الغدير كان بداية كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد



                                                             الغدير كان بداية كربلاء 




مجالس العزاء لسيّد الشّهداء " عليه السلام " من المناسب أن تعقد مجالس العزاء لحضرة أمير المؤمنين " عليه السلام " ، لو لم يغصب هناك الحق ، لم تحصل هنا عاشوراء . 
قال الإمام الصادق " عليه السلام " : ( شيعتنا أصبر منّا وذلك أنّا صبرنا على ما نعلم وصبروا على ما لا يعلمون ) .
أنّ المنتقم سيأتي هي روايه لكنّهم  أنفسهم يعلمون أنّ المنتقم سوف سوف يأتي  ، حتّى إنّهم يعلمون وقته ، أو يعلمون حتّى ساعته ، بيانهم الّذي يقولون أنّهم لا يعلمون الغيب : { ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسّني السّوء } .
حتى أيضاً في الروايه ربّما أنّهم قد قالوا : نحن لا نعلم زمن الظهور ، أي أنّنا لا نعلم بالاتّكاء على أنفسنا ويجب أن يكون هناك تعليم وإمداد من الغيب آنا بعد آن ، إذن هم يعلمون بالله ولا يعلمون بأنفسهم .
عن الإمام الرضا " عليه السلام " : الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّه القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد لطوّل  الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتّى يخّرج فيمّلأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وأمّا متى فإخّبار عن الوقت فقد حدّثني أبي عن أبيه عن آبائه " عليهم السلام " أنّ النّبي " صل الله عليه واله " قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذرريّتك ؟
فقال " صل الله عليه واله " مثله مثل السّاعه الّتي لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغّته . 

في مدينته كان غريباً أيضاً 


بالأصل قبل الصادقين والباقرين " عليهم السلام " نقل عدد نادر من الروايات عن سيّد الشّهداء " عليه السلام " علي بن الحسين " عليهما السلام " ، والحسن بن علي  " عليهما السلام " .
أنّ الناس لم تكن لهم علاقه معهم وقد نقل حتّى أعظم من هذا ، أنّ ابن عبّاس وحضرة سيّد الشّهداء " عليه السلام " كانا مع بعضهما فجاء شخص وسأل ابن عبّاس مسأله ، فأجابه سيّد الشّهداء " عليه السلام " فقال ذلك الشخص : لم أسألك أنت ، أي أنّي سألت ابن عبّاس ، الى هذه الدرجه كانوا بعيدين عن أهل البيت " عليهم السلام " ، فقال ابن عبّاس : هذا من معادن العلم ( هو من معادن العلم لا تقسه بالآخرين ) . 
الروايه : بينما ابن عبّاس يحدّث النّاس إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال : يا ابن عبّاس تفتي في النّمله والقمله صف لنا إلهك الّذي تعبده ، فأطرق ابن عباس إعظاماً لله عزّ وجلّ وكان الحسين بن علي " عليهما السلام "  جالساً ناحيه فقال : إليّ يا ابن الأزرق ، فقال : لست إيّاك أسأل ، فقال ابن عباس : يا ابن الأزرق ا
نّه من أهل بيت النبّوه وهم ورثة العلم . 

شوقاً الى كعبة الروح 


جاء في كلمات أمير المؤمنين " عليه السلام " أنّه قال : ( والله لابن أبي طالب أنس بالموت من الطفل بثدي أمّه ) .
وجاء  في كلمات سيّد الشّهداء " عليه السلام " : ( وما أولهني الى أسلافي !  اشتياق يعقوب الى يوسف ) .
وكذلك قال في ضمن خطبة في أثناء الخروج من مكه والسّير باتّجاه كربلاء  : (  من كان باذلاً فينا مهجته ، وموطّنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا ) .

السفير الغريب


أن الإمام معصوم عن الاشّتباه ، ولو انّ هؤلاء في كثير من المواطن نسبوا الاشتباه الى الإمام ، نعذ بالله حتّى إنّهم ينسبون الى سيّد الشّهداء " عليه السلام " أنّه انخدع بأهل الكوفه ،
 هل انخدع بأهل الكوفه أيضاً عندما سمع أنّهم قتلوا مسلماً ؟ ! 
مع إنّ بيان سيّد الشّهداء " عليه السلام "  هو أنّه قال لمسلم : دار أهل الكوفه ولا تقاتل ، لا تبدأ معهم بالحرب مع هذا يقولون إنّ حضرته انخدع بأهل الكوفه . 
اجتمع مسلم وأهل الكوفه حول دار الإماره كان يقول الشمر وأمثاله من الكاذبين من أعلى جدران الإماره : جيش الشام في الطريق سيقطعون العطاء عنكم وعن ذريتكم حقاً حقاً ، هم ليسوا شخصاً أو شخصين أو عشره ، لن تستطيعوا التغلب عليهم . 
من هذه الأكاذيب وهذه الأباطيل بهذه الأكاذيب يفرّقون من كان حول مسلم ، لذلك فكلّ شخص أخذ بيد واحد من أقاربه وأبعده عن مسلم . 
دعا الحسين بن علي " عليهما السلام " مسلم بن عقيل بن أبي طالب  وأمره بتقوى الله وكتمان أمره والّلطف فإنّ رأى النّاس مجتمعين مستوسقين عجّل إليّه بذلك . 

لم يكن له طريق للرجوع


يقولون ( القطا ) هو حيوان أمّا أنّه يخاف كثيراً من الأعداء أو أنّ أعداءه كثيرون ، لذلك فإنّه لا ينام في النهايه وقريب السّحر حيث لا يتمكّن من أن لا ينام ، يضع رأسه داخل ثقب إحدى الأشجار بحيث لا يرى أحداً ، وربّما يكون مقصوده أن لا يعرفه أحد من الأعداء ، لأنهم يعرفونه برأسه ، وبهذه الحاله أولئك الذين يطلبون نفس  ( القطا  ) فإنّهم لا يعرفونه ، أو أنّه عندما لا يرى أحداً فيتوهّم أنّه لا يراه أحد ، قالت السيده سكينه " عليها السلام " : { ردّنا الى حرم جدّنا ، فقال : هيهات لو ترك القطا لنام } .
لم يكن له سيّد الشّهداء " عليه السلام " طريق للرجوع الى المدينه ، جاء من المدينه الى العراق مثل هارب تقريباً .
صاح به أولئك الجلاوزه  يا خائنون ارجعوا ولا تذهبوا ، كان قصدهم أن لا يذهب الى العراق ، أن يبقى هناك ويكون قتله أسهل لهم ، ولو داخل المطاف ، كان يزيد قد عيّن ثلاثين شخصاً لقتله ، ولو بأن يضعوا السلاح داخل لباس الإحرام ، لم يدعوا الامام الحسين " عليه السلام " يبقى في مكه ،
الامام " عليه السلام " كان يعلم أنّه إذا بقي في مكّه ، كان سيقتل داخل الحرم وداخل المسجد الحرام ، كان يقول " عليه السلام " :
{ ولأن أقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إليّ من أقتل وبيني وبينه شبر ولأن أقتل بالطفّ أحبّ إليّ من أقتل بالحرم } .
بالنهايه أولئك الذين كانوا مأجورين بقتله ، فلا بدّ أنّهم إذا قتلوه كان لهم أجر وكانوا قد طلبوا شيئاً ،
فالامام " عليه السلام " كان يريد أن يثبت تلك الرتبه لأولئك ويحفظ حرمة الحرم أيضاً ، لكن ابن الزبير لم يراع احترام هذا الأمر وقتله داخل الحرم .
لذلك فإنّ الامام " عليه السلام " قال في طلب الصلح : ( لو كنت مختاراً ) لم يقل : يكونان مختارين أو لم يكونا مختارين ، قد رضي إمّا أن يذهب الى المدينه أو أن يذهب الى ثغر من ثغور المسلمين أو أن يبايع نفس يزيد .
ابن زياد لم يرض بأي منها بتصويب من الشمر الملعون ، فقال الشمر : لو أنّه يذهب من هنا أو يدخل الى مدينتك ، يصبح هو قوياً وتصبح ضعيفاً ، فقال ابن زيا أيضاً : جزاك الله خير جزاء المحسنين .
بالنهايه صار هو سبباً لشهادة الامام " عليه السلام " ونفس هذه النصيحه من الشمر الملعون كانت الجزء الأخير للعلّه التامّه لشهادة الامام الحسين " عليه لسلام " .
والحمد لله رب العالمين 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم