بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال الله تعالى :
{ يأيّها الذين إمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوولي الأمر منكم }
إنّ السياسه الإسلاميه هي التي تسوس الإنسانيه وتدبرها وترزقها حياة طيبه لا مجال فيها للظلم والعصبيه والقوميه البغيضه ، وتخرج الأنسان من الظلمات الى النور وتحرّره من عبودية الشهوه وإليك بعض النصوص :
( أنّ عبد الشهوه أذلّ من عبد الرق ) .
( أنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآيء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) .
( قل أمر ربّي بالقسط ) .
والسياسه الإسلاميه تحطم التكاثر والتباهي بالكثره والتفاخر فردياً كان أو جمعياً .
فالأول : من خلال الآيه : ( فخرج على قومه في زينته ) .
والثاني : من خلال الآيه : ( تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمّه هي أربى من أمّه إنّما يبلوكم الله به ) و ( لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي .. الا بالتقوى ) الى غير ذلك من النصوص .
وقد تسأل : إنّ هذه النصوص من تفاصيل الإسلام وما ربطها بالسياسه ؟؟ .
أجبنا : ومن قال أنّ السياسه غير الدين بعد ما عرفناها من أنّها تدبير الخلق على جميع المستويات ، وهي ليست إلا تطبيق التعاليم الإسلاميه ومن هنا أطلق السيد عبد الكريم المدرس كلمته المشهوره : ( سياستنا عين دياتنا وديانتنا عين سياستنا ) .
الإسلام دين الكرامه ودين حفظ كرامات الآخرين على إختلاف طبقاتهم والكرامه تقتضي أنّ لا يعبد الإنسان ولا يطيع إلا خالقه الذي هو خالق كل شيء ولا يخضع إلا له ( قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين ) .
فطاعة الرسول " صل الله عليه واله " طاعه لله تعالى لأنّه هو الذي أرسله ( وما أرسلنا من رسول إلّا ليطاع بإذن الله ) .
وحيث أنّ ( والله يقول الحقّ وهو يهّدي السّبيل ) فأمر الله تعالى بإطاعة الرسول مسبوق بأنّ الرسول " صل الله عليه واله " حقّ أيضاً وقد جعله الله حقاً وعلّمه الحق فكان " صل الله عليه واله " مثالاً لله ومظهراً للتوحيد الأفعالي له تعالى : ( إنّ الّذين يبايعونك إنّما يباعون الله يد الله فوق أيديهم ) وكذلك ( وما رميت إذ رميت ولاكن الله رمىّ ) .
ثم في المرحله البعديه نقل سبحانه وتعالى الكلام وجوب الإطاعه الى أولي الأمر من بعد الرسول " صل الله عليه واله " إذ لهم ما له بعد أن ثبت أنً ما له يكون لله عزّ وجلّ ، وهذا واضح في قوله تعالى : ( يأيّها الذين إمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) .
وتقريب الدلاله للآيه : أنّه تعالى ثلّث الأمر أولاّ وثنّاه ثانياً ووحده ثالثاً ، لأنّه في أول قوله تعالى أوجب أطاعة الله وإطاعة الرسول وأولي الأمر ،
وفي الثاني جعل الحكم والمرجع الذي يرجعون إليه عن التنازع في أمرين :
أحداهما نفسه تعالى والثاني رسوله " صل الله عليه واله " ولم يذكر لأولي الأمر إسم ، لأنّ جميع شؤون أولي الأمر إنّما هي مبرزات شأن الرسول " صل الله عليه واله " ومظاهر سنّته وليس لغيره " صل الله عليه واله " شأن مستقل .
وفي ثالث فقره من قوله تعالى جعل المعيار والميزان في ذلك الطوع وهذا الرجوع أمر واحد لا ثاني له : ( وهو الإيمان بأنّ الله تعالى هو الأول الذي يصدر منه كل شيء والآخر الذي ينتهي إليه كل شيء فليس لغيره تعالى شأن مستقل وهذا هو التوحيد وعياً وإراده فتدبر ) .
اقول : لعل الأمر بالتدبر إشاره الى وحدة المطاع ورجوع الرسول والإمام اللذين هما ظل الحق الى ذات الحق فيبقى هو هو ، وحده وحده ، والله العالم .
وبعد أن وصلنا الى هذه المرحله أدركنا أنّ الحياة الإنسانيه الأجتماعيه لا تحقق بدون النظام ، إذ لابد من الرجوع الى الحاكم الشرعي الذي يرجعه اليه في حل المشاكل وبيده أزمّة أمور الناس وتنفيذها وحفظ ثغورها وجباية أموالها والذبّ عنها ودعوة الناس الى النفر والحرب وغير ذلك .
ويأتي الكلام هنا : إنّ هذا الشخص الحاكم من هو في عصر غيبة الإمام المعصوم " عليه السلام " كما هو عصرنا إذ حرمنا من رؤية شخص أمام زماننا فهل ينتقض غرض الله تعالى في جعل الخليفه وتقريب الناس الى الطاعه وإبعادهم عن المعصيه ؟
أو يوجد شخص بمواصفات خاصه تشبه خواص الإمام المعصوم غاية الأمر أنّها بدرجة أخف لأنّه لا يصل الى مقامهم " عليهم السلام " أحد ، ويجب أن يتوفر في هذا الشخص العلم والعداله ومعرفة الأمور والقدره على الإداره بما أنزل الله تعالى ومعرض عن حطام الدنيا ؟ .
وقد شرع هذا المنصب وهو مقام نيابة الإمام المعبر عنه في عصرنا بالمرجع بنصوص كثيره ليس هنا محل ذكرها .
إنّ السياسه الإسلاميه تعتقد أنّ الأمه أمانه وأنّ أمينها لأنّ الإسلام دين كرامه ومقتضى الكرامه الإسلاميه أن تكون الأمه أمانه في يد الأمين الذي لا يخونها أصلاً بل يعلمهم الكتاب والحكمه ويزكيهم ويهديهم الى صراط العزيز الحميد ويبيّن لهم ما جرى لهم وعليهم ويحفظ كيانهم ويطرد عنهم الفقر الفكري والمالي ويذبّ عن حريمهم ويسد ثغورهم ، قال الإمام الرضا " عليه السلام " :
( الإمامه زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، إنّ الإمامه أس الإسلام النامي وفرعه السامي ) .
هذه هي الإمامه وهذا هو الإمام فلابد أن يكون أميناً على ما أمّنه الله تعالى وهي أعظم أمانه إذ أمور الناس كلّها بيده سواء كانت الدينيه أو الدنيويه فهو الذي يلي أمور المسلمين والواجب عليه رعايتهم وعدم خيانتهم .
قال أمير المؤمنين " عليه السلام " : ( من إستهان بالأمانه ورتع في الخيانه ولم ينزّه نفسه ودينه عنها فقد أحلّ بنفسه الذلّ والخزي في الدنيا وهو في الآخره أذلّ وأخزى ، وإنّ أعظم الخيانه خيانة الأمه وأفظع الغش غش الأمه ) .
وقال " صلوات الله عليه " : ( أربعه من قواصم الظهر : أمام يعصي الله عزّ وجلّ ويطاع أمره ، وزوجه يحفظها زوجها وهي تخونه ، وفقر لا يجد صاحبه مداوياً ، وجار سوء في دار مقام ) .
هذا وإنّ الخيانه والغلول وإن كانا من الكبائر الموبقه لكل أحد إلا أنّهما للإمام السائس والذي يلي أمر المسلمين أشد وأدهى وأمر ، ولذا قال تعالى : ( وما كان لنبيّ أن يغلّ ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامه ثمّ توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) .
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد
القائد هو النبي ( ص ) ومن ينوب عنه
قال الله تعالى :
{ يأيّها الذين إمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوولي الأمر منكم }
إنّ السياسه الإسلاميه هي التي تسوس الإنسانيه وتدبرها وترزقها حياة طيبه لا مجال فيها للظلم والعصبيه والقوميه البغيضه ، وتخرج الأنسان من الظلمات الى النور وتحرّره من عبودية الشهوه وإليك بعض النصوص :
( أنّ عبد الشهوه أذلّ من عبد الرق ) .
( أنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآيء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) .
( قل أمر ربّي بالقسط ) .
والسياسه الإسلاميه تحطم التكاثر والتباهي بالكثره والتفاخر فردياً كان أو جمعياً .
فالأول : من خلال الآيه : ( فخرج على قومه في زينته ) .
والثاني : من خلال الآيه : ( تتّخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمّه هي أربى من أمّه إنّما يبلوكم الله به ) و ( لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي .. الا بالتقوى ) الى غير ذلك من النصوص .
وقد تسأل : إنّ هذه النصوص من تفاصيل الإسلام وما ربطها بالسياسه ؟؟ .
أجبنا : ومن قال أنّ السياسه غير الدين بعد ما عرفناها من أنّها تدبير الخلق على جميع المستويات ، وهي ليست إلا تطبيق التعاليم الإسلاميه ومن هنا أطلق السيد عبد الكريم المدرس كلمته المشهوره : ( سياستنا عين دياتنا وديانتنا عين سياستنا ) .
الإسلام دين الكرامه ودين حفظ كرامات الآخرين على إختلاف طبقاتهم والكرامه تقتضي أنّ لا يعبد الإنسان ولا يطيع إلا خالقه الذي هو خالق كل شيء ولا يخضع إلا له ( قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين ) .
فطاعة الرسول " صل الله عليه واله " طاعه لله تعالى لأنّه هو الذي أرسله ( وما أرسلنا من رسول إلّا ليطاع بإذن الله ) .
وحيث أنّ ( والله يقول الحقّ وهو يهّدي السّبيل ) فأمر الله تعالى بإطاعة الرسول مسبوق بأنّ الرسول " صل الله عليه واله " حقّ أيضاً وقد جعله الله حقاً وعلّمه الحق فكان " صل الله عليه واله " مثالاً لله ومظهراً للتوحيد الأفعالي له تعالى : ( إنّ الّذين يبايعونك إنّما يباعون الله يد الله فوق أيديهم ) وكذلك ( وما رميت إذ رميت ولاكن الله رمىّ ) .
ثم في المرحله البعديه نقل سبحانه وتعالى الكلام وجوب الإطاعه الى أولي الأمر من بعد الرسول " صل الله عليه واله " إذ لهم ما له بعد أن ثبت أنً ما له يكون لله عزّ وجلّ ، وهذا واضح في قوله تعالى : ( يأيّها الذين إمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) .
وتقريب الدلاله للآيه : أنّه تعالى ثلّث الأمر أولاّ وثنّاه ثانياً ووحده ثالثاً ، لأنّه في أول قوله تعالى أوجب أطاعة الله وإطاعة الرسول وأولي الأمر ،
وفي الثاني جعل الحكم والمرجع الذي يرجعون إليه عن التنازع في أمرين :
أحداهما نفسه تعالى والثاني رسوله " صل الله عليه واله " ولم يذكر لأولي الأمر إسم ، لأنّ جميع شؤون أولي الأمر إنّما هي مبرزات شأن الرسول " صل الله عليه واله " ومظاهر سنّته وليس لغيره " صل الله عليه واله " شأن مستقل .
وفي ثالث فقره من قوله تعالى جعل المعيار والميزان في ذلك الطوع وهذا الرجوع أمر واحد لا ثاني له : ( وهو الإيمان بأنّ الله تعالى هو الأول الذي يصدر منه كل شيء والآخر الذي ينتهي إليه كل شيء فليس لغيره تعالى شأن مستقل وهذا هو التوحيد وعياً وإراده فتدبر ) .
اقول : لعل الأمر بالتدبر إشاره الى وحدة المطاع ورجوع الرسول والإمام اللذين هما ظل الحق الى ذات الحق فيبقى هو هو ، وحده وحده ، والله العالم .
وبعد أن وصلنا الى هذه المرحله أدركنا أنّ الحياة الإنسانيه الأجتماعيه لا تحقق بدون النظام ، إذ لابد من الرجوع الى الحاكم الشرعي الذي يرجعه اليه في حل المشاكل وبيده أزمّة أمور الناس وتنفيذها وحفظ ثغورها وجباية أموالها والذبّ عنها ودعوة الناس الى النفر والحرب وغير ذلك .
ويأتي الكلام هنا : إنّ هذا الشخص الحاكم من هو في عصر غيبة الإمام المعصوم " عليه السلام " كما هو عصرنا إذ حرمنا من رؤية شخص أمام زماننا فهل ينتقض غرض الله تعالى في جعل الخليفه وتقريب الناس الى الطاعه وإبعادهم عن المعصيه ؟
أو يوجد شخص بمواصفات خاصه تشبه خواص الإمام المعصوم غاية الأمر أنّها بدرجة أخف لأنّه لا يصل الى مقامهم " عليهم السلام " أحد ، ويجب أن يتوفر في هذا الشخص العلم والعداله ومعرفة الأمور والقدره على الإداره بما أنزل الله تعالى ومعرض عن حطام الدنيا ؟ .
وقد شرع هذا المنصب وهو مقام نيابة الإمام المعبر عنه في عصرنا بالمرجع بنصوص كثيره ليس هنا محل ذكرها .
إنّ السياسه الإسلاميه تعتقد أنّ الأمه أمانه وأنّ أمينها لأنّ الإسلام دين كرامه ومقتضى الكرامه الإسلاميه أن تكون الأمه أمانه في يد الأمين الذي لا يخونها أصلاً بل يعلمهم الكتاب والحكمه ويزكيهم ويهديهم الى صراط العزيز الحميد ويبيّن لهم ما جرى لهم وعليهم ويحفظ كيانهم ويطرد عنهم الفقر الفكري والمالي ويذبّ عن حريمهم ويسد ثغورهم ، قال الإمام الرضا " عليه السلام " :
( الإمامه زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، إنّ الإمامه أس الإسلام النامي وفرعه السامي ) .
هذه هي الإمامه وهذا هو الإمام فلابد أن يكون أميناً على ما أمّنه الله تعالى وهي أعظم أمانه إذ أمور الناس كلّها بيده سواء كانت الدينيه أو الدنيويه فهو الذي يلي أمور المسلمين والواجب عليه رعايتهم وعدم خيانتهم .
قال أمير المؤمنين " عليه السلام " : ( من إستهان بالأمانه ورتع في الخيانه ولم ينزّه نفسه ودينه عنها فقد أحلّ بنفسه الذلّ والخزي في الدنيا وهو في الآخره أذلّ وأخزى ، وإنّ أعظم الخيانه خيانة الأمه وأفظع الغش غش الأمه ) .
وقال " صلوات الله عليه " : ( أربعه من قواصم الظهر : أمام يعصي الله عزّ وجلّ ويطاع أمره ، وزوجه يحفظها زوجها وهي تخونه ، وفقر لا يجد صاحبه مداوياً ، وجار سوء في دار مقام ) .
هذا وإنّ الخيانه والغلول وإن كانا من الكبائر الموبقه لكل أحد إلا أنّهما للإمام السائس والذي يلي أمر المسلمين أشد وأدهى وأمر ، ولذا قال تعالى : ( وما كان لنبيّ أن يغلّ ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامه ثمّ توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :