السير والسلوك على نهج الكتاب والعتره !!! المحاضره الثانيه

بسم الله الرحمن الرحيم 


اللهم صل على محمد وال محمد 


هناك استفسارات من الاخوه والاخوات حول حول الموضوع الاول : 

لماذا موضوع السير والسلوك رغم قلة السالكين والراغبين في السلوك . اضافه الى تحفضاتهم على الموضوع ؟ 

الجواب : اعزائي كل ما نكتبه يفيد كل الاطراف بل كل المسلمين الراغبين على الاقل الدخول في واحة الايمان وتقوية ارتباطهم بالله ليس شرط السلوك فهي ضمن المواضيع الاخلاقيه التي يستفاد منها الجميع ...

وهناك استفسار لماذا لم تبدأ بالتوبه اليست هي اول الطريق ؟؟ 

الجواب : كل الاعلام في كتبهم الاخلاقيه على ان المرحله الاولى في طلب الطريق هي التوبه وذكرها وتفاصيلها . لكنهم ذكروا اليقظه قبل التوبه .. واحببنا البدأ بالتهيئه للتخليه واعداد الاخ المؤمن او التنبيه الى القلب واهميته بالنسبه للسالك او الراغب في تصحيح معرفته . لاننا نرى ان بعضهم قد يتوب ولكنه يتراجع في توبته . ويتكرر ذلك لعدة مرات . وهذا الامر اصعب بالنسبه الى من لم يتب . فهو كالذي اشار اليه سبحانه وتعالى : 

{ ان الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرآ لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلآ } . فاحببنا ان ننبهم بدايتآ لتطير القلب حتى يفقهوا التوبه ويصروا عليها ولا تزيغ قلوبهم بعد الايمان 
وايضآ اعداد الاخوه المؤمنين والمؤمنات  لقرب الاشهر المباركه شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان ولمن يرغب في القرب الالهي والاستلاذ بالعباده وحلاوة المناجات ومناجات الحبيب القريب البعيد واستجابة الدعاء .
ونبدأ بالمحاضره الثانيه على بركة الله تعالى : 


قد يتبادر الى الذهن ان القلب المذكور هو ذلك العضو الكمثري الذي راسه الى الاسفل وقاعدته الى الاعلى - هو الذي يستلم الفيض - ولان النفس تأنس بالماديات فنشبهه بهذا القلب . والا القلب المطلوب غير هذا القلب الدافع للدم .

ونستمر بالتشبيه ونقول القلب المستوي هو ذلك القلب الذي تكون قاعدته الى الاعلى وراسه الى الاسفل . اما القلب المنكوس والذي قاعدته الى الاسفل وراسه الى الاعلى فهو اشد لعنآ من المعدوم , لانه وجد ثم فرط فيه . وان صاحبه له ميزتان :

الاولى : انه فرط فيما كان موجود باصل الفطره , في وعاءه حيث خلقه الله عز وجل وهو يحمل مقدارآ من المعرفه والسلوك . 

والثاني : انه لا يستطيع استلام الفيض والنور بعد ذلك , لانه اغلق على نفسه باب الفيوضات الالهيه .

اما سبب نكس القلب فهذا ما توضحه الروايه الوارده عن ابي عبد الله الصادق - عليه السلام - قال : كان ابي - عليه السلام - يقول : (( ما شيء افسد للقلب من الخطيئه , ان القلب ليواقع الخطيئه , فما تزال به حتى تغلب عليه , فيصير اسفله اعلاه , واعلاه اسفله )) وعن ابي بصير قال : سمعت ابا عبد الله - عليه السلام - يقول :

 (( اذا اذنب الرجل خرج في قلبه نكته سوداء , فان تاب انمحت وان زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها ابدآ )) ..

ومن علامات صاحب القلب المنكوس : 

1 - رؤية الحسن سيئآ والسيء حسنآ . كما ورد في الايه : { قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالآ * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعآ } وقوله تعالى : { وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل }.
2 - يفعل الافعال الحسنه ويعتمد عليها , لانه يراها كبيره وكثيره , ولكم ما عنده قليل لانه فرط بما لله عنده , فيتوهم ان ما موجود كل شيء . 
انظر يا اخي الى ائمتنا - عليهم السلام - كيف دابهم , فلم يعتمدوا على اعمالهم بل كانوا كثيرا ما يستقلونها . وهذا ما امتاز به الامام زين العابدين - عليه السلام - في دعائه (( اللهم انك امرتني فتركت ونهيتني فركبت وسول لي الخطأ خاطر السوء ففرطت ولا استشهد على صيامي نهارآ ولا استجير بتهجدي ليلآ ولا يثني علي باحيائها سنه حاشا فروضك التي من ضيعها هلك ولست اتوسل اليك بفضل نافله مع كثير ما اغفلت من وظائف فروضك وتعديت عن مقامات حدودك الى حرمات انتهكتها وكبائر ذنوب اجترحتها كانت عافيتك لي من فضائحها سترآ وهذا مقام من استحيى لنفسه منك وسخط عليها ورضي عنك فتلقاك بنفس خاشعه ورقبه خاضعه وظهر مثقل من الخطايا )) 
السلام عليك  ياسيدي ومولاي الامام المعصوم ماذا نقول نحن المذنبون حقآ وكيف تعلمنا الادب والطلب مع الله وان نستصغر عبادتنا وان كثرة . لانها لا شيء امام نعم الله علينا وفضله . 
3 - الاكتفاء بما عنده من معلومات , والرضا بما عنده من الافعال .
وهذه المرحله من اخطر المشكلات واصعبها , فكم من نعمه انعمها الله تبارك وتعالى علينا وكم من آلاء وكم من فيوضات ضيعناها بسبب ذنب صغير ..
وعلاج القلب المنكوس هو التوبه النصوح , بحيث يندم على كل ما مضى .
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم