آية الصّلاة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد


اهل البيت "عليهم السلام" 


مقامهم - منهجهم - مسارهم


الجزء الرابع

آية الصّلاة :
{ إنّ الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذي آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }

في هذه الآيه أمر واجب بالصلاة  على النبي "صل الله عليه واله" وآله الكرام "عليهم السلام" وتخصيص لهم دون غيرهم ، وتعظيم لمقامهم وكرامتهم لتعرف الاُمّه موقعهم الرسالي في حياتها ورسالتها .

وقد سجّل الفخر الرازي في تفسيره الكبير ما ورد عن رسول الله "صل الله عليه واله" في تفسير هذه الآيه المباركه فقال :

( سئل النبي "صل الله عليه واله" : كيف نصلّي عليك يا رسول الله  ؟ فقال : قولوا اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد  كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ) .

وقبل أن يورد هذا النص استعرض تفسير الآيه ثم قال : هذا دليل على مذهب الشافعي لان الامر للوجوب ، فتجب الصلاة على النبي "صل الله عليه واله" ولا تجب في غير التشهد فتجب في التشهد .

ثم عقب الرازي بقوله :

اذا صلى الله وملائكته عليه فأي حاجه الى صلاتنا ؟

نقول : الصلاة عليه ليس لحاجته اليها ، والا فلا حاجه الى صلاة الملائكه مع صلاة الله عليه ، وانما هو لاظهار تعظيمه منّا ، شفقه علينا ، ليثيبنا عليه ولهذا قال "صل الله عليه واله" { من صلى علي مره صلى الله عليه عشره } .

وفي الدر المنثور للسيوطي : اخرج عبد الرزاق وابن شيبه واحمد وعبد بن حميد البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن كعب بن عجرف قال : قال رجل : يا رسول الله أمّا السّلام عليك فقد علمناه ، فكيف الصّلاة عليك ؟

قال : قل { اللهم صل على محمد  وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد .

وقد أورد ثمانية عشر حديثآ غير هذه الروايه تدل على تشريك آل النبي  "صل الله عليه واله" معه في الصلاة ، رواها اصحاب السنن والجوامع عن عدّة من الصحابه منهم : ابن عباس وطلحه وابو سعيد الخدري وابو هريره وابو مسعود الانصاري وبريده وابن مسعود وكعب بن عمره وعلي :عليه السلام" .

وفيه : اخرج احمد والترمذي عن الحسن بن علي "عليه السلام" أن رسول الله "صل الله عليه واله" قال : { البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي عليّ } .

وهكذا يرى الفقهاء وجوب الصلاة على محمد وآل محمد "صل الله عليه واله" في تشهد الصلاة ، ووجوب الاتيان بذكر آل محمد في الصلاة .

قال المحقق الحلّي وهو من اعاظم فقهاء اهل البيت "عليهم السلام" ، ومن اعلام القرن السابع عشر الهجري ، عند ذكر واجبات الصلاة : التشهد وهو واجب في كل ثنائيه مرّه وفي الثلاثيه والرباعيه مرّتين ولو اخل بهما او باحدهما - عامدآ - بطلت صلاته ، والواجب في كل واحد منهما خمسة اشياء : الجلوس بقدر التشهد ، والشهادتان والصلاة على النبي "صل الله عليه واله" وعلى آله "عليهم السلام" .

إن المتأمّل في هذه الآيه يدرك بوضوح الغايه من هذا التشريع والزام به ، هو تعظيم آل محمد "صل الله عليه واله" الذين اذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ، لتقتدي الامّه بهم وتنهج نهجهم ، وتفزع في الفتن والخلافات اليهم .

فأولئك الذين لا تجوز الصلاة الا بالصلاة عليهم ، هم أئمة الامّه ولولا ثبوت وضمان استقامتهم وسلامة ما صدر عنهم لما أمر الله المسلمين على  مدى الدهور أن يتعلقوا بهم ويصلوا عليهم في كل صلاة .

إن في ذلك التكرار - تكرار الصلاة على محمد وآل محمد "اللهم صل على محمد وال محمد" وفرضها في الصلاة - تأكيد والفات نظر للمسلمين في كل صلاة لأهمية أهل البيت "عليهم السلام" ومنزلتهم ، والاقتداء بهم والسير على نهجهم والتمسك مسارهم .



والحمد لله رب العالمين 


***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم