السير والسلوك على نهج الكتاب والعتره !!! المحاضره الرابعه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

التوبه 
ـــــــــــــــــ

تعريفها : ترك المعاصي في الحال , والعزم على تركها في المستقبل , وتدارك ما كان قد ارتكبه في المستقبل , ونشر بسط الوفاء
وجوبها : لا شك في وجوبها , للايه الكريمه : (( وتوبوا الى الله جميعآ أيه المؤمنون )) .
فوريتها : يمكن الاستدلال على فوريتها بالروايه التاليه : عن ابي بصير قال : سمعت ابا عبد الله - عليه السلام - يقول : (( اذا اذنب الرجل حرج في قلبه نكته سوداء , فان تاب انمحت وان زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها ابدآ )) .
فهو كشارب السم اذا لم يبادر مباشره لعلاجه وازالة تاثيره فانه يموت في الحال , مع ملاحظة ان موت البدن اهون من موت النفس , اذ ميت البدن قد يحرز الاخره ونعيمها , اما ميت النفس فقد خسر الدنيا والاخره .
قبل كل شيء لابد للانسان ان يعترف امام الله عز وجل بانه مذنب - ولو بدرجه من الدرجات - لان هناك الكثير ممن يشعر بانه ليس بصاحب ذنب , فهو يابى ان يعترف به , من اين ياتي الذنب وانا اراقب نفسي في كل حركه وسكنه ؟؟!!
ومثل هؤلاء نقول لهم :
ان الذنوب يمكن ان نذكر لها انواع , والتوبه من كل ذنب بحسبه :
1 - ارتكاب المعصيه : ولها توبه بحسبها , وهي الاقلاع عن تلك المعاصي , وعدم العود لها , قال تعالى : (( انما التوبه للذين يعملون السوء بجهاله ثم يتوبوا من قريب فاؤلئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمآ حكيما )) .
2 - الهّم بفعل المعصيه والتفكير فيها : فانها ذنب ولها توبه اعلى رتبه من الاولى , وهي ان يترك حتى الهّم لفعل المعصيه والتفكير فيها ,
ان الله عز وجل وصاحب العصر - عليه السلام مطلعون حتى على تفكيره فيستحي ان يكون في حكومة من يعلم انه مذنب .
 قال تعالى : (( وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله )) وقد اختلف المفسرون في تفسير ( او تخفوه ) لانها تتعارض مع بعض النصوص التي تذكر بان العقاب على ما وقع من فعل الانسان لا على من يسره في نفسه ,
فالمحاسبه فرع وقوع الذنب وهو مندرج تحت مفهوم ( ان تبدوا ) لا مفهوم ( او تخفوه ) , الا ان بعض اهل التحقيق ذكروا : ان الله يحاسب على الذنب الخفي لان التفكير بالذنب دلاله على خبث السريره ,
اما كيفية المحاسبه فهو يجعل بعض الناس - كالعرفاء - بل حتى بعض المؤمنين من اصحاب النفوس الصافيه - يعرفون ذلك في وجوهم فيبدوا لهم حقيقة عمله على صورته الحقيقيه .
3 - القصور في معرفة الله سبحانه وتعالى : بمعنى اننا هل عرفناه سبحانه وتعالى حق معرفته ؟؟ .. وهل عرفنا ما هي صفات الجمال والجلال ومظهريتهما ؟؟ .. او لسنا بحاجه الى ان نعرفه ببرهان الصديقين - الذي ذكره الامام الحسين عليه السلام في دعاء عرفه حيث يقول ( بك عرفتك ) . وايضآ ذكره الامام علي عليه السلام في دعاء الصباح حيث يقول : ( يا من دل على ذاته بذاته ) .
لا بالبرهان الاني الذين يستدلون بالاثار المحتاجه له سبحانه ؟؟ .
والامام الحسين - عليه السلام - ينتقد هذه الطريقه ( البرهان الاني ) في المعرفه حيث يقول في دعائه : (( كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك أيكون لغيرك من الظهر ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك عميت عين لا تراك عليها رقيبآ وخسرت صفقه عبد لم تجعل له من حبك نصيبآ الهي أمرت بالرجوع الى الاثار فارجعني اليك بكسوة الانوار وهدايه الاستبصار حتى ارجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون السر عن النظر اليها ومرفوع الهمه عن الاعتماد عليها انك على كل شيء قدير ))
وما احسن ما جاء في دعاء الامام السجاد - عيه السلام - : (( اللهم اني اعتذر اليك من جهلي واستوهبك سوء فعلي فاضممني الى كنف رحمتك تطولآ واسترني بستر عافيتك تفضلآ . اللهم واني اتوب اليك من كل ما خالف ارادتك او زال عن محبتك من خطرات قلبي ولحظات عيني وحكايات لساني توبةً تسلم بها كل جارحه على حيالها من تبعاتك وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك )) .
والحمد لله رب العالمين


***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم