نحن أمراء وإن كنّا آسرى

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد


                                       

نحن أمراء وأن كنّا أسرى



يجوز للهاشمي أن يتناول الصدقات المندوبه من هاشميّ ومن غيره ، كأنه يوجد اتّفاق في الرأي في الصدقات المندوبه أنّه لا يلزم أن يعلم أنّ هذا الفقير سيّد أم ليس بسيّد ، لكنّ هذا لغير النبي " صل الله عليه واله " والأئمه " عليهم السلام " ،
هذه المسأله التي ينقل فيها عدم الخلاف ، القدر المتيقّن فيها هو الهاشمي ، لكن ليس ذاك الهاشمي الذي هو صاحب منصب الإمامه ، هل نقول إنّ الصدقات المندوبه هي محللّه لهؤلاء ؟!
هل هؤلاء هم أهل لأخذ الصدقات ؟!
طبعاً إنّ عدم الحليّه أعم من الكراهه والحرمه ، عندما لا يكون الشيء حلالاً ، فمن الممكن أن يكون مكروهاً وليس بالضروره أن يكون محرّماً .
نقل في الروايه التي لا اعرف سندها أنّ أمّ كلثوم كانت قد جمعت صدقات أهل الكوفه من الاطفال وكانت تقول :
 ( يا أهل الكوفه إنّ الصّقه علينا حرام ) .
من الممكن أن قصدها هو شدّة الكراهه ، من الممكن أيضاً كانت تريد أن تقول :
{ نحن من أهل البيت ذاك الذين تحرم عليهم الصدقه الواجبه }
 كانوا يريدون أن يقولوا إنّه حتّى لو كنّا أسرى لكنّنا أمراء ، نحن لسنا من أولئك الذين هم أهل الصدقه .
وهل يمكن للمرء المسلم أن يتحمّل الابتلاءات في العرض ؟!
الله يعلم كيف يصبح حال الإنسان عندما يأسرون ابنته ويأخونها أمّه !
ألم يقع مثل هذه الحوادث في مجلس يزيد حيث قال أحدهم : هب لي هذه الجاريه !
فقالت السيده زينب " عليها السلام " : ( ما جعل الله لك ذلك ألا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها ) فأجابها يزيد : إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، أي كل شخص يخالفنا فهو خارج عن الدين .
كم كانت السيده زينب " عليها السلام " شجاعه ! فقد قالت أمام ذاك الكافر الجبّار  العجيب والغريب في الدنيا :
 {  أمن العدل يا أبن الطلقاء تخديرك حرائرك و أماءك وبنات رسول الله " صل الله عليه واله " أسارى قد هتكت ستورهن } .
إشاره الى ما قاله النبي " صل الله عليه واله " لمشركي مكّه إذ قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
الرسول " صل الله عليه واله " كان قد دخل مكّه من أجل الحصار ، انتهت المعركه بأن الله أرعب كفار مكّه كلّهم وأخافهم ، لذلك قبلوا أوامر  رسول الله " صل الله عليه واله " وقالوا أحكم كما تريد فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
كذلك فإنّ السيده زينب " عليها السلام " قالت بمنتهى الشجاعه : { أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإماءك وبنات رسول الله " أسارى قد هتكت ستورهن } .
بعد شهادة الإمام الحسين بن علي " عليهم السلام " خطبت السيده زينب " عليها السلام " في الأسر بتلك الشجاعه ، وكأنها على عرش السلطنه ، الإمام السجّاد " عليه السلام " في حال الأسر وفي حال الاغلال الجامعه في عنقه ، ينفق على السائل وكأنّه ملك ، فنحن لدينا هكذا عظماء وهم قادتنا وسادتنا الذين كلّ ما لدينا هو منهم ، ولكن نحن نتصرف كأنّهم ليسوا لدينا .
وفي زمن اسر أهل بيت سيّد الشّهداء " عليه السلام " رأى يزيد في  يد  الإمام السجّاد " عليه السلام " سبحه كان يديرها الإمام " عليه السلام " ! لذلك اعترض على الامام " عليه السلام " أنّه لم تقوم بعمل لغوي ؟!
فقال الامام  السجّاد " عليه السلام  " : حدثني أبي " عليه السلام " عن جدّي " صل الله عليه واله " أنّه  كان أذا صلّى الغداة وانفل لا يتكلّم حتّى يأخذ سبحه بين يديه فيقول : اللهمّ أنّي أصبحت أسبحك وأحمدك وأهللك وأكبرك وأمجدك بعدد ما أدير به سبحتي .
وبعدها كان يدير سبحته ، فكلّ شخص يقوم بهذا العمل يكتب له أجر تسبيح ويكون سبباً للفرج والفتح له أيضاً .
 والحمد لله رب العالمين  

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم