بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
من أرشادات
الأستاذ العارف السيد هاشم الحداد قدس سره
مقدمه :
ـــــــــــ
لا بُدَّ و أن نعرف أولاً بأن معنى " السُّلُوك " من حيث اللغة هو الدخول ، و قد وَرَدَ ذكر السلوك بهذا المعنى في القرآن الكريم في مواضع عديدة منها قول الله عزَّ و جل : ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ ، أي أدْخِل يدك ، و منها أيضا قوله الله تعالى : ﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾ ، أي ما أدخلكم في نار جهنم .
ثم أننا لا بد و أن نعرف بأن السلوك إلى الله ـ على حد التعبير المصطلح ـ إنما يكون بإتخاذ النهج الإلهي طريقاً للوصول الى مرضاة الله و التقَرُّب إليه ، و هو ما لا يحصل إلا بالطاعة المطلقة لله عَزَّ و جَلَّ من خلال الإمتثال لأوامر الله و إجتناب نواهيه .
إذن فالسلوك و السير إلى الله ـ حسب المصطلح في العرفان الإسلامي الصحيح ـ ليس إلاَّ ما أشرنا إليه ، لا كما يتوهمه بعض الناس بأنه مجموعة أوراد و أذكار يرددها الإنسان فيتوصل من خلالها إلى مقام القُرب الإلهي .
ثم أننا لا بد و أن نعرف بأن السلوك إلى الله ـ على حد التعبير المصطلح ـ إنما يكون بإتخاذ النهج الإلهي طريقاً للوصول الى مرضاة الله و التقَرُّب إليه ، و هو ما لا يحصل إلا بالطاعة المطلقة لله عَزَّ و جَلَّ من خلال الإمتثال لأوامر الله و إجتناب نواهيه .
إذن فالسلوك و السير إلى الله ـ حسب المصطلح في العرفان الإسلامي الصحيح ـ ليس إلاَّ ما أشرنا إليه ، لا كما يتوهمه بعض الناس بأنه مجموعة أوراد و أذكار يرددها الإنسان فيتوصل من خلالها إلى مقام القُرب الإلهي .
يُعتبر الورع عن محارم الله و الإلتزام بأوامره هو المسلك الأول الذي يجب أن يبدأ الإنسان بدخوله ، فبدون الورع يَقِلُّ تأثير عمل الإنسان بل ينعدم في بعض الأوقات ، ذلك لأن الورع و التقوى هما الملاك و المقياس لتقييم العمل ، قال الله عز و جل : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ .
اليكم المطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :
المطلب الثالث والاربعون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ للسالك بعد بعد مرور مدّه من سلوكه علائم بإمكانه أن يعرف حاله ومرتبته بها .
1 - يشعر بالمراقبه الباطنيه والحضور الإلهي في حقيقة وجوده .
2 - تمكن من حفظ اللسان واستحصل على ملكة الصمت .
3 - بعد الممارسه على الأذكار والأدعيه والتوسل والمناجاة انتقل ذكره في اللسان الى الذكر القلبي .
4 - تتكرر منه الرؤيا الصادقه ، وفي بعض الأحيان الإلهامات والمكاشفات والتنبؤات الصحيحه .
5 - تفتح في أفكاره وقلبه عينية التوحيد الكوني للأشياء .
6 - يتحسس في روحه حالة الصلاة مع الله في جميع حركاته وسكناته .
7 - يلتذ من الرؤيه الى عالم الطبيعه والموجودات الكونيه ، لأنّه يرى فيها محبوبه الحقيقي فيكون كالسائح يسيح في الأرض ويتطلع منها ما يدلّ على توحيده .
8 - يميل الى قراءة الشعر العرفاني فإن لم تحصل معه القريحه الشعريه يلتجىء الى أشعار العرفاء مثل ديوان ابن فارض وغيره
9 - ظهر فيه حاله القبض والبسط العرفانيين .
10 - الجذبات والنفحات الإلهيه .
11 - يزداد في نفسه العشق لله وللنبي والأئمّه خصوصاً الإمام علي والإمام الحسين والإمام المهدي " سلام الله عليهم أجمعين " . 12 - تتجه نفسه الى الوحده والفناء ويضعف جانب الكثره والقبور والتعينات .
13 - لا يفعل المستحبات طلباً للثواب والمكاشفات والحاجات الدنيويه بل يكون قد صحح نيته في كل عباده وفي كل خير لمحبوبه الأسمى ويركز فيه الخلوص ونقى الخواطر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الرابع والاربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أحدهم إنّ الهدف هو معرفة النفس بتدريج المراتب أي بالخروج من عالم الماده والحسيات الى عالم المثال ومنه الى عالم الشهود والحقيقه ، ويمكن ذلك عن طريق التفكّر المنظّم ، حيث أنّ المبتدىء يستعمل فكره أولاً في الموت وعقباته الى أن يصير ميتعداً للانتقال الى العالم الثاني وهو عالم البرزخ والمثال وهنا في هذه المرحله تفكير في حقيقة نفسه ، ويجمع كل تفكيره في أمر باطنه ، ويجب أن يعلم بأنّ الهدف المنشود ليس بخارج منه ، وهذا يحتاج الى تذكر وتفكر مستمر الى حد الحصول على الملكه ، وعندئذ يدرك أنّه كان يعيش في عالم الأوهام والاعتبارات ومنه ينتقل الى التفكّر المستمر في محو الصور والموهومات وانّ غير الله كل ما كان فهو عدم لا أصل له في الوجود المطلق وبمزاولة مثل هذا التفكّر يصل الى حد الملكه ، فينكشف له حقيقة الأشياء وحقيقة نفسه ، وينتقل من العلميه الى العينيه وعنده ينادي : ليس في الدار غيره ديار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الخامس والاربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشريعه والطريقه والحقيقه :
الشريعه والطريقه والحقيقه أمور ثلاث متلازمه لا تنفك أبداً في السير الروحي والعملي للسالكين الى الله ، لأنّ الوصول الى المقام الأقصى لا يتحصل بدون التطبيق العملي لتعاليم الشرع ، ولهذا فإنّ علماء الشريعه هم أقرب من غيرهم مع التزامهم العملي بالسير والتقدم في هذا المسلك الخطير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السادس والاربعون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شروط الذكر الأربعين :
1 - أن يكون المكان بمقدار مترين ( غرفه صغيره ) مسدود المنافذ .
2 - يجلس متجهاً الى القبله مع الوضوء جلسه متربعه .
4 - أن يتعطر برائحه طيّبه ، ويشعل عود البخور .
5 - أن يبدأ بتفكر عميق ، وتخليه لجميع الخواطر غير الله حتى ولو كان الخاطر محموداً .
6 - خلو البطن من الطعام وحبّذا لو كان صائماً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السابع والاربعون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ استفادة السالك من مطالعة الكتب العرفانيه المؤلفه على المنهج الصحيح ، أو الغير الصحيح لمن وصل الى درجه التمييز بين السقيم سيّما عند فقدان الأستاذ الموجّه أو بعده عنه غلبة الحال وتكدّر القلب لهي كثيره .
منها تقوية القلب وتثبيت الفؤاد وتنوير الروح ليزداد صبراً وعزماً ، قال الله سبحانه : { وكلّاً نّقصّ عليك من أنباء الرّسل ما نثبت به فؤادك } .
ومنها أنّ كلماتهم وبيان أحوالهم ممّا يزيد محبّة السالك بالأولياء والصلحاء ، وبه يترقى في مراتب الباطن .
وقد قال بعضهم : ( لا قرابه أقرب من الموده ولا بعد أبعد من العداوه ) وقيل : ( الموده إحدى القرابتين ) .
وقال مولانا الإمام الصّادق " عليه السلام " : ( مودة يوم صله ، ومودّة شهر قرابه ، ومودّة سنه رحم ماسّه من قطعها قطعه الله).
ومنها أنّها توجب الاستمداد الروحي من باطن أنفاسهم وأقوالهم وأرواحهم وحكاياتهم ، فتنحل العقد وتتحقق التسليه الروحيه مقابل ما يحصل من ابتلاء وشدائد في طريق السير والسلوك ، فإنّ المؤمن مرآة المؤمن ، وقال الجنيد : ( حكايات المشايخ جند من جنود الله تعالى للقلوب ) ،
وليحذر حذراً شديداً من العمل بما ورد في مثل هذه الكتب من الأذكار والاوراد إلأ بعد مشورة أستاذه لأنّها توجب تشويش الخاطر ، واضطراب الأحوال ، كما أنّ نسخة الطبيب تؤخذ من يده لا من كتب الطب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله رب العالمين
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :