الدعي يقول نحن اصحاب الكساء

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد




الدعي يقول نحن اصحاب الكساء

في الحقيقه هناك سؤال دائماً يطرح وانتشر في تلك السنين  ولمختلف المستويات  الثقافيه حتى وصل بهؤلاء الى التشكيك بالاسلام وقسم منهم  اصبح من الرافضين له ويطعنون فيه ، واذا استمرت تلك الحاله  تصل الى حد غير محمود ،
جلب انتباهي احد الخوات صعدت معي في التكسي وهي كما تقول استاذه في الجامعه ويبدو عليها مثقفه ومطلعه ضمن اختصاصها الجامعي ، وكان سؤالها ( أين الاسلام - أين المسلمين - اهذا الاسلام  ) ، طبعا جاوبتها لكن شعرت أنها لم تقتنع وكانما اتكلم شيء نظري لا علاقه له بالواقع ، دليلها ما تراه من الاحزاب الاسلاميه وما فعلته على الساحه العربيه والعراقيه بالخصوص ،
كما لاحظت ان بعض الخوات العراقيات والاتي يحملن شهادات طبيه ( دكتوره نسائيه ) وهنّ الان في الخارج ، انهن طلبن الصداقه على الفيس وعند متابعتهن وجدت ان شغلهن الشاغل هو الهجوم على الاسلام والمسلمين  وبالخصوص رجال الدين ، في الحقيقه لا اعزي سبب الهجوم هو كونهنّ يعشنه في الخارج ، هذا احتمال قليل لاننا نجد بعض الخوات المسلمات يعشنّ في الخارج وهنّ ملتزمات بالدين ولديهن فكر اسلامي اجده اكثر من بعض الخوات الاتي يعشن في بلاد المسلمين . ليس انتشار تلك الافكار في النساء فقط لكن انتشر الالحاد في الدول الاسلاميه بين الشباب بشكل سريع وكثير ،
واكبر طامه ما ادعى به الدعي ابن الدعي عباس البياتي بوصفه تحالف الاحزاب الفاسده بانهم (  الخمسه اصحاب الكساء ) هذا التصريح لم ياتي من فراغ ولكنه ورقه محسوبه ووراءها اجنده اجنبيه وقد حان وقتهم للطعن في  اهم معتقد اسلامي والذي يمثل روح الدين وأساسه المتين ، بعد أن فشلوا في الطعن في مكانة المرجعيه في الوسط الشيعي ، أجندات وأحزاب وتيارات كلها مجنده للقضاء على روح الاسلام وهي تكمله  للمخططات والاهداف لليهود والنصارى عبر القرون الماضيه .
بعد ان اكثروا من الفساد والنهب ودمار البنى التحتيه للبلد ونشروا الفقر والجوع والتشريد ، ودمروا الصناعه والتجاره والتعليم والطب ، اضافه الى فقدان الامان ، وماجرى من ويلات على العراق والعراقيين ، واصبحوا نموذج لكل انواع الفساد والدمار ، جاء هذا الزنديق ليعلن انه  وامثاله يمثلون ( اصحاب الكساء ) .
خطط مبرمجه لتدمير الدين على يد هؤلاء اتباع الاجنبي الحاقد .
وأقول : على مر التاريخ قدموا لنا الخلفاء والحكام والملوك والاحزاب السياسيه التي تدعي الاسلام ، قدموا لنا الاسلام الذي يخدم مصالحهم ومصالح حكوماتهم ، وجعلوا لهم رجال دين يقدمون الاسلام المزيف الذي يخدم مصالح اسيادهم ،
لم يذكر لنا التاريخ الاسلامي والتاريخ الحديث هناك من قدم للمسلمين روح الدين الاصلي او بصوره اوضح ( الدين الحقيقي ) .
الا اصحاب الكساء هم الذين قدموا لنا  صلب وروح الاسلام الحقيقي ، .
بل نجد احزاب  كل منها يدعي الاسلام وان الاسلام الذي عنده هو الاسلام الحقيقي ، لذلك نجد الاف من صيغ الاسلام وبحسب عدد الاحزاب والتيارات ، وكلها مختلفه ومتصارعه بينها . وهذا ما ادى الى تلك النتيجه التي جعلت المسلمين متناحرين متفرقين  يقتل بعضهم البعض . اضافه الى التشكيك في اسلامهم ودينهم الحنيف .
واليوم تمرّ الأمّه الاسلاميه بمرحله تاريخيه دقيقه ، ومنعطف حضاري حاسم ، فقد عرّضت هذه الأمّه لغارة وغزو صليبي حاقد عليها منذ الحروب الصليبيه ولحد الآن .
فقد استهدف هؤلاء الاعداء من صليبيين  وصهاينه وعملاء تابعين لهم  عقيدة هذه الامه ومصالحها وأوطانها ، فما زالوا طوال القرنين التاسع عشر والعشرين ، يفتكون بهذه الامه ويمزقون اوصالها ويشيعون التمزيق والخلاف السياسي والفكري والطائفي والعنصري والاقليمي بين صفوفها ، اضافه الى حربهم الفكريه ضد الاسلام ومحاولتهم لإقصاء الاسلام والقضاء عليه ، وإشاعة الأفكار والنظريات الماديه الملحده ، والفكر الغربي الرأسمالي ، والاشتراكي وغيره ،
وتكوين الأحزاب ، والحكومات ، والحكام العملاء الذين يتبنون هذه النظريات ، ويحاربون الاسلام ودعاته .
فعلى أبناء هذه الامه أن يتسلحوا  بالوعي ، وأن يدركوا حقيقة الذين ينشرون سموم  الفرقه والخلاف بين المسلمين  وهذه الافكار والدعاوي لطعن المسلمين في صلب عقيدتهم عن طريق الدس والكذب والافتراء .
قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم  :
 { واعتصموا بحبّل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً } .
لقد دأب أعداء هذه الأمه منذ ولادتها وانشائها على يد الرسول الهادي محمد " صل الله عليه واله " ، دأب أعداؤها من وثنيين ، ويهود ، ومنافقين ، وصليبيين ، ومرتزقه متزلّفين على تمزيقها ، وإشاعة الفرقه والخلاف في صفوفها .
لقد واجهت الدعوه الاسلاميه وقائدها محمد " صل الله عليه واله " هذا الكيد والتخطيط من قبل اليهود والمشركين والمنافقين ، وانتصرت عليه بفضل قيادة الرسول " صل الله عليه واله " والتزام الصحابه الأبرار .
وتاريخ الصراع بين جيل الدعوه الاسلاميه أيام رسول الله " صل الله عليه واله " ، وبين المنافقين واليهود مليء بالحوادث  والوقائع التي شخّصت  لنا استعمال خصوم الاسلام وأعداء الأمّه سلاح الفرقه والخلاف .
ومن يستقرىء القرآن الكريم والسنّه النبويّه المطهّره وأسباب نزول الآيات ويقف على تاريخ الدعوه الاسلاميه الأوّل يلاحظ أنّ الرساله حاربت هذا المرض الهدّام على حرباً لا هواده فيها ، وحذّرت الأمّه الاسلاميه من أن تقع بما وقعت به الأمم السابقه ، فقد حذّر القرآن المسلمين من الفرقه والخلاف والتنازع ، ودعاهم الى الوحده والتماسك ورسم أمامهم صورة المأساة المترتبه على التنازع والخلاف بقوله : { ولا تنازعوا  فتفشلوا * وتذهب ريحكم } .
لقد حذّر القرآن من التنازع والخلاف الذي يقود الأمّه الى المصير المؤلم وهو الضعف ، والجبن ، والوهن ، وذهاب قوّتهم ، ودولتهم ، وان يكونوا شيعاّ ، وفرقاً متناحره ، متعاديه ، يضرب بعضها بعضاً ، ويلعن بعضها بعضاً ، شأنها في ذلك شأن المشركين والأمم الضآله التي فرقت كلمة الله ، وعبثت بشرائع الهدى بعد أن وضحت لهم البيّنات .
إنّ القرآن الكريم يوجّه هذه الأمه لأن تجتمع على كلمة التوحيد : { فأقم وجهك للدّين حنيفاً ذلك الدّين القيّم } .
وأن تعتصم بحبل الله : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا } .
وأن هذه الأمه امّه واحده : { ولإنّ هذه أمّتكم أمّه واحده وأنا ربّكم فاتّقون } .
وهكذا يضع القرآن عناصر توحيد الأمّه أمامنا وهي :
1 - إنّ المعبود واحد ، وإنّ الهدف هو توحيده وعبادته .
2 - أنّ الهدف من الدّين هو الاستقامه ، والتوافق مع الفطره الخيّره التي فطر الله الناس عليها .
3 - أنّ على الأمه أن تحوّل طاقاتها الى الدعوه الى الاسلام ، وأن تكون منّا أمّه تدعوا الى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتحمل رسالة الله الى البشريه : { ولتكن منكم أمّه يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنّكر } .
بدلاً من الفرقه والخلاف والتنازع لئلا تستهلك الأمه طاقاتها وقواها في الصراع الداخلي ، فيضعف وتتمزّق وتكون لقمه سائغه لأعدائها .
ويوجّه القرآن أنظارنا الى أهم أسباب الخلاف ويثبّت الحلول المبدئيه لها فهو يوضّح لنا :
 أنّ الخلاف التشريعي والفكري يجب الرجوع فيه الى كتاب الله وسنّة نبيّه : { فإن تنازعتم في شيء فردّوه الى الله والرسول } .
{ وما أختلفتم فيه من شيء فحمكه الى الله } .
وينهانا عن نحوّل النزاع الفكري والتشريعي الى مشكله للفرقه والخلاف والعداوه ، وشق وحدة الأمّه : { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } .
فانتبهوا ايها المسلمون .
والقادم اظلم وادهى .
والحمد لله رب العالمين

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم