متفرقات في السير والسلوك / 10

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد





نار الشوق 



تلك حكماً وأقوالاً وقصصاً منتخبه من مختلف المصادر جرّبتها واعتقد بها قلباً وقالباً ، وأراها مؤثره ومفيده لمختلف درجات السالكين ، عسى أن يأخذوا بها ويتنوّر باطنهم وقلبهم منها وبالاستمداد والاستلهام الروحي من هذه المطالب وبأدعيتهم الخالصه لي أرتفع ويرتفعون درجه قرباً منه سبحانه ومن أنبيائه وأوليائه في الحياة الدنيا وبعد الممات ، والله وراء القصد .


نسأل الله أن تكون القصص والمواعض نور يُشرق به قلب المؤمن ، يكون له كالدليل إلى رضوان الله سبحانه وتعالى . 



اختيار الأقرب الى الإخلاص :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال السيّد ابن طاووس " قدس سرّه " :


اعلم أنّ الإنسان على نفسه بصيره ، فإن وجد بما آراه الله جلّ جلاله من البصائر المنيره أنّ صلاة العيد في الجماعه أبلغ في الاخلاص والطاعه فليبادر الى ما فيها رضى الربّ الرحيم والفضل العظيسيم ، ومن عرف أنّ صلاة العيد على الانفراد والاختصاص أبلغ في صفات كمال المراد والإخلاص ، فليعمد الى مراد مولاه الذي حديثه معه في دنياه  وأخراه  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التضاد في العالم : 

ــــــــــــــــــــــــــ

من أقوال  ملا صدرا الشهير العظيم : 


لولا التضاد ما صحّ حدوث الحادثات ، وما صحّ الكون والفساد ، 

وقال : لولا التضاد ما صحّ دوام الفيض من المبدأ الجواد !! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملك الموت : 

ــــــــــــــــــ

قال مولانا الامام علي بن الحسين زين العابدين " عليهم السلام " : 


اللّهم إنّ ذكر الموت وهول المطلع والوقوف بين يديك نغصّني مطعمي ومشربي ، وأغصّني بريقي ، وأقلقني عن وسادي ، ومنعني رقادي ، وكيف ينام من يخاف بيات ملك الموت في طوارق اللّيل وطوارق النّهار ، بل كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام لا باللّيل ولا بالنهار يطلب قبض روحي بالبيات أو في آناء الساعات . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نار الشوق : 

ـــــــــــــــــــ

قال الخواجه عبد الله الأنصاري - أحد الكبار في العرفان العملي - : 

الشوق نار أضرمها صفو المحبّه ، فنغصّت العيش وسلبت السلوه ، ولم ينهها معّز دون اللقاء . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كسر سن أويس اليمن  : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر العلامه الطهراني : 

لمّا انكسر سن محمد " صل الله عليه واله " في غزوة أحد ، انكسر سن أويس اليمن في نفس اليوم وفي نفس الساعه .

أقول : هذا يدلّ على الالتحام الشديد . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عملوا بالفكره : 

ــــــــــــــــــــــ

عن مولانا الامام جعفر الصّادق " عليه السلام " : 


إنّ أولي الألباب الذين عملوا بالفكره حتّى ورثوا منه حبّ الله ،  فإنّ حب الله إذا ورثته القلوب استضاء به  ، وأسرع إليه اللطف ، فإذا نزل منزلة اللطف  صار من أهل الفوائد ، فإذا صار من أهل الفوائد تكلّم بالحكمه ، وإذا تكلّم بالحكمه صار صاحب فطنه ، فإذا نزل منزلة الفطنه عمل بها في القدره ، فإذا عمل بها في القدره عمل بها في الأطباق السبعه ، فإذا بلغ هذه  المنزله صار يتقلب في لطف وحكمه وبيان ، فإذا بلغ  هذه المنزله جعل شهوته ومحبته في خالقه ، فإذا فعل ذلك نزل المنزله الكبرى ، فعاين ربّه في قلبه  ، وورث الحكمه بغير ما ورثه الحكماء ، وورث العلم بغير ما ورثته العلماء ، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي عليه السلام في فراش الموت : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا بالأمس صاحبكم ، وأنا  اليوم عبرة لكم ، وغداً مفارقكم ، وإنّما كنت جاراً جاوركم بدني أيّاماً تباعاً ، وليالي دراكاً ، وستعقبون منّي جثه خلاء ساكنه بغير حراك ، وصامته بعد نطق ، ليعظكم هدوّى ، وخفوت أطرافي وسكون أطرافي ، فإنّه أوعظ للمعتبرين من النطق البليغ والقول المسموع . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنّ الله شوق من عبده : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الحديث القدسي قال الله تعالى : ( إذا تقرب إليّ العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً ، وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هروله ) . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإقرار بالنعم : 

ـــــــــــــــــــــ

اللّهم أنت حدرتني ماءً مهيناً من صلب متضائق العظام ، حرج المسالك ، الى رحم ضيقه سترتها بالحجب ، تصرفني حالاً عن حال ، حتّى انتهيت بي الى تمام الصور ، وأثبت فيّ الجوارح ، كما نعتّ في كتابك ، نطفه ، ثم علقه ، ثم مضغه ، ثم عظاماً ، ثم كسوت العظام لحماً ، ثم أنشأتني خلقاً آخر كما شئت حتّى أذا احتجت الى رزقك ، ولم استغن عن غياث فضلك جعلت لي قوتاً من فضل طعام وشراب أجريته لأمتك  لتي أسكنتني جوفها ، وأودعتني قرار رحمها ، ولو تكلني يا ربّ في تلك الحالات الى حولي ، أو تضطرني الى قوتي ، لكان الحول عنّي معتزلاً ، ولكانت القوّه منّي بعيده .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من عصارة الوصايا العرفانية السلوكية التي وجّهها الإمام الخميني (قده) إلى ابنه العزيز السيد أحمد (رض) والتي تجمع أصول المطالب المتعلقة بالسير إلى اللَّه ..
وصية تصلح لكل الشباب
بني :
تحرَّر من حبِّ النفس والعجب ، فهما
إرثُ الشيطان فبالعُجبِ وحُبّ النفس تَمرَّدَ على أمرالله بالخضوع لوليّ
اللَّه وصفيِّه ( جَلَّ وعلا ) .

واعلم !! أنَّ جميع ما يحلّ ببني آدم من مصائب ناشى‏ءٌ من هذا الإرث الشيطاني ،
فهو أصلُ الفتنة ، وربمَّا تُشير الآية الكريمة ( وقاتلُوهم حتَى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدين للَّه ) في بعض مَراحلها ( مستوياتها )
إلى الجهاد الأكبر ، وقتال أساس الفتنة وهو الشيطانُ وجنودُهُ . ولهؤلاء فروعٌ وجُذور في أعماق قلوب بني الإنسان كافَّة ، وعلى كل إنسان أن يجاهد « حتى لا تكون فتنة » داخلَ نفسه وخارجَها ، فإذا حقَّق هذا الجهاد النَّصر ؛ صَلُحتَ الأمورُ كافَّة ،
وصَلُح الجميع . اسعَ لتحقيق هذا النَّصر أو بعض درجاته اجتهد واعمل للحد من الأهواء النفسانية
التي لا حد لها ولا حصر، واستعن باللَّه جــــــلَّ وعـــــــــلا
فإنَّه لا يصل أحدٌ لشي‏ء من دون عونـــــه
 


والحمد لله رب العالمين 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم