الجوع . 
3 - يتجنب أكل اللحوم في وجبتين متواليتين . 
4 - يكون نومه لمدة ست ساعات فقط . 
5 - يحفظ لسانه ولا يجالس الغافلين .
وأمّا تقوية الجانب الملكوتي والروحي فيتوقف على أمور ثلاثه : 
1 - أن يحي اللّيل في السحور ثلاث ساعات في فصل الشتاء ، وساعه في فصل الصيف .
2 - السجد اليونسيه وهي مجرّبه بكثره .
3 - تلاوة القرآن مع قصد الإهداء الى الحضره النبويه الشريفه . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحب والبغض : 
ـــــــــــــــــــــــــ
قال إمامنا أبي جعفر الباقر " عليه السلام " :
إذا اردت أن تعلم أنّ فيك خيراً فانظر الى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك ، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخفى أربعاً في أربع : 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الامام علي " عليه السلام " : 
إنّ الله تبارك وتعالى أخفى أربعه في أربعه : 
أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئاً من طاعته فربّما وافق رضاه وأنت لا تعلم .
وأخفى سخطه في معصيته ، فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربّما وافق سخطه وأنت لا تعلم . 
وأخفى إجابته في دعواته فلا تستصغرن شيئاً من دعائه فربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم . 
وأخفى وليّه في عباده فلا يستصغرن عبداً من عباد الله فربّما يكون وليّه وأنت لا تعلم . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجالس الذكر :
ــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله " صل الله عليه واله " :
إذا مررتم في رياض الجنّه فارتعوا قالوا يا رسول الله ما رياض الجنّه ؟ 
قال : هي حلق الذكر .
فإنّ لله تعالى سيارات من الملائكه يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم . 
وقال " صل الله عليه واله " : 
ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأرفعها في درجاتكم ، وأزكاها عند مليككم ، وخير لكم من الدّنيا والدرهم ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوا ويقتلون ؟ 
فقالوا : بلى - يا رسول الله - 
فقال : ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عينان في القلب : 
ـــــــــــــــــــــــــــ
روي عن الإمام زين العابدين " عليه السلام " : 
ألا إنّ للعبد أربع أعين ، عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما أمر آخرته ، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر آخرته ، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراتب التوبه : 
ــــــــــــــــــــــــ
وجدت بخط سيّدي ومولاي السيّد هاشم الحدّاد ( رض ) : 
توبة العام من الذّنوب ، وتوبة الأولياء من تكوين الخطرات ، وتوبة الأصفياء من التنفّر ، وتوبة الأنبياء من اضطراب السّر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نوران في القلب : 
ــــــــــــــــــــــــــ
قال الإمام الصّادق " عليه السلام " : 
ما من مؤمن إلأ وفي قلبه نوران :
نور خيفه ، ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ، ولو وزن هذا لم يزد على هذا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم