رسالة زاد السالك مع الشرح \ 5

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

 رسالة (  زاد السالك ) مع الشرح

للمحدث المعروف العالم الرباني محسن الفيض الكاشاني ( قدس سره ) .



تكملت الرساله :
 .السابع :
المحافظه على انفاق الحق المعلوم من المال ، بأن يحدد ما يعطيه في كل يوم  أو في كل أسبوع أو في كل شهر للسائل أو المحروم بالقدر المناسب بحيث لا يخل به ، وإذا لم يطلع أحداً عليه كان أفضل { والذين في أموالهم حقّ معلوم للسّائل والمحروم } وفي الحديث أنه غير الزكاة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أمير المؤمنين " عليه السلام " :
(  سوا أيمانكم بالصدقه ، وحصّنوا أموالكم بالزكاة ، وأدفعوا أمواج البلاء بالدعاء )  .
وقال تعالى :
{ لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون وما تنفقوا  من شيء  فإنّ الله به عليم } .
وقال تعالى أيضاً :
ويقول الرسول الاكرم  " صل الله عليه واله "  في بيان منزلة الصدقه :
( ألا ومن تصدّق بصدقه فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنه ) .
وقال أيضاً :
( لا حسد إلاّ في أثنين : رجل آتاه الله مالاً ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه  القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ) .
وقال أيضاً :
( الخلق كلّهم عيال الله فأحبّهم الى الله عزّ وجلّ أنفعهم لعياله ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثامن :
المحافظه على ( حجّة الإسلام ) بحيث يأتي بها في سنة الوجوب ، ولا يؤخرها بدون عذر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الإمام جعفر الصادق " عليه السلام " :
( من حجّ حجّتين لم يزل في خير حتّى يموت ) .
وقال أيضاً :
( لو كان لأحدهم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل الحجّ ، ولدرهم ينفقه الحاجّ يعدل الفي درهم في سبيل الله ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التاسع :
زيارة القبور المقدسه للنبي " صل الله عليه واله " والأئمه المعصومين " عليهم السلام " خصوصاً الإمام الحسين " عليه السلام " ،
ففي الحديث أن زيارة الحسين " عليه السلام " فرض على كل مؤمن ، ومن تركها ترك حقاً لله والرسول " صل الله عليه واله " ،
وفي حديث آخر أنّ لكل إمام عهد في أعناق أوليائه وشيعته ، ومن الوفاء بالعهد زيارة قبورهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك أخبار عديده تدّل على وجوب زيارة الإمام الحسين " عليه السلام " وقد حملها بعض العلماء على ظاهرها وأستنبطوا منها الوجوب ، لكن أكثر العلماء حملوا الوجوب على الاستحباب المؤكّد ، وعبارة العلاّمه المجلسي في الباب الخامس من ( تحفة الزائر ) دليل على الأدّاء المذكور أيضاً ، فقد قال في الباب المذكور بعد أن عنون الفصل الاول بهذه العباره .
الفصل الاول : في الاخبار الدالّه على وجوب زيارته " عليه السلام " وبيان المدّه التي يجب العود بها الى زيارته " عليه السلام " ونقل أخباراً ثمّ قال :  يقول المؤلف يظهر من أكثر الأحاديث السابقه وجوب زيارة الإمام الحسين " عليه السلام " وليس لها معارض ظاهري ، ولكن المشهور بين العلماء أنّها سنّه مؤكّده ، ونهاية قوّة تلك الأحاديث هو وجوبها في العمر مرّه ، والشيعه الذين يتركون الزياره وهم قادرون عليها مع اطّلاعهم على هذه التأكيدات والتهديدات سيكونون في غاية ضعف الايمان ، والأحوط في زيارة  الإمام الحسين " عليه السلام " والرسول الأكرم " صل الله عليه واله " بل الأحوط في زيارة كل أمام  في المرّه الاولى عدم قصد السنّه ، بل بقصد القربه فقط ، وكذلك يظهر من كثير من الأحاديث أنّ التقيه والخوف ليست عذراً في ترك زيارته .
وهذا خلاف المشهور بين العلماء ومناف لعموم أحاديث التقيه ولابد أن يكون المراد هو الخوف الناشيء من الاحتمالات البعيده أو خوف فوت المنافع الدنيويه أو الماليه أو الضرر السهل من الاستخفاف والأهانه ، فهذه لا يجب أن تكون مانعاً والله العالم .
ونظير عبارته هذه ما في ( مزار البحار ) قال في ابواب زيارته " عليه السلام " في عنوان الباب الاول :
باب أن زيارته صلوات الله عليه واجبه مفترضه مأمور بها ، وما ورد في الذّم والتأنيب والتوعّد على تركها وأنها لا تترك للخوف .
وقال في أواخر الباب المذكور بعد نقل خبر بأسانيد معتبره ومتعدده يدل بصراحه على عدم جواز ترك زيارته " عليه السلام " من جهة الخوف .
ولعل هذا الخبر بتلك الأسانيد الجمّه محمول على خوف ضعيف يكون مع ظنّ السلامه أو على خوف فوات العزّه والجاه وذهاب المال ، لا تلف النفس والعرض لعمومات التقيه والنهي عن إلقاء النفس الى التهلكه والله العالم .
ثمّ أعلم أنّ ظاهر أخبار أكثر هذا الباب وكثير من أخبار الأبواب الآتيه وجوب زيارته صلوات الله عليه ، بل كونها من أعظم الفرائض وأكدها ولا يبعد القول بوجوبها في العمر مرّه مع القدره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العاشر :
المحافظه على حقوق الأخوان وقضاء حوائجهم ، فقد ورد التأكيد البالغ عليها ، بل قدّمت على أكثر الفرائض .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يرغب الاطّلاع على التأكيدات الوارده في أهمية حقوق المؤمنين وقضاء حوائجهم ، يراجع الأبواب المختصّه بهذه العناوين في
 ( الوافي ) و ( الوسائل ) و ( البحار ) لأنّ الخوض في هذا الموضوع يحتاج الى تأليف رساله بل كتاب مستقل ،
 ولكن أهمية وعظمة ذلك يمكن فهمها من الحكايه الآتيه :
الحكايه من ثقة الإسلام الميرزا محمد الطهراني رحمة الله عليه صاحب ( مستدرك البحار ) وهي أن خاتمة المجتهدين الحاج الميرزا حسين النوري رضوان الله عليه كان يهتم ويبالغ في قضاء حوائج  أخوانه المؤمنين ، يعني الشيعه الاثنا عشريه ، أكثر من الحدّ المتعارف ، فسأله بعض تلامذته عن سرّ هذا الاهتمام ،
فقال  في جوابه :
إنّا لا نجد  بين الفرائض والسنن عملاً ، يصل في الفضيله والثواب لزيارة الإمام الحسين " عليه السلام " ومع وجود ذلك فقد رأيت في الأخبار أنّ ثواب قضاء حاجة الاخ المؤمن أعلى من ثواب زيارة سيّد الشهداء " عليه السلام " ولذا فأنا أهتم بهذا الأمر أكثر من أهتمامي بسائر الأعمال الآخرى .
ومن راجع بدقّه الأخبار الوارده في هذا الباب يجد صحّة ما ادعاه المحدّث .
ونذكر من باب المثال بعض هذه الأحاديث :
يقول الإمام الصادق " عليه السلام " : والله إنّ المؤمن لأعظم حقاً من الكعبه .
ويروى عن الإمام الكاظم " عليه السلام " أنّه قال : من طاف سبعة أشواط كتب الله له ستّة آلاف حسنه ومحى عنه ستّة آلاف سيئه ورفع الله له ستّة آلاف درجه . وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتّى عدّه عشره .
ويقول أمير المؤمنين " عليه السلام " :
ما قضى مسلم لمسلم حاجه إلأ ناداه الله : عليّ ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنّه .
ويقول الأمام الصادق " عليه السلام " :
أحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم ، فأنّه ليس من الاعمال عند الله عزّ وجلّ  بعد الإيمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين .
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم