نظره على فدائيي كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

 اللهم صل على محمد وال محمد













نظره على فدائي كربلاء





لماذا يقف علم الناس الى حد كلمة الله ، ولا يعلمون شيئاً عن ذات الله والاشياء والصفات العائده له ؟

فهل حقاً لا يملكون القدره على معرفة الله ؟

أم لأنهم  يبحثون  عن المخلوق فهم لا يبحثون عن معرفة الخالق ؟

وأذا كانت لديهم القدره  على ذلك فلماذا لا يبحثون عنه ؟

هذه الأسئله يمكن الاجابه عليها بشكل صريح ، فالشيء المعروف هو أنه لا يمكن القول أن الأنسان لايملك القدره على معرفة خالقه ، في الوقت الذي نعلم فيه إن أصل خلقته واعطاءه  نور  العقل كان من اجل أن يصل الى المعرفه الحقيقيه بخالقه والاستفاده من القرب اليه ، وتحكيم العقل وصريح القرآن المجيد فأن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان كل شيء من أجل أن  يكتسب العلم للوصول الى مرحلة العبوديه لخالقه .

أما لماذا لم يتحرك الانسان باتجاه معرفة الحق ، ولم يتعب في هذا ،  والسبب  الوحيد هو قصر الهمه والقناعه باللذات الماديه أي السعي من أجل الوصول الى الأرباح الماديه والاشياء المرتبطه بها ، أي الثروه والمنصب التي تتحصل من خلال العلوم الماديه

( معرفة كل شيء ما عدى الله )  ،

ولأن معرفة الله والعبوديه له لا يحصل من ورائها على اللذه الماديه والحيوانيه فإنه لا يتحرك باتجاها ولا يبحث عنها  ويبقى في حالة الجهل ، ليس فقط في عبادة الله لا توجد لذه ماديه بل يجب  على الانسان أن يتخلى عن  أنانيته ، وعبادته لذاته ، ويطوق رقبته بالعبوديه لله ويطيع أوامره ، وهذا مقام لا يطلبه الا اصحاب الهمم العاليه والعظماء والنخبه من البشر ( بل يريد الانسان ليفجر امامه ) .

ايها القارىء العزيز :



تأمّل جيداً في شهامة وفتوة واستقامة هؤلاء الاثنا عشر ( الائمه المصومين " عليهم السلام " على صراط التوحيد ، ولم تضعف ارادتهم امام أغراءات المال والمنصب والرئاسه والغريزه الجنسيه والتي كل واحده منها كافيه لاذلال وتسليم ضعفاء الاراده وعديمي الهمّه .

وكيف لم يستطع هؤلاء ان يزحزوا اقدام اولئك النفر عن طريق العبوديه لله ، وكيف انهم كانوا مستعدين للموت ولكنهم لم يكونوا مستعدين لكي يخونوا أسلامهم ، لأنهم يعلمون أنها خيانه لله ،  ومن كل هذا  نعلم قلّة االطالبين للحق ومعرفة الله وعبادة الله .

يجب ان يعلم انه بمقدار ما ليس في العبوديه لله ومعرفته من لذه ماديه وحيوانيه ، بل يجب الى حد ما  ترك اللذات عن الطريق غير المشروع ، ولكن في المقابل أن اللذه المعنويه وارتقاء الروح هي اكبر واكثر واكمل الى  الحد الذي اذا عرضت عليه الملذات الماديه فأنه لن يقبل بها .

تأمل معي أيها القارىء العزيز في لذة الصلاة كيف أنها اقوى من جروح السهام بل ذهاب الروح وفقدان الحياة ، وأذا شئت أكثر أعلم كم هي قويه العبوديه لله .

أنظر بدقه في أحوال اصحاب سيّد الشّهداء " عليه السلام " والتي هي في الحقيقه تحيّر العقول ، وكيف تخلّوا عن المال والمقام والنساء والاولاد وكيف انصرفوا عن  اللذات الماديه واستقبلوا بفرح انواع البلاء والصعوبات بمحض اختيارهم ، وكيف افتدوا قائدهم بارواحهم .

اما سمعتم قول ( برير ) في ليلة عاشوراء ؟

كان يقول : لم اكن في حياتي فرحاً وقلبي  منشرحاً كما انا الليله لأني اعلم ان مكاني غداً الجنّه .

وهل تدبرتم حالات ( عابس ) في عاشوراء لقد خلع لامته ودرعه والقى بنفسه عاري الصدر في وسط الجيش مع أن الحسين " عليه السلام " اصدر اليه امراً ولعدة مرات لكي يعود ولكنه لم يعد .

وكان البعض الآخر منهم كانهم العبيد يتوسلون بالحسين من اجل ان يجيزهم للبروز الى القتال لينالوا الشهاده بين يديه .

علم  مما سبق ان الانسان يجب ان لا يتوانى عن السعي من اجل الوصول الى مقام المعرفه والايمان بالله ، بل يجب عليه الى جانب تحصيله  للعلوم الماديه  السعي الى  المعرفه الإلهيه ، وليس هذين العلمين لا يتناقضان بل ان العلوم الماديه تدعوا للايمان بالله .

ويجب ان يعلم ان الهدف من خلق السموات والارض وبعثة الانبياء والكتب السماويه هو ايصال الانسان الى منزلة المعرفه والعبوديه والحمد لله رب العالمين  

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم