بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وصية العلامه الحلي "رحمه الله"
نبذه عن حياة الموصي :
هو الشيخ جمال الدين ابو منصور بن يوسف المطهر المعروف ب " العلامه الحلي " . ولد في الحله عام 648 هجريه وتوفي عام 726 هجريه . ودفن في " النجف الاشرف " .
كان من اعاظم علماء الشيعه فتبحره في كافة العلوم مشهور حتى ان لقب " العلامه " على الاطلاق لا يطلق الا عليه .
من مؤلفاته :
1 - الالفين , 2 - الباب الحادي عشر , 3 - تذكرة الفقهاء , 4 - قواعد الاحكام .
تشرف العلامة الحلي برؤية الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) :
ذكر صاحب ( قصص العلماء ) قال: سمعت من الملا صفر علي اللاهيجي: أن أستاذه المرحوم الآقا سيد محمد بن الآقا سيد علي صاحب ( المناهل ) حكى عن العلامة الحلي قال :
كان العلامة الحلي في إحدى ليالي الجمعة قد تشرف بزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) وكان لوحده راكباً على حماره وبيده سوط ، وفي أثناء الطريق صاحبه شخص عربي وكان راجلاً ، ثم تكلما في المسائل العلمية ، والعلامة يسأله عن مشكلاته في العلوم واحدة تلو الأخرى ، وكان هذا الشخص يجيب عليها ويقوم بحلها حتى انجر الحديث إلى إحدى المسائل فأفتى ذلك الشخص بخلاف ما يراه العلامة الحلي وقال : لم يرد حديث عندنا يؤيد هذه الفتوى
فقال الرجل : (إن حديثاً في هذا الباب قد ذكره الشيخ الطوسي في ـ التهذيب ـ فتصفح كتاب التهذيب، وفي الصفحة الفلانية والسطر الفلاني تجده مذكوراً).
فأخذت العلامة الحيرة ، من يكون هذا الشخص ؟
فسأل الرجل وقال : هل يمكن في زمان الغيبة الكبرى أن نرى صاحب الأمر (عليه السلام) أو لا ؟
وفي هذه الأثناء سقط السوط من يد العلامة ، فأخذ الرجل السوط من الأرض ووضعه بيد العلامة وقال : ( وكيف يمكن أن يرى صاحب الزمان (عليه السلام) والحال أن يده في يدك ) .
فسقط العلامة وبدون اختيار من حماره إلى الأرض وهو يقبل قدمي الإمام (عليه السلام) وأغمي عليه ، ولما انتبه لم ير أحداً ، وبعد أن رجع إلى البيت تصفح كتاب ( التهذيب ) فوجد الحديث المذكور في تلك الصفحة وذلك السطر، كما دله عليه .
وبعد ذلك كتب العلامة بخطه على حاشية كتاب (التهذيب): وهذا الحديث هو الذي أرشدني إليه صاحب الأمر..
هذا هو علامة الشيعة ابن المطهر الحلي ، و قد ظهرت له عدة مزايا ، منها شهرته بحسن الاخلاق و ذكاؤه المفرط وعلمه الموسوعي وغزارة تصنيفه و تنوعه و سرعته و تصنيفه المنهجي لسائر المراحل الدراسية في شتى ابواب العلوم الاسلامية . و قد مثل ابن المطهر ايضا مرحلة هامة و بارزة في تاريخ الفكر الشيعي على ثلاثة ميادين .
الاول : الحديث و علومه . الثاني : علم الاصول . الثالث : الاصلاح الديني ونشر مذهب اهل البيت عليهم السلام ، وكان ابن المطهر بعد ذلك اول عالم شيعي يستبصر السلطان على يديه ، ويعلن الدين الرسمي هو مذهب اهل البيت (عليهم السلام ) بعدما كان يتسلط على رقاب الناس السلفية ، وهذا كله ببركة العلامة الحلي ، فيجد امامه الابواب مفتحة للمناظرات الحرة و الحوار الحر و التاليف الحر حتى توفي السلطان و عاد المغول الى حالهم الاول في الظلم و الفساد فانحسر نشاطه و عاد الى بلدته الحلة و قصر عمله على التدريس و التاليف و لم يخرج من بلدته الى الا حاجا حتى توفاه الاجل .
و في تاريخ الفكر الاسلامي عامة كان ابن المطهر صاحب اوسع موسوعة اسلامية في الفقه المقارن ، اسماها منتهى المطالب في تحقيق المذاهب التي زخرت بالفقه الاستدلالي ايضا اضافة الى ضمها اقوال مشاهير الفقهاء من الصحابة و التابعين وائمة المذاهب في كل مسالة من المسائل .
فهو مفخرة التاريخ لجميع الاجيال
الاول : الحديث و علومه . الثاني : علم الاصول . الثالث : الاصلاح الديني ونشر مذهب اهل البيت عليهم السلام ، وكان ابن المطهر بعد ذلك اول عالم شيعي يستبصر السلطان على يديه ، ويعلن الدين الرسمي هو مذهب اهل البيت (عليهم السلام ) بعدما كان يتسلط على رقاب الناس السلفية ، وهذا كله ببركة العلامة الحلي ، فيجد امامه الابواب مفتحة للمناظرات الحرة و الحوار الحر و التاليف الحر حتى توفي السلطان و عاد المغول الى حالهم الاول في الظلم و الفساد فانحسر نشاطه و عاد الى بلدته الحلة و قصر عمله على التدريس و التاليف و لم يخرج من بلدته الى الا حاجا حتى توفاه الاجل .
و في تاريخ الفكر الاسلامي عامة كان ابن المطهر صاحب اوسع موسوعة اسلامية في الفقه المقارن ، اسماها منتهى المطالب في تحقيق المذاهب التي زخرت بالفقه الاستدلالي ايضا اضافة الى ضمها اقوال مشاهير الفقهاء من الصحابة و التابعين وائمة المذاهب في كل مسالة من المسائل .
فهو مفخرة التاريخ لجميع الاجيال
الوصيه :
وهي موجوده في آخر كتاب" قواعد الاحكام " وقد كتبها لولده محمد "قدس سره" وهي :
{ اعلم يا بني اعانك الله تعالى على طاعته ووفقك لفعل الخير وملازمته . وارشدك الى ما يحبه ويرضاه . ويبلغك ما تامله من الخير وتتمناه . واسعدك الله في الدارين . وحباك بكل ما تقر به العين . ومدّ لك في العمرالسعيد والعيش الرغيد . وختم اعمالك بالصالحات ورزقك اسباب السعادات . وافاض عليك من عظائم البركات . ووقاك الله كلّ محذور ودفع عنك الشرور .
اني لخصت لك في هذا الكتاب لبّ فتاوي الاحكام , وبيّنت لك فيه قواعد شرائع الاسلام بالفاظ مختصره وعبارات محّرره . واوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد , وذلك بعد ان بلغت من العمر الخمسين ودخلت في عشر الستين , وقد حكم سيّد البرايا "صل الله عليه واله" بانها مبدأ اعتراك المنايا , فان حكم الله تعالى عليّ فيها بأمره وقضي عليّ فيها بقدره وانفذ ما حكم به على العباد منها والباد .
فاني أوصيك كما أفترضه الله تعالى عليّ من الوصيه , وأمرني به حين ادراك المنيه , بملازمة تقوى الله تعالى فانّها السنّه القائمه والفريضه اللازمه , والجنه الواقيه والعدّه الباقيه وانفع ما أعدّه الانسان ليوم تشخص فيه الابصار ويعدم عنه الانصار .
وعليك باتباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانيه , وصرف اوقاتك في اقتناء الفضائل العلميه , والاتقاء عن حضيض النقصان الى ذروة الكمال , والارتفاع الى اوج العرفان عن مهبط الجهال , وبذل المعروف ومساعدة الاخوان ومقابلة المسيء منهم بالاحسان والمحسن بالامتنان .
وأياك ومصاحبة الارذال ومعاشرة الجهال فانها تفيد خلقآ ذميمآ وملكه رديه .
بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة العلماء ومجالسة الفضلاء فانها تفيد استعدادآ تامآ لتحصيل الكمالات وتثمر لك ملكة راسخه لاستنباط المجهولات وليكن يومك خيرآ من المسك .
وعليك بالصبر والتوكل والرضا .
وحاسب نفسك في كل يوم وليله .
واكثر من الاستغفار لربك .
واتق دعاء المظلوم خصوصآ اليتامى والعجائز , فان الله تعالى لا يسامح بكسر كسير .
وعليك بصلاة الليل فان رسول الله "صل الله عليه واله" حث عليها وندب اليها وقال : { من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنه } .
وعليك بصلة الرحم , فانها تزيد العمر .
وعليك بحسن الخُلق فأن رسول الله "صل الله عليه واله" قال : [ أنّكم لن تسعوا الناس باموالكم فسعوهم باخلاق كم ] .
وعليك بصل الذريّه العلويه , فان الله تعالى قد أكد الوصيه فيهم وجعل مودتّهم أجر الرساله والارشاد , فقال الله تعالى : { قل لا اسئلكم عليه أجرآ الا الموده في القربى } .
وقال رسول الله "صل الله عليه واله : [ اني شافع يوم القيامه لاربعة اصناف ولو جاؤوا بذنوب اهل الدنيا : رجل نصر ذريتي , ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق , ورجل احب ذريتي باللسان والقلب , ورجل سعى في حوائج ذريّتي اذا طرّدوا او شرّدوا ] .
قال الصادق "عليه السلام" : { اذا كان يوم القيامه نادى مناد : ايه الخلائق انصتوا فان محمد "صل الله عليه واله" يكلمكم , فينصت الخلائق فيقوم النبي "صل الله عليه واله" فيقول : يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد او منّه او معروف فليقم حتى اكافيه فيقولون : بآبائنا وامهاتنا وايّ يد وايّ منه وايمعروف لنا , بل اليد والمنه والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق , فيقول : بل من آوى احدآ من اهل بيتي او برهم او كساهم من عرى او اشبع جاعئهم فليقم حتّى أكافيه , فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي انداء من عند الله : يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم اليك فاسكنهم من الجنه حيث شئت فيسكنهم في الوسيله حيث لا يحجبون عن محمد واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين } .
وعليك بتعظيم الفقهاء وتكرمة العلماء ، فان رسول الله "صل الله عليه واله" قال : [ من أكرم فقيهآ مسلمآ لقى الله يوم القيامه وهو عنه راض ، ومن أهان فقيهآ مسلمآ لقى الله يوم القيامه وهو عليه غضبان ] وجعل النظر الى وجه العالم عباده ، والنظر الى باب العالم عباده ، ومجالسة العالم عباده ] .
وعلك بكثرة الاجتهاد ف ازدياد العلم والتفقه في الدين ، فأن أمير المؤمنين "عليه السلام قال لولده : { تفقه في الدين فان الفقهاء ورثة الانبياء ، وان طالب العلم ليستغفر له من في السموات ومن في الارض حتى الطير في الهواء والحوت في البحر ، وان الملائكه لتضع اجنحتها لطالب العلم رضآ به } .
واياك وكتمان العلم ومنعه من المستحقين لبذله ، فان الله تعالى يقول : [ ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اؤلئك يلعنه الله ويلعنهم اللآعنون ] .
قال رسول الله "صل الله عليه واله" : { اذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله تعالى } .
وقال : { لا تؤتوا الحكمه غير اهلها فتظلموها ولا تمنعوها اهلها فتظلموهم } .
وعليك بتلاوة كتاب الله العزيز والتفكر في معانيه ، وامتثال اوامره ونواهيه وتتبع الاخبار النبويه والآثارالمحمديه ، والبحث عن معانيها واستقصاء النظر فيها ، وقد وضعت لك كتبآ متعدده في ذلك كلّه .
هذا ما يرجع اليك .
واما ما يرجع اليّ ويعود نفعه عليّ :
فان تتعهدني بالرحم في بعض الاوقات .
وان تهدي اليّ ثواب بعض الطاعات والانفال ولا تقلل من ذكري فينسبك اهل العزم الى العجز بل اذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك واقض ما عليّ من الديون الواجبه والتعهدات اللازمه ، وزر قبري بقدر الامكان ، واقرأ عليه شيئآ من القرآن .
وكل كتاب صنفته وحكم الله تعالى بامره قبل اتمامه فاكمله واصلح ما تجده فيه من الخلل والنقصان والخطأ والنسيان .
هذه وصيتي اليك والله خليفتي عليك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، والله اعلم بالصواب .
ملاحظه : اشعر وكانه يوصينا نحن اضافه الى ابنه ، فعلينا بذل الجهد للعمل بها والاستفاده من ثمرات ثوابها .
والحمد لله رب العالمين
{ اعلم يا بني اعانك الله تعالى على طاعته ووفقك لفعل الخير وملازمته . وارشدك الى ما يحبه ويرضاه . ويبلغك ما تامله من الخير وتتمناه . واسعدك الله في الدارين . وحباك بكل ما تقر به العين . ومدّ لك في العمرالسعيد والعيش الرغيد . وختم اعمالك بالصالحات ورزقك اسباب السعادات . وافاض عليك من عظائم البركات . ووقاك الله كلّ محذور ودفع عنك الشرور .
اني لخصت لك في هذا الكتاب لبّ فتاوي الاحكام , وبيّنت لك فيه قواعد شرائع الاسلام بالفاظ مختصره وعبارات محّرره . واوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد , وذلك بعد ان بلغت من العمر الخمسين ودخلت في عشر الستين , وقد حكم سيّد البرايا "صل الله عليه واله" بانها مبدأ اعتراك المنايا , فان حكم الله تعالى عليّ فيها بأمره وقضي عليّ فيها بقدره وانفذ ما حكم به على العباد منها والباد .
فاني أوصيك كما أفترضه الله تعالى عليّ من الوصيه , وأمرني به حين ادراك المنيه , بملازمة تقوى الله تعالى فانّها السنّه القائمه والفريضه اللازمه , والجنه الواقيه والعدّه الباقيه وانفع ما أعدّه الانسان ليوم تشخص فيه الابصار ويعدم عنه الانصار .
وعليك باتباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانيه , وصرف اوقاتك في اقتناء الفضائل العلميه , والاتقاء عن حضيض النقصان الى ذروة الكمال , والارتفاع الى اوج العرفان عن مهبط الجهال , وبذل المعروف ومساعدة الاخوان ومقابلة المسيء منهم بالاحسان والمحسن بالامتنان .
وأياك ومصاحبة الارذال ومعاشرة الجهال فانها تفيد خلقآ ذميمآ وملكه رديه .
بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة العلماء ومجالسة الفضلاء فانها تفيد استعدادآ تامآ لتحصيل الكمالات وتثمر لك ملكة راسخه لاستنباط المجهولات وليكن يومك خيرآ من المسك .
وعليك بالصبر والتوكل والرضا .
وحاسب نفسك في كل يوم وليله .
واكثر من الاستغفار لربك .
واتق دعاء المظلوم خصوصآ اليتامى والعجائز , فان الله تعالى لا يسامح بكسر كسير .
وعليك بصلاة الليل فان رسول الله "صل الله عليه واله" حث عليها وندب اليها وقال : { من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنه } .
وعليك بصلة الرحم , فانها تزيد العمر .
وعليك بحسن الخُلق فأن رسول الله "صل الله عليه واله" قال : [ أنّكم لن تسعوا الناس باموالكم فسعوهم باخلاق كم ] .
وعليك بصل الذريّه العلويه , فان الله تعالى قد أكد الوصيه فيهم وجعل مودتّهم أجر الرساله والارشاد , فقال الله تعالى : { قل لا اسئلكم عليه أجرآ الا الموده في القربى } .
وقال رسول الله "صل الله عليه واله : [ اني شافع يوم القيامه لاربعة اصناف ولو جاؤوا بذنوب اهل الدنيا : رجل نصر ذريتي , ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق , ورجل احب ذريتي باللسان والقلب , ورجل سعى في حوائج ذريّتي اذا طرّدوا او شرّدوا ] .
قال الصادق "عليه السلام" : { اذا كان يوم القيامه نادى مناد : ايه الخلائق انصتوا فان محمد "صل الله عليه واله" يكلمكم , فينصت الخلائق فيقوم النبي "صل الله عليه واله" فيقول : يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد او منّه او معروف فليقم حتى اكافيه فيقولون : بآبائنا وامهاتنا وايّ يد وايّ منه وايمعروف لنا , بل اليد والمنه والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق , فيقول : بل من آوى احدآ من اهل بيتي او برهم او كساهم من عرى او اشبع جاعئهم فليقم حتّى أكافيه , فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي انداء من عند الله : يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم اليك فاسكنهم من الجنه حيث شئت فيسكنهم في الوسيله حيث لا يحجبون عن محمد واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين } .
وعليك بتعظيم الفقهاء وتكرمة العلماء ، فان رسول الله "صل الله عليه واله" قال : [ من أكرم فقيهآ مسلمآ لقى الله يوم القيامه وهو عنه راض ، ومن أهان فقيهآ مسلمآ لقى الله يوم القيامه وهو عليه غضبان ] وجعل النظر الى وجه العالم عباده ، والنظر الى باب العالم عباده ، ومجالسة العالم عباده ] .
وعلك بكثرة الاجتهاد ف ازدياد العلم والتفقه في الدين ، فأن أمير المؤمنين "عليه السلام قال لولده : { تفقه في الدين فان الفقهاء ورثة الانبياء ، وان طالب العلم ليستغفر له من في السموات ومن في الارض حتى الطير في الهواء والحوت في البحر ، وان الملائكه لتضع اجنحتها لطالب العلم رضآ به } .
واياك وكتمان العلم ومنعه من المستحقين لبذله ، فان الله تعالى يقول : [ ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اؤلئك يلعنه الله ويلعنهم اللآعنون ] .
قال رسول الله "صل الله عليه واله" : { اذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله تعالى } .
وقال : { لا تؤتوا الحكمه غير اهلها فتظلموها ولا تمنعوها اهلها فتظلموهم } .
وعليك بتلاوة كتاب الله العزيز والتفكر في معانيه ، وامتثال اوامره ونواهيه وتتبع الاخبار النبويه والآثارالمحمديه ، والبحث عن معانيها واستقصاء النظر فيها ، وقد وضعت لك كتبآ متعدده في ذلك كلّه .
هذا ما يرجع اليك .
واما ما يرجع اليّ ويعود نفعه عليّ :
فان تتعهدني بالرحم في بعض الاوقات .
وان تهدي اليّ ثواب بعض الطاعات والانفال ولا تقلل من ذكري فينسبك اهل العزم الى العجز بل اذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك واقض ما عليّ من الديون الواجبه والتعهدات اللازمه ، وزر قبري بقدر الامكان ، واقرأ عليه شيئآ من القرآن .
وكل كتاب صنفته وحكم الله تعالى بامره قبل اتمامه فاكمله واصلح ما تجده فيه من الخلل والنقصان والخطأ والنسيان .
هذه وصيتي اليك والله خليفتي عليك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، والله اعلم بالصواب .
ملاحظه : اشعر وكانه يوصينا نحن اضافه الى ابنه ، فعلينا بذل الجهد للعمل بها والاستفاده من ثمرات ثوابها .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :