بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نكمل الخصائص لدعوة الله تعالى :
3 - ومن خصائصها إنها متساميه :
فهي فطريه تحسب للفطره حسابها وتزنها وزناً دقيقاً وتقدر للحاجات والغرائز التي جبل الإنسان عليها ، ولكن لا تسف بالإنسان مع غرازه في دفعتها الحيوانيه الهمجيه ، ولا تنزل به الى المحندرات التي لا تليق بكرامة الإنسان التي كرمه الله بها وفضله على كثير مما خلق تفضيلاً ، بل ترفعه الى المستوى اللائق به في تشريعها العظيم الحكيم .
هذا من جهه ، ومن جهه أخرى أنها لاتقف عند الحق الفطري الذي تعطيه في تشريعها القويم بل تأخذ بيد المكلفين الى الصعود والتسامي كلما وسع المجال على مراتب متفاته فيما بينها محدده للكمال البشري .
مثال ذلك ما يعدده بعض الأخلاقيين من مراتب للورع فهو يوضح لنا الدرجات المتفاوتة الحدود مما يختلف الناس في التحلي بها أختلافاً كبيراً ، فهم وإن حددوا الدرجات في أربع ولكن بين الواحده والأخرى مما عليه الناس مسافات بعيدة المدى .
يقول الأخلاقيون : إن الورع يتفاوت بين الناس في مراحل : -
أ - المرحله الأولى سميت بورع التائبين :
وذلك حين يمنع العبد أيمانه من إرتكاب المحرمات خوفاً من المولى تبارك وتعالى ، وأن تنطبق عليه صفة الفسق عن دينه ، فأذا ترقى فيه ذلك الخوف إتصف بورع الصالحين .
ب - ورع الصالحين :
وذلك حين يمتنع عن إقتحام الشبهات خوفاً من أرتطامه في المحرمات لأن من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه ، فيدع ما ريبه الى مالا يريبه ، ويترقى عنده هذا الشعور أو الخوف فيصبح ورعه ورع المتقين .
ج - ورع المتقين :
وذلك حين يبتعد عن بعض المباحات خوفاً من أن تجره الى المحرمات ، كمن يتوقف عن أحوال الناس - المباح - خشية من أن يجره الى الغيبه المحرمه ، ويترقى هذا الخلق في بعضهم فينهيه الى ورع السالكين .
د - ورع السالكين :
إذ يكون حينئذ قد توحدت غاياته في غايه واحده ، والتقت أهدافه في هدف واحد هو ذكر الله تعالى والعمل بما يحبه الله تعالى ، فيجتنب كل خوفض في غير ذكر الله ، ويمتنع عن كل سعي إلا ما يحبه الله تبارك وتعالى له ،
فهي وأن كانت مباحه لا يخشى أنها تجره الى المحرمات ، لكن فلسفته في الحياة المستمده من إيمانه العميق تزهده في كل أمر لا يؤدي الى الغايه التي من إجلها خلقه المولى ، وبها إمتن عليه فكل حديث - غير ذكر الله - لغو فارغ لأنه لا يحقق الهدف الاسمى الذي يسعى لتحقيقه أو لأنه يحجبه عن محبوبه الذي لا يرغب أن يحجبه شيء عنه ، وكل حركه في غير ما يحبه الله فضول لا يرضاها لنفسه ، وهو يأخذ نفسه بالجد والحزم في أموره كلها .
وهذا مثال آخر :
الحق الثابت للمعتدى عليه فأن له أن يأخذ به ، ولكن التعالي على هذا الحق والتسامح فيه هو الذي تحببه التعاليم الإسلاميه وترغب فيه (( وأن تعفوا أقرب للتقوى )) .
وهنا تتجلى قيمة الأخلاق الرفيعه التي يتحلى بها المؤمن بتعاليم الأسلام ، والماضي على ضوء من توجيهاتها ، فقد بلغت في الدعوه الى التسامح - وهو الخلق العالي - أعلى مرتقياتها ، حيث ينتهي الحال في بعضهم الى الدعاء وطلب المغفره من الله تبارك وتعالى الى الشخص المعتدي كموقف مالك الأشتر - وهو ممن تهذب على يد أمير المؤمنين " عليه السلام " - من الشخص الذي أساء معه
(( ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .
ومن الواضح أن للمثل الأخلاقيه العاليه التي تعلم الأنسان إنسانيته ، مكانتها البارزه في التعاليم الأسلاميه . وخصائص الدعوه الى الله .
4 - ومن خصائصها إنها ميسره :
قد يذهب الخيال في بعضهم بعيداً ، فيخيل له أن هذه الدعوه المتساميه صعبة المرتقى بعيدة المنال ، وأنى لأنسان أن يستعلي على ذاته فيكظم غيظه ويخرس الغرائز الصارخه والحاجات المندفعه ، والتي تريد الأنطلاق والتعبير عن نفسها ، إن الدين مثالي ، ويريد الشيطان بذلك أنه خرافي خيالي أي أن الإنسان يتمتع به في الخيال ، ولكنه لا يمكن أن يعيشه في الواقع الخارجي .
هذا ما ركزت عليه الدعوات الماديه وحاولت جهدها أن تطعن في الديانات الإلهيه عن طريقه ، وتبعد الناس عن تفهمه والأخذ به ، ولكن ذلك معناه الجهل أو التجاهل لتعاليم الأسلام التي تعطي الفطره الإنسانيه حقها من التشريع ثم تدعو الى التسامي والارتفاع في حدود يستطيع الإنسان أن ينفذ التعاليم فيها بشوق ولذه مختاراً في ذلك مصراً على تحقيقه .
وفي كل زمان نخبه صالحه من الناس ممن عرفوا ذلك وأنسوا به طواعيه ولم يجدوا به أي عنت أو أرهاق ، وأنما يجدون به أفضل منطلق للتعبير عن شوقهم ومحبتهم وولائهم للدين الذي به يؤمنون ،
والدعوه التي عملوا باعلى حد من تعاليمها مختارين مخلصين (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) (( ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى )) .
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد
نكمل الخصائص لدعوة الله تعالى :
3 - ومن خصائصها إنها متساميه :
فهي فطريه تحسب للفطره حسابها وتزنها وزناً دقيقاً وتقدر للحاجات والغرائز التي جبل الإنسان عليها ، ولكن لا تسف بالإنسان مع غرازه في دفعتها الحيوانيه الهمجيه ، ولا تنزل به الى المحندرات التي لا تليق بكرامة الإنسان التي كرمه الله بها وفضله على كثير مما خلق تفضيلاً ، بل ترفعه الى المستوى اللائق به في تشريعها العظيم الحكيم .
هذا من جهه ، ومن جهه أخرى أنها لاتقف عند الحق الفطري الذي تعطيه في تشريعها القويم بل تأخذ بيد المكلفين الى الصعود والتسامي كلما وسع المجال على مراتب متفاته فيما بينها محدده للكمال البشري .
مثال ذلك ما يعدده بعض الأخلاقيين من مراتب للورع فهو يوضح لنا الدرجات المتفاوتة الحدود مما يختلف الناس في التحلي بها أختلافاً كبيراً ، فهم وإن حددوا الدرجات في أربع ولكن بين الواحده والأخرى مما عليه الناس مسافات بعيدة المدى .
يقول الأخلاقيون : إن الورع يتفاوت بين الناس في مراحل : -
أ - المرحله الأولى سميت بورع التائبين :
وذلك حين يمنع العبد أيمانه من إرتكاب المحرمات خوفاً من المولى تبارك وتعالى ، وأن تنطبق عليه صفة الفسق عن دينه ، فأذا ترقى فيه ذلك الخوف إتصف بورع الصالحين .
ب - ورع الصالحين :
وذلك حين يمتنع عن إقتحام الشبهات خوفاً من أرتطامه في المحرمات لأن من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه ، فيدع ما ريبه الى مالا يريبه ، ويترقى عنده هذا الشعور أو الخوف فيصبح ورعه ورع المتقين .
ج - ورع المتقين :
وذلك حين يبتعد عن بعض المباحات خوفاً من أن تجره الى المحرمات ، كمن يتوقف عن أحوال الناس - المباح - خشية من أن يجره الى الغيبه المحرمه ، ويترقى هذا الخلق في بعضهم فينهيه الى ورع السالكين .
د - ورع السالكين :
إذ يكون حينئذ قد توحدت غاياته في غايه واحده ، والتقت أهدافه في هدف واحد هو ذكر الله تعالى والعمل بما يحبه الله تعالى ، فيجتنب كل خوفض في غير ذكر الله ، ويمتنع عن كل سعي إلا ما يحبه الله تبارك وتعالى له ،
فهي وأن كانت مباحه لا يخشى أنها تجره الى المحرمات ، لكن فلسفته في الحياة المستمده من إيمانه العميق تزهده في كل أمر لا يؤدي الى الغايه التي من إجلها خلقه المولى ، وبها إمتن عليه فكل حديث - غير ذكر الله - لغو فارغ لأنه لا يحقق الهدف الاسمى الذي يسعى لتحقيقه أو لأنه يحجبه عن محبوبه الذي لا يرغب أن يحجبه شيء عنه ، وكل حركه في غير ما يحبه الله فضول لا يرضاها لنفسه ، وهو يأخذ نفسه بالجد والحزم في أموره كلها .
وهذا مثال آخر :
الحق الثابت للمعتدى عليه فأن له أن يأخذ به ، ولكن التعالي على هذا الحق والتسامح فيه هو الذي تحببه التعاليم الإسلاميه وترغب فيه (( وأن تعفوا أقرب للتقوى )) .
وهنا تتجلى قيمة الأخلاق الرفيعه التي يتحلى بها المؤمن بتعاليم الأسلام ، والماضي على ضوء من توجيهاتها ، فقد بلغت في الدعوه الى التسامح - وهو الخلق العالي - أعلى مرتقياتها ، حيث ينتهي الحال في بعضهم الى الدعاء وطلب المغفره من الله تبارك وتعالى الى الشخص المعتدي كموقف مالك الأشتر - وهو ممن تهذب على يد أمير المؤمنين " عليه السلام " - من الشخص الذي أساء معه
(( ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .
ومن الواضح أن للمثل الأخلاقيه العاليه التي تعلم الأنسان إنسانيته ، مكانتها البارزه في التعاليم الأسلاميه . وخصائص الدعوه الى الله .
4 - ومن خصائصها إنها ميسره :
قد يذهب الخيال في بعضهم بعيداً ، فيخيل له أن هذه الدعوه المتساميه صعبة المرتقى بعيدة المنال ، وأنى لأنسان أن يستعلي على ذاته فيكظم غيظه ويخرس الغرائز الصارخه والحاجات المندفعه ، والتي تريد الأنطلاق والتعبير عن نفسها ، إن الدين مثالي ، ويريد الشيطان بذلك أنه خرافي خيالي أي أن الإنسان يتمتع به في الخيال ، ولكنه لا يمكن أن يعيشه في الواقع الخارجي .
هذا ما ركزت عليه الدعوات الماديه وحاولت جهدها أن تطعن في الديانات الإلهيه عن طريقه ، وتبعد الناس عن تفهمه والأخذ به ، ولكن ذلك معناه الجهل أو التجاهل لتعاليم الأسلام التي تعطي الفطره الإنسانيه حقها من التشريع ثم تدعو الى التسامي والارتفاع في حدود يستطيع الإنسان أن ينفذ التعاليم فيها بشوق ولذه مختاراً في ذلك مصراً على تحقيقه .
وفي كل زمان نخبه صالحه من الناس ممن عرفوا ذلك وأنسوا به طواعيه ولم يجدوا به أي عنت أو أرهاق ، وأنما يجدون به أفضل منطلق للتعبير عن شوقهم ومحبتهم وولائهم للدين الذي به يؤمنون ،
والدعوه التي عملوا باعلى حد من تعاليمها مختارين مخلصين (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) (( ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى )) .
والحمد لله رب العالمين
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :