آفة الرياء وعلاجها / المحاضره الثامنه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

الرياء في العقائد 

الجزء الاول 

قال ابو عبد الله - عليه السلام -
{ كل رياء شرك , انه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ومن عمل لله كان ثوابه على الله }
الرياء هو عباره عن اظهار وابراز شيء من الاعمال الصالحه او الصفات الحميده او العقائد الحقه الصحيحه للناس لاجل الحصول على منزله في قلوبهم والاشتهار بينهم  بالصلاح والاستقامه والامانه والتدين .
وهو من اخطر الامراض الروحيه على  الانسان منذ بداية الرسال المحمديه الى الان . وانا نرى ما اكثرها في فترتنا هذه حيث لا يخلوا منها رجل دين او عامي  , وذو علم او جاهل , وقد طغت وانتشرت في جميع الاوساط  انتشار لا مثيل له , مما جعلهم يتقنون الرياء اكثر من اتقانهم الدين ,    وهذا سببه الجهل بامور دينهم ,
اعلم يا اخي ان خلو النفس من العلم واذعانها بخلاف الواقع , مع اعتقاده بكونها عالمه بما هو حق , وهو لا يعلم انه لا يعلم , لذى سمي جهل مركب وهو اشد الرذائل واصعبها , وازالته في غاية الصعوبه قال عيسى عليه السلام { اني لا اعجز عن معالجة الاكمه والابرص واعجز عن معالجة الاحمق } , السر في ذلك  انه مع قصور النفس بهذا الاعتقاد الفاسد لا ينتبه على نقصانها فلا يتحرك لطلب العلم الحق ويبقى في الضلاله ما دام باقيآ في دار الدنيا . مثل هذا عليه بالرياضيات الشرعيه فانها موجبه لاستقامة الذهن لانها توصله الى بعض اليقينيات فينتبه على خلل اعتقاده فينهض لاصلاحها , وان كان الخلل في الاستدلال فليوازن استدلاله لاستدلالات اهل التحقيق المشهورين بالاستقامه . ويعرض ادلته على القواعد الميزانيه باحتياط تام واستقصاء بليغ حتى يظهر خطأه , وان كان  وجود مانع من عصبيه او تقليد او غير ذلك فليجتهد في ازالته .
واعلم ان الرياء في اصول العقائد والمعارف الالهيه أشد من جميع انواع الرياء عذابآ وأسوأها عاقبه وان ظلمته اعظم واشد من ظلمات جميع انواع  الرياء , عندما يطرح موضوع في الدين تجد اكثرهم تنفتح شريحته لسرد المواضيع العقاديه والدينيه لكن مع الاسف هي مجرد لقلقة لسان , لانه نفسه لم يطبق شيء لو بسيط منها , لانها لا تتعدى لسانه ولم يؤمن بها قلبه , واذا  به غير معتقد بالامر الذي يظهره فهو من المنافقين اي مخلد في النار وان هلاكه أبدي وعذابه أشد العذاب .
واما اذاكان معتقد بما يظهر , لكنه يظهره من اجل الحصول على منزله ورتبه في قلوب الناس ,
هذا الشخص وان لم يكن منافقآ الا ان رياءه يؤدي الى اضمحلال نور الايمان في قلبه , ودخول ظلمة الكفر الى قلبه . ويصبح مشركآ في الخفاء لان المعارف الالهيه الحقه التي يجب ان تكون خالصه لله ولصاحب الذات المقدسه قد حولها برياءه الى الناس وأشرك فيها غيره وجعل الشيطان متصرفآ فيه , فهذا القلب ليس لله . لان الايمان من الاعمال القلبيه وليس هو مجرد علم وقد جاء في الحديث الشريف { كل رياء شرك } .
اعلم ان  الرياء يؤدي بالانسان في النهايه الى ان يصبح قلبه مختص بغير الله , وان ظلمة هذه الرذيله تؤدي بالانسان تدريجيآ الى الخروج من هذ الدنيا بدون ايمان . 
ان الايمان الخيالي الذي يمتلكه المرائي هو صوره بلا
 معنى وجسد بلا روح وقشر بلا لب ولا يكون مقبولآ عند الله , كما اشير اليه في حديث مذكور في كتاب الكافي عن علي بن سالم قال : { سمعت ابا عبد الله - عليه السلام - يقول : قال الله عز وجل : انا خير شريك من اشرك معي غيري في عمل عمله لم اقبله الا ما كان لي خالصآ } . 
ومن البديهي ان الاعمال القلبيه في حال عدم خلوصها لا تصبح موردآ لتوجه الحق تعالى ولا يتقبلها بل يوكلها الى الشريك الاخر الذي كان يعمل له ذلك الشخص وتخرج من حد الشرك وتدخل الى الكفر المحض , ويمكن القول ان هذا الشخص هو من جملة المنافقين ,
وكما ان شركه خفي فنفاقه خفي ايضآ , فهذا المسكين يتصور انه مؤمن ولكنه مشرك منذ البدايه وفي النتيجه هو منافق وعليه ان يذوق عذاب المنافقين , وويل للذي ينتهي عمله الى النفاق . 
والحمد لله رب العالمين 


***********************


***********************

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم