التكبر والتواضع


بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد



التكبر والتواضع


ابذل جهدك أن لا تتكبر ، فإن المتكبرين يحشرون يوم القيامه على هيئة صغار النمل ، فيدوسهم جميع الناس ، لأنهم لا قيمه ولا قدر لهم عند الله . قال الله تعالى : ( فسجد الملائكه كلهم أجمعون إلأ إبليس استكبر وكان من الكافرين ) .
وروي عن رسول الله " صل الله عليه واله " قوله : ( إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل وإن عليه العباءه ) .
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليه السلام " قوله : ( إياكم والكبر فإنه أعظم الذنوب والأم العيوب ، وهو حلية إبليس  ) .
وروي عن الامام السجاد علي بن الحسين " عليهما السلام " قوله : ( من قال استغفر الله وأتوب اليه ، فليس بمستكبر ولا جبار ، إن المستكبر من يصر على الذنب الذي قد غلبه هواه فيه ، وآثر دنياه على آخرته ) .
وروى الكليني رحمه الله في الكافي عن محمد بن سنان عن داود بن فرقد عن اخيه قال : سمعت أبا عبد الله " عليه السلام" يقول :
 ( المتكبرين يجعلون في صور الذر ، يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب ) .
قال الله تعالى : ( فسجد الملائكه كلهم أجمعون إلأ إبليس استكبر وكان من الكافرين ) .
وروي عن جعفر بن محمد الصادق " عليهما السلام " قوله : ( الكبر أن تغمص الناس ، وتسفه الحق ) و ( ويجهل الحق ويطعن على أهله ) .
 وروي عن الصادق أيضاً قوله : ( أن في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له سقر ، شكى الى الله عز وجل شدة حره ، وسأله أن يأذن له أن يتنفس ، فتنفس فأحرق جهنم ) .
قال رسول الله " صل الله عليه واله " : ( لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال حبه من خردل من كبر ) .
إذن اسع ما استطعت أن تكون متواضعاً ، واعلم أن التواضع لا ينقص من شأنك وجلالك شيئاً ، بل إنه يصل بك الى المرتبه الرفيعه.
أما التكبر فإنه من خصائص الناقصين والساقطين الساعين الى الكبر لستر نقصهم ، لكنهم بكبرهم هذا يلوحون بقبائحهم ويوضح عيوبهم .
قال أمير المؤمنين " عليه السلام " : ( ما تكبر الا وضيع ) .

القساوه

القساوه : هي ملكة عدم التأثر عن تألم أبناع النوع ، ولا ريب في كونه ناشئاً  من غلبة السبعيه .
قساوة القلب هي حاله تصيب الآدمي ، فلا يتأثر بآلام الآخرين ومصائبهم ، ومنشأ هذه القساوه هو غلبة القوه السبعيه .
إن الكثير من الأفعال الذميمه كالظلم  ، وإيذاء الآخرين ،  وعدم إجابة نداء المظلومين ، وعدم الأخذ بيد الفقراء والمحتاجين  ، إنما تنتج عن قساوة القلب .
وعلاج هذا المرض في نهاية الصعوبه .
وعلى صاحب هذا المرض أن يواظب على فعل ما يترتب عن القلب الرحيم ، لتصبح نفسه بذلك مستعده لتلقي إفاضة الرقه من مبدأ الفيض ، ولتغيب بعد ذلك عنه حالة القسوه .
أما اذا لم يعالج نفسه فليعلم أنه خارج عن حدود الآدميه قال تعالى : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسيه ) .
وروي  عن رسول الله " صل الله عليه واله " قوله : ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب ، إن أبعد الناس من الله القلب القاسي ) .
وروي عن أمير المؤمنين " عليه السلام " أنه قال : ( ما جفت الدموع إلأ لقسوة القلب ، وما قست القلوب إلأ لكثرة الذنوب ) .
وروي عنه " صل الله عليه واله " قوله : ( ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصيد ، وإتيان باب السلطان ) .
وروي عن المسيح ابن مريم قوله : ( إن الدابه اذا لم تركب ولم تمتهن وتستعمل ،  لتصعب ويتغير خلقها ، وكذلك القلوب اذا لم ترقق بذكر الموت ويتبعها دؤوب العباده تقسو وتغلظ ) .
بنو آدم أعضاء لبعضهم البعض الآخر فإنهم خلقوا من جوهر واحد اذا أصاب الدهر إحدهما بوجع اضطرت له سائر الأعضاء ،
فأنت اذا كنت لا تغتم لمحنة الآخرين فاعلم أنه لا يليق بك أن تسمى في الآدميين ) .




الشره

أياك أيها العزيز وعبادة البطن ، فإن مفاسد كثيره تترتب عليها كالذله والمهانه والحمق والبلاده ، بل إن معظم الأضرارالتي ترد على الانسان منشؤها البطن .
روي عن رسول الله " صل الله عليه واله " إنه قال : ( لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب ، فإن القلب كالزرع يموت اذا كثر عليه الماء ) .
ولولا جور البطن لما وقع طير في فخ ، بل لما جهز الصياد فخه .
واعلم أنه كما للبطنه آفات كثيره ، فإن للجوع ثماراً مفيده كثيره ، فإن الجوع ينور القلب ، ويجلو الذهن ويجعله متقداً ، ويبلغ الانسان الى مصاف اللذه الحقيقيه بالمناجات ، والبهجه بالذكر والعباده ، ويذكر بجوع يوم القيامه ، ويظهر ذل النفس الاماره ، وتسهل بالجوع الطاعه والعباده ، ويصبح ابن آدم خفيف المؤنه ، ويصح بدنه ، وتنأى أمراضه .
إذن على عباد البطون أن يعالجوا أنفسهم ، وأن لا يحرموها من فوائد الجوع ، وأن يتبعوا طريقة الأنبياء وأكابر العلماء والعرفاء لله فإنه لم يبلغ أحد منهم ما بلغ دون عناء الجوع ، وليختاروا بين مشاركة الملائكه بالجوع ومشاركة البهائم بالتخمه .
والحمد لله رب العالمين 


***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم