الدور السياسي لأهل البيت عليهم السلام - الجزء الاول -

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد


الدور السياسي لأهل البيت 
عليهم السلام


لقد عرف المسلمون مقام أهل البيت وحقهم على هذه الأمّه وموقعهم السياسي الذي ينبغي أن يشغلوه ، وهو موقع القياده ولإمامه ، لذا كان أهل البيت " عليهم السلام " على امتداد تاريخ الاسلام السياسي هم على قمة الهرم السياسي ، وفي طليعة المعارضه المستهدفه للاصلاح وتطبيق أحكام الاسلام وإقامة العدل .
وواضح لدى الدارسين لتاريخ الاسلام السياسي أن الخلافه ورعاية شؤون الأمّه بعد انقراض الخلافه الراشده تحوّلت الى ملك عائلي ، وسلطه وتسلّط ، واستئثار بالأموال والمناصب ، وتعطيل لأحكام الشريعه وتلاعب بها ، فسبّب هذا التلاعب بالشريعه ومصالح الأمّه قيام الثورات والانتفاضات والصراع المرير الدامي ، فسفكت الدماء ، وانتشرت الفرقه والفتن ، ونشأت الأفكار والنظريات المنحرفه على طرفي نقيض ، فبعضها  يبرّر للحكّام ظلمهم وسيطرتهم على الأمّه ويدعو للخنوع والاستسلام وتحريم المعارضه وعدم نقض بيعة الظالم ، والرضى به على كل حال ، وبعضها استغل الفرصه للقضاء على الاسلام وأهله فدعا بدعوات ضاله جاهليه ، ودعا الى إباحة المحرّمات والأموال والنساء وهدم الواجبات ،  وبعضهم دعا الى الفوضى والتخريب وإباحة الدماء وتكفير الجميع .
وهكذا تبلبل الفكر السياسي ونشأت الاضطرابات والحروب الداخليه ، وفي كل مشكله فكريه وعقائديه تعايشها الأمّه يكون أهل البيت " عليهم السلام " هم الفئه الرائده والمركزيه الرساليه الموجهه للتيار السليم ، والمبثبته لمنهج الحق فيتبع رأيهم ويأخذ بموقفهم المسلمون ، العلماء والعامه عدا من يرتبط بالسلطه ويبرّر لها تصرّفها ، ويدافع عن مصالحه المتربطه بمصالحها .
أنّ من يستقرىء سياسة أهل البيت " عليهم السلام " وكفاحهم وعملهم السياسي الظاهر منه والخفي خلال قرنين ونصف تقريباً من الزمان يستطيع أن يكتشف أن عملهم كان يرتكز على المبادىء الآتيه :
1 - تربية الأمّه على كراهية الظلم : 
وتركيز مفهوم العدل ، وشرح فكرة الإمامه والسياسه ، وتوضيح أسس الحكم والسياسه في الاسلام ،  لتنمية الوعي السياسي في الأمّه ، وتعميق حسّها وزيادة نقمتها على الظالمين .
ومن يستقرىء ما صدر عن أهل البيت " عليه السلام " وما رووا ونشروا في هذا الشأن من روايات عن رسول الله " صل الله عليه واله " يكتشف أهمية هذه الخطوه في ايقاظ الحس السياسي وتعميق الوعي الاسلامي ،
نذكر نماذج من الرّوايات والأحاديث التي تتحدّث عن السلطه ومسؤولية الحاكم المسلم ، ورفض الاسلام للظلم ودعوته للعدل ، لنقف على جانب من فكر أهل البيت " عليهم السلام " ومنهجهم في مقاومة الظلم وتحريك الركود السياسي ودفع الأمّه للاصلاح والتغيير :
روي عن الامام الباقر " عليه السلام " أن شيخاً من النخع قال :
( قلت لأبي جعفر " عليه السلام " : أنّي لم أزل والياً منذ زمن الحجاج الى يومي هذا ، فهل لي من توبه ؟ قال فسكت ثم أعدت عليه ، فقال : لا ، حتى تؤدي الى كل ذي حق حقّه ) .
 وعن أبي حمزه الثمالي عن أبي جعفر الباقر " عليه السلام " قال :
( لمّا حضر علي بن الحسين " عليه السلام " الوفاة ضمّني الى صدره ثم قال : يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي " عليه السلام " حين حضرته الوفاة ، وبما ذكر بأنّ أباه أوصاه به ، قال : يا بني إيأك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلأ الله ) .
وعن الامام الصادق " عليه السلام " قال :
( ما من مظلمه أشدّ من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عوناً إلأ الله عزّ وجلّ ) .
وروى الصادق " عليه السلام " عن جده رسول الله " صل الله عليه واله " قال : قال رسول الله " صل الله عليه واله " :
( اتقوا الظلم ، فإنّه ظلمات يوم القيامه ) .
وعن الصادق " عليه السلام " :
( إنّ الله عزّ وجلّ أوحى الى نبي من أنبيائه في مملكه جبّار من الجبّارين أن ائت هذا الجبار فقل له : أنني لم استعملك على سفك الدماء واتخاذ الأموال ، وانّما استعملتك لتكفّ عنّي أصوات المظلومين ، فإنّي لم أدع ظلامتهم وإن كانوا كفّاراً ) .
وروي عن الامام الصادق " عليه لسلام " :
( العامل بالظلم والمعين له ، والراضي به ، شركاء ثلاثتهم ) .
وقال " عليه السلام " :
( من عذر ظالماً بظلمه ، سلط الله عليه من يظلمه ، فان دعا لم يستجب له ، ولم يأجره الله على ظلامته ) .
وروى أبو بصير قال :
( دخل رجلان على الامام الصادق في مداراة بينهما ومعامله ، فلمّا أن سمع كلامهما قال : أما انّه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم ، أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم ، ثم قال : من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشرّ إذا فعل به ، أما أنه يحصد ابن آدم ما يزرع ، وليس يحصد أحد من المرّ حلواً ، ولا من الحلو مرّاً ، فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما ) .
وورد عن أئمة أهل البيت " عليهم السلام " عن رسول الله " صل الله عليه واله " :
( من مشى مع ظالم ليعينه ، وهو يعلم أنّه  ظالم ، فقد خرج من الاسلام ) .
ورووا عن رسول الله " صل الله عليه واله " :
( عدل ساعه خير من عبادة سبعين سنه ، قيام ليلها وصيام نهارها ، وجور ساعه في حكم أشدّ وأعظم عند الله من المعاصي ستين سنه ) .
وورد عن جار بن عبد الله الأنصاري : قال رسول الله " صل الله عليه واله " :
من أرضى سلطاناً بسخط الله خرج من دين الله ) .
وروي عن رسول الله " صل الله عليه واله " :
( من ولي عشرة فلم يعدل بينهم جاء يوم القيامه ويداه ورجلاه ورأسه في ثقب فأس ) .
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليه السلام " :
( أيما رجل ولي شيئاً من أمور المسلمين فأغلق بابه دونهم ، وأرخى ستره ، فهو في مقت من الله عزّ وجلّ ولعنه حتى يفتح بابه فيدخل اليه ذو حاجه ومن كانت له  مظلمه ) .
وهكذا كان منهجهم في تربية أصحابهم ، وتوجيه الرأي العام الاسلامي نحو التغيير والاصلاح ، والدخول في ميدان العمل السياسي من بابه الطبيعي .
وللحديث بقيه 
والحمد لله رب العالمين 

***********************


***********************

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم