منهج أهل البيت عليهم السلام في تربية أصحابهم

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد


منهج أهل البيت عليهم السلام 
في تربية أصحابهم 


قال الإمام جعفر بن محمد الصادق " عليه السلام " :
(( انّي لأكره للرجل أن يموت ، وقد بقيت عليه خلّه من خلال رسول الله " صل الله علي واله " لم يأت بها )) .
لقد أعتنى أهل البيت " عليهم السلام " بتعليم أصحابهم وتلامذتهم وتوجيههم الوجهه الصحيحه لتجسيد العقيده والأخلاق والأحكام والمفاهيم الاسلاميه سلوكاً قي واقع الحياة ، وبناء وتربية الانسان المسلم وفق كتاب الله وسنّة رسوله " صل الله عليه واله " لايجاد شخصيات اسلاميه تحمل منار الهدايه والدعوه الى الاسلام فتشع على الآخرين العلم والعمل ، وتقودهم نحو الالتزام لتكوين تيّار اسلامي في المجتمع بعد أن طرأت عليه  عوامل التخريب والتحريف ، والقيام بمهمة التغيير والاصلاح الاجتماعي .
ونشاهد هذه الحقيقه متجسّده في سلوكهم وأخلاقهم " عليهم السلام " كما نشاهد هذا الاهتمام والاتجاه واضحاً في وصاياهم وتربيتهم لتلاميذتهم وأصحابهم ،
هذا الامام أبو جعفر محمد الباقر " عليه السلام " يزيح الشبهات التي روّجها بعض معاصريه ممن أرادوا تحريف الاسلام وهدمه :
من أنّ حبّ أهل البيت " عليهم السلام " والموالاة لهم يكفي الانسان المسلم ، ولا حاجه الى الالتزام بالفرائض وما أراد الله ،
يوضح لهم المنهج  الحق الذي يسير عليه أهل البيت " عليهم السلام " ، ويجب أن يسير عليه المسلمون ويلتزموا به .
وهو منهج العلم والاعتقاد الحق ، والعمل والتطبيق لكل ما جاء في القرآن ، وبلّغه نبي الهدى محمد " صل الله عليه واله " وسار عليه في حياته ، لنستمع له وهو يوضّح هذه الحقيقه بقوله :
(( والله ما معنا من الله براءه ، وما بيننا وبين الله قرابه ، ولا لنا على الله حجّه ، ولا يتقرّب الى الله إلأ بالطاعه ، فمن كان  منكم مطيعاً نفعته ولايتنا ، ومن كان منكم عاصياً لم تنفعه ولايتنا )) .
وروى عمرو بن سعيد بن هلال قال :
(( قلت لأبي جعفر " عليه السلام " جعلت فداك إنّّي لا أكاد ألقاك إلأ قي السنين فأصوني بشيء آخذ به ، قال : أوصيك بتقوى الله ، والورع والاجتهاد ، واعلم انّه لم ينفع ورع إلأ بالاجتهاد )) .
وأوصى الامام جعفر بن محمد الصادق " عليه السلام " أحد أصحابه أبا أسامه وأمره أن ينقل هذه الوصيه لأتباعه ، نقتطف من الوصيّه :
(( فاتّوا الله وكونوا زيناً ، ولا تكونواشيناً ، جرّوا إلينا كل مودّه ، وادفعوا عنّا كل قبيح ، فإنه ما قيل لنا فما نحن كذلك ، لنا حق في كتاب الله ، وقرابه من رسول الله ، وتطهير من الله ، وولاده طيّبه لا يدّعيهاأحد غيرنا إلأ كذّاب ، أكثروا ذكر الله ،  وذكر الموت ، وتلاوة لقرآن ، والصّلاةعلى النبيّ " صل الله عليه واله " فانً للصّلاة عليه عشر حسنات )) .
وأوصى الامام الصادق " عليه السلام " أحد أصحابه أسماعيل بن عمار بقوله : 
(( أوصيك بتقوى الله والورع ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانه ، وحسن الجوار ، وكثرة السجود ، فبذلك أمرنا محمد " صل الله عليه واله " )) .
وروى هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله " عليه السلام " يقول لحمران :
(( أنظر الى مّن هو دونك ، ولا تنظر الى مّن هو فوقك في المقدور ، فإنّ ذلك أقنع لك بما قسم لك ، وأحرى أن تستوجب الزياده من الله ، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين  أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين ، واعلم أنّه لا ورع أنفع  من اجتناب محارم الله ، والكفّ عن أذى المسلمين واغتيابهم ، ولا شيء أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ، ولا جهل أضرّ من العجب )) . 
وروى الصادق " عليه السلام " في صفة المؤمنين عن رسول الله " صل الله عليه واله " : أنّ رسول الله " صل الله عليه واله "
قال :
(( مّن ساءته سيّئته ،  وسرّته حسنته فهو مؤمن )) .
هذه صفة المسلم المثالي الملتزم كما سعى لصناعته وتربيته وتكوينه أهل البيت " عليهم السلام " ، وهذا هو منهجهم في بناء وتربية الأمّه المسلمه  والمجتمع المسلم ، وهذه دعوتهم التي خاطبوا بها أمّة محمد " صل الله عليه واله " الالتزام بكتاب الله ، وسنّة رسول الله " صل الله عليه واله " وبناء الحياة على أساس ذلك الهدى ، وهذا المنهج القويم ،
فما  أحرى المسلم أن يهتدي بهداهم ، ويقتدي بوصاياهم ، ويستمع الى تذكرتهم .
والحمد لله رب العالمين 


***********************


***********************

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم