بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اهل البيت "عليهم السلام"
مقامهم - منهجهم - مسارهم
الجزء الاول
قال رسول الله "صل الله عليه واله " :{ اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي , ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدآ , فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض } .
مقدمه :
اخوان نتيجة كثرة القراء وخاصه من الدول العربيه والاجنبيه . ارتاينا ان نطرح مقامات اهل البيت " عليهم السلام" ومنهجهم ومسارهم عبر التاريخ , حتى يتضح ذلك للجميع وتنتبه الامه الاسلاميه بعد ذلك التشويه والتكتم الاعلامي طيلة تلك القرون لاخفاء مكانتهم الاساسيه بالنسبه للشريعه المحمديه المتمثله في الدين الاسلامي , ولكي نوضح للاخوه المخالفين من هم اهل البيت "عليهم السلام" والتوضيح لهم على انهم " عليهم السلام " مدرسة مضيئه ونجوم متألقه في سماء الاسلام العظيم , فهم القدوه الشامخه التي اقتدت برسول الله " صل الله عليه واله " , نهلوا من علمه ونشأوا في بيته وساروا على نهجه يدعون الى كتاب الله والاعتصام بسنة نبيه " صل الله عليه واله " ويضربون في سلوكهم الامثال الساميه للامه , ويدعون الى الحق ولا يحيدون عنه قيد انمله , انهم كما يوضح لنا الحديث الشريف " قرناء القرآن " ولا يفترقون عنه , لانهم المصداق الامثل لكل ما حمل القرآن من مفاهيم وقيم لذلك نزل فيهم القرآن صريحآ { انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرآ } .
وهي معلومات تفيد اصحاب مدرسة اهل البيت " عليهم السلام " كما تفيد وتوعي من خارج المدرسه ونسال الله التوفيق .
أهل البيت " عليهم السلام : في القرآن الكريم
القرآن الكريم مصدر الفكر ومنبع التشريع والقيم , وما جاء به القرآن فهو وحي منزل وكلام ألهي مقدس يصوغ نظام الحياة ويشخص قوانينها .وكل مسلم يعلم ان ما جاء به القرآن هو شريعته ورسالته في الحياة , وهو ملزم بالعمل به والسير على هداه , وقد تحدث القرآن الكريم عن اهل البيت "عليهم السلام" مستعملآ الاساليب التاليه :
1 - التصريح باسمهم الاصطلاحي الذي اصطلح عليه القرآن , فهو تاره يسميهم ( اهل البيت ) كما في آية التطهير , وتاره يسميهم
( القربى ) كما في آية الموده , وبذا نزلت آيات كثيره وضحتها السنه النبويه للامه , وبينتها للامه في حينها , ورواها المفسرون والرواة في كتبهم وموسوعاتهم .
2 - تسجيل احداث ووقائع تخص اهل البيت "عليهم السلام" ونزول آيات كثيره تتحدث عن فضلهم ومقامهم وتثني عليهم وتوجه الامه نحوهم مجتمعين تاره كما في آية المباهله ( آل عمران /61 ) وآية الاطعام في سورة الدهر وغيرها , ومتفرقين كما في آية الولايه
( المائده /55 ) .
وسنتعرض لبعض هذه الايات :
آية التطهير :{انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرآ }
لقد تظافرت التفاسير والروايات ان المقصود باهل البيت "عليهم السلام" هم اهل بيت النبي "صل الله عليه واله" وهم : { علي وفاطمه والحسن والحسين } .
فقد ورد في الدر المنثور للسيوطي :
( اخرج الطبراني عن ام سلمه ان رسول الله :صل الله عليه واله" قال لفاطمه : ائتيني بزوجك وابنيك , فجاءت بهم فالقى رسول الله "صل الله عليه واله" عليهم كساء فدكيآ ثم وضع يده عليهم ثم قال :
{ اللهم ان هؤلاء اهل محمد - وفي لفظ آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد } قالت ام سلمه فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدي وقال : { انك على خير } .
وروي عن ام سلمه زوج النبي : ان رسول الله "صل الله عليه واله" كان ببيتها على منامه عليه كساء خيبري فجاءت فاطمه ببرمه خزيره فقال رسول الله "صل الله عليه واله" " ادعي زوجك وابنيك حسنآ وحسينآ , فدعتهم , فبينما هم يأكلون اذ نزلت على رسول الله "صل الله عليه واله" : { انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرآ } .
فاخذ النبي "صل الله عليه واله" بفضلة أزاره فغشاهم اياها ثم اخرج يده من الكساء وأومأ الى السماء ثم قال : { اللهم هؤلاء اهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرآ } . قالها ثلاث مرات , قالت ام سلمه فادخلت رأسي في الستر فقلت : يا رسول وانا معكم ؟ فقال : { انك على خير , مرتين } .
واستمر رسول الله "صل الله عليه واله" يوضح لامته معنى الآيه الكريمه ويكرس فهمها لهذه الآيه لتستنير بها وتسير على هديها فقال : { نزلت هذه الآيه في خمسه : فيّ وفي علي وفاطمه وحسن وحسين : " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا " } .
كما روي عن عائشه تفسير هذه الآيه وتاكيد بيان الاشخاص المقصودين فيها : { خرج النبي ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر اسود , فجاء الحسن بن علي فادخله فيه ثم جاء الحسين فادخله معه , ثم جاءت فاطمه فادخلها , ثم جاء علي فادخله ثم قال :
{ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا } .
وجاء في روايه اخرى ان رسول الله "صل الله عليه واله" كان يمر بباب فاطمه اذا خرج الى صلاة الفجر ويقول :
{ الصلاة يا اهل البيت , الصلاة , انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا } .
وهكذا يتحدث القرآن الكريم عن اهل البيت "عليهم السلام" ويحدد شخصاياتهم الطاهره البعيده عن الرجس والمعاصي والآثام وهوى النفس .
وما عرّف القرآن بهم هذا التعريف الا ليؤكد مقامهم ومكانتهم ويوجّه نظرها للاقتداء بهم , والرجوع اليهم في فهم الشريعه , واخذ احكامها عنهم , ليحدد للامه الميزان العملي والمقياس الذي يرجعون اليه عند اختلاف الآراء وتعارض الفهم والمعتقد .
ومواظبة الرسول "صل الله عليه واله" على الوقوف بباب عليّ وفاطمه شهورآ عديده ومناداته " صل الله عليه واله" عند الفجر لهم , يدعوهم الى الصلاة ويسميهم اهل البيت , الا ليعرف بشخصيات اهل البيت "عليهم السلام" ويفسر للمسلمين الآيه :
( آية التطهير ) ويعرف الامه بمقام اهل البيت "عليهم السلام" ويوجه نظرها اليهم ويوجب عليها حبهم وطاعاتهم والولاء لهم .
فقد روى الطبراني عن ابي الحمراء ولفظه :
( رايت رسول الله "صل الله عليه واله" ياتي على باب عليّ وفاطمه ستة اشهر فيقول : { انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا } .
وذكر الفخر الرازي في ( التفسير الكبير ) ان رسول الله "صل الله عليه واله" بعد نزول الآيه الكريمه : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } كان يذهب الى بيت عليّ وفاطمه "عليهم السلام" كل صباح ويقول : { الصلاة } وكان يفعل ذلك أشهرآ .
عن أنس : ان النبي "صل الله عليه واله" كان يمر ببيت فاطمه "عليها السلام" ستة أشهر كلما خرج الى الصلاة فيقول :
الله ليذهب عنكم الرجس{ الصلاة اهل البيت , انما يريد اهل البيت ويطهركم تطهيرا } .
وفي ذلك ايضاح ودلاله على عناية رسول الله "صل الله عليه واله" بهذا البيت , وتأكيده للمسلمين انهم هم اهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس , وطهرهم تطهيرا . وواضح من دلالة الايه واستعمالها للفظ المذكر دون المؤنث ( عنكم ) و ( يطهركم ) دلاله على ان المقصود هم هؤلاء الخمسه . فقد ورد في التفاسير لو انه اراد نساء النبي لا ستعمل كلمة ( عنكن , ( يطهركن ) , وخاطبهن بخطاب المؤنث . وقد مر علينا في حديث الكساء عند نزول الآيه : ان رسول الله "صل الله عليه واله" عندما همت أم المؤمنين أم سلمه بالدخول مع اهل بيته تحت الكساء جذب من يدها الكساء وقال لها : { انت على مكانك وانت الى خير } .
مما يدل على عدم شمول آية التطهير لنساء النبي "صل الله عليه واله" ولم تدع اي منهن نزول الآيه فيهن , مع ما في الآيه من فضل عظيم ومنزله كريمه .
ان هذه الآيه ترسم طريقآ واسع الدلاله والمحتوى , وتلفت نظرنا الى حقائق أساسيه في الحياة الاسلاميه لئلا يضطرب علينا الفهم , وتضيع المقاصد الحقّ لكتاب الله الذي اراد ان يبني الامه على اساس الطهر والابتعاد عن الرجس والرذيله ,
وجعل اهل البيت "عليهم السلام" هم المحوروالمنار في هذا البناء , فليس في المسلمين من يشهد له القرآن بهذا الوصف وليس فيهم من خاطبه رسول الله "صل الله عليه واله" بهذه الصفه , صفة الطهاره المطلقه والبعد عن الذنوب والآثام سوى اهل البيت "عليهم السلام" .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :