أهل البيت "عليهم السلام"في السنّه النبويّه / الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


2 - حديث السفينه  :

{ مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطّه في بني اسرائيل }

وإذا كان حديث الثقلين يضع أهل البيت " عليهم السلام الى جانب القرآن لما لهم من وظيفه بيان القرآن والكشف عن غوامضه وأسراره ومحتواه والحفاظ عليه ، فإن حديث السفينه يوضّح للأمّه أنّ أهل البيت " عليهم السلام " هم سفينة النجاة ومصدر الخلاص لهذه الأمّه بعد رسول الله " صل الله عليه واله " ،
لذا فان عدم الالتحاق بهذه السفينه وعدم الركوب فيها سيقود المتخلفين عنها إلى الغرق والهلاك ، فانّ التخلّف عنهم تخلّف عنهم القاده إلى شاطىء الهدى والنجاة .
نقل الشبراوي الشافعي عن رافع مولى أبي ذر قال :
 صعد أبو ذر - رضي الله عنه - على عتبة باب الكعبه وأخذ بحلقة الباب وأستظهره إليه وقال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله " صل الله عليه وآله " يقول :
{ أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها زُجّ في النار } وسمعت رسول الله " يقول :
{ اجعلوا آل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين }  .
وروى أبو نعيم بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله " صل الله عليه واله " :
{ مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق } .
ورواه السيوطي في الدرّ المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى :
{ وإذ قلنا ادخلوا هذه القريه فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطّه نغفر لكم خطاياكم  } .
قال : واخرج ابن ابي سيبه عن علي بن ابي طالب " عليه السلام " قال :
{ إنّما مثلنا في هذه الأمه كسفينة نوح وكباب حطّه } .
ورواه المتقي في كنز العمال ولفظه :  { مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطّه في بني اسرائيل } وقال : أخرجه الطبراني عن ابي ذر .

3 - حديث الأمان من الاختلاف :
{ النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف }

في هذا الحديث يوضّح رسول الهدى محمد " صل الله عليه واله " دور أهل البيت العقائدي والسياسي ، فإن أخطر ما يصيب الأمه هو الفرقه والخلاف في الرأي والمعتقد والاتجاه السياسي ، ولقد كان الرسول " صل الله عليه واله " يخشى على أمّته من هذه الفتنه ، وكان يخطط لوحدتها وتماسكها الفكري والسياسي ، ويوجّه إلى الالتزام والتمسك بأهل بيته والرجوع إليهم ، لذا وصفهم بأنهم ملازمون للقرآن ودعوته ، ولا يفارقونه الى يوم القيامه ، وبأنهم سفينة النجاة وباب حطّه .
وهنا يصفهم الرسول " صل الله عليه واله " بأنهم الإطار الجامع ، والمحور الموحّد لهذه الأمّه ، وأن التمسّك بهم والسير على نهجهم ضمان من الفرقه والخلاف .
اخرج الطبراني عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي " صل الله عليه واله " قال :
{ النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف } .
وروى محب الدين الطبري عن علي " عليه السلام " قال : قال رسول الله " صل الله عليه واله " :
{ النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أأهل بيتي ذهب أهل الأرض } . قال : أخرجه احمد بن حنبل في المناقب .
والحمد لله رب العالمين



Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم