الطريق الى الله / 1



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
تنويه :
تلك سلسلة محاضرات توضح الطريق الى الله باسلوب مبسط وواضح ، حيث نرى  هنا  وهناك من ابهر الناس بمصطلحات رنانه وكلام  فيه غموض واخرى يشرح آيات للقران الكريم ويستنتج اشياء تبهر السامع بدون ان يوضح له ما يقصد ، وهنا يكون تركيز السامع لتلك الطروحات بل قد تكون مقصده وينسى الطريق الى الله ، وهناك من يعطي اوراد وتسبيحات  ضمن محاضره تضم جموع غفيره من المستمعين ويقول لهم من يريد الوصول الى الله فليأخذ بها . وقد تناسى تباينهم في تصفية انفسهم  واصبح همهم التسبيح وليس تصفية النفس من الامراض . وهو يتصور ان الوصول الى الله بالتسبيحات وليس بالاخلاق الاسلاميه التي تحلى بها نبينا محمد " صل الله عليه واله " والائمه الاطهار " عليهم السلام " الظاهر انها بروز عضلات والادهى انه ينشرها على اليوتيوب .
نحن نرى وبصدق ان من يريد الوصول الى الله فعليه اولاً بالاخلاق الاسلاميه وهي كفيله بايصاله الى اعلى الدرجات لذلك ركزنا في اكثر المحاضرات بل ونحث على طلب كتب الاخلاق والعمل بما فيها وهي الكفيله بتنوير الطريق والسمو بصاحبها الى الافاق العاليه
ونسال الله ان يوفقنا لاكمال تلك السلسله الاخلاقيه التي سميناها { الطريق الى الله }  والتي اوجها لنفسي اولاً ولاخوتي في الله عسى ان ينتفع بها من ينتفع والله ولى التوفيق . ونسالكم الدعاء

اعلم يا اخي : هناك  صله بين الأنسان وربه  ، والانسان  يزداد أدراكه لها كلما تقدم في كماله النسبي  المقدر له ، ولا يكمل الأنسان كماله المقدر له إلا أذا سار على الخط الذي رسمه الله له في تشريعه العظيم الحكيم ، ذلك التشريع الذي جهد الانبياء  وأوصياؤهم وتابعوهم في عرضه على مجتمعاتهم بالتلويح لهم مره وبالتصريح أخرى .
وقد حرص الانبياء على أبعاد العراقيل التي توضع أمام المسيره الكبرى لدعوة الله  كلما وسعهم المجال ، متبعين الحكمه في تبيان دعوه الله وحمل الناس عليها .
تلك الدعوه الإلهيه المتمثله ( بالديانات السماويه ) والتي اخذت أسماء وعنواوين مختلفه على مر العصور والازمان ، واكثرها شيوعاً هي الاديان المعروفه ( الدين اليهودي ، والدين المسيحي ، والدين الاسلامي ) اما البقيه فهي مجرد تعاليم وتوجيهات مخصوصه بافراد او مجموعات قد اقتضت الحاجه الى توجيهم وارشادهم الى طريق الصواب ،  وتلك الاديان كلها تمثل ( دعوة الله )  الى الانسان  على مر السنين ، وقد رعت  نمو الأنسان وأخذت بالاعتبار ضعفه وحاجته ومقدار تحمله  في ألتزام الاحكام وضبط النفس في تصرفاته . فحسبت لذلك حساب دقيق في الدين الحق والفطره ، بحيث تأخذ بيده الى التكامل والتسامي والارتفاع ،
وقول الرسول الاكرم " صل الله عليه واله : { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق } وقوله " صل الله عليه واله " { جاء موسى بعين ، وجاء عيسى بعين ، وجئت بعينين أثنين } .
نفهم من ذلك أن الرسول الاكرم " صل الله عليه واله " بعث ليتم عملاً قائماً قد عمل به الأنبياء والصالحون { البناة } قبله بأمر الله ومشيئته ورعايته .
وبعد أن عمل كل الانبياء والصالحون كلاً حسب أستطاعته وحسب ماهيء لهم من مجال تباعاً .
جاء دور الرسول الخاتم " صل الله عليه واله " ليكمل { البناء } وليعلن للبشريه الصيغه الأخيره للأنسان الأمثل ، ويقدم النماذج الحيّه في ذلك ، ليعرف كل واحد تكليفه إزاء المرحله الأخيره من مراحل نمو الأنسان .
وما دامت الدعوه  موجه للانسان فلابد أن تلاحظ فيه أنه إنسان له جسم وروح ونفس  وعقل .
وتلك ( الدعوه الإلهيه )  أخذت بالاعتبار حالة الانسان  وتدرجه الزمني في تطوره الحضاري ، فللأنسانيه ككل تدرج وإرتقاء كالتدرج الذي يمر به الأنسان الفرد ، من حيث أنه يبدأ حياته صغيراً مستعداً للأكتساب ثم يرتقي في ذلك كلما تقدم ، ولم تغفل مقومات وجوده الاساسيه ، إنها لم تغفل عن متطلبات الجسد الأساسيه في الإنسان ، وهي تسمو بروحه الى الارتفاع والصعود ، كما لا يمكن أن تلغي منطق العقل وهي ترعى نزعات النفس وعواطفها وغرائزها ، فلابد لها من مراعات ذلك جميعاً ، ولابد من التهذيب ، والتوفيق بين جميع القوى في الإنسان مادامت الدعوه الإلهيه موجهه اليه .
الإنسان هو هذا { المركب المجموع } وهو بطبعه اجتماعياً ، ولم يكن كائناً  فذاً معلقاً في الهواء ، بل هو إنسان يلتقي بالناس وبسائر الكائنات التي معه وفي حدوده ، فيؤثر عليهم ويتأثر بهم ، ويأخذ منهم ويعطيعهم ، الأخذ الذي لم يقتصر على زمانه فحسب ، واما يمتد أمده منذ اليوم الأول الذي وجد فيه الإنسان .
لذلك كانت دعوة الله { بناء الإنسان } تعاهده المصلحون منذ  اليوم لوجود الإنسان  فالحكمه  إقتضت منذ خلق الإنسان نزول النبوه عليه .
أجل إنها { بناء } يمتد في ابعاده الى الإنسان الأول إشترك فيه أبو البشر آدم ، وأستمر { البناة }  من نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان وكل الأنبياء قبلهم وبعدهم واوصيائهم والخلص من اتباعهم ، فلكل من هؤلاء دوره في الأسهام في هذا { البناء } الضخم البعيد  الزمان .
ويتضح لنا أكثر من قول سيد الرسل " صل الله عليه واله " : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، فأنّ كلمة { أتمم } لها مدلولها التحديدي في تعريف الغايه التي من أجلها بعث الرسول الخاتم " صل الله عليه واله " .
فأذا عرفنا ذلك أدركنا بوضوح أن لله سبحانه طريقاً رسمه للبشريه وخطاً مستقيماً أراد لهم أن يسيروا عليه ، ويتبعوا خطى دعاته ، فلا يزيغون عن حدوده وهو طريق واحد على مدى العصور ، يضيق أحياناً ويتسع أخرى  تبعاً للحكمه في مصلحة الإنسان .
وهو هو  في كل زمان ومكان لا يتعرج ولا يلتوي ، وإنما يتلوى المنحرفون عنه  ويبعد الزائغون عن سننه .

وهذا الخط العريض والطريق الأعظم { الطريق الى الله } هو الصراط المستقيم ، سار عليه من لدن آدم عليه السلام الى نبينا محمد " صل الله عليه واله "
ومن هذا العرض الخاطف تتبين بعض الخصائص لدعوة الله تبارك وتعالى فمنها إنّها : -
1 - إنها واحده على مدى العصور :
{ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا اليك ، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ، كبر على المشركين ما تدعوهم اليه ، الله يجتبي اليه ما يشاء ، ويهدي اليه من ينيب ، وما تفرقوا إلا بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم }
فهي واحده من حيث المبدأ والمعاد ، وفي الوسيله والمقصد والمعتقدات  والتعاليم أيضاً ، وتعاليم الأنبياء وإن إختلفت فيما بينها تبعاً لما تقتضيه حاجة الإنسان وطبقاً لما تفرضه مصلحته ، ولكنها تتسم بالطابع الواحد في مناهجها وروحانيتها العاليه .
2 - ومن خصائصها إنها فطريه :
فلا تكون تكاليفها فوق الطاقه ولا تكبت ما جبل عليه الإنسان من غرائز ، ولا تغفل من حسابها ما عليه الإنسان من حاجات ، بل تقدرها وتزنها وزناً محكماً  حين تفرض في تشريعها فروضها المختلفه قال تعالى :
{ فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
للموضوع بقيه في المحاضره القادمه ان شاء الله
والحمد لله رب العالمين





























































































































































































































































































































































































































































































































































































***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم