احياء النفس / الدرس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد 



من مصاديق قتل النفس :




قال تعالى : 


{ كيف تكفرون بالله وكنتم امواتآ فاحياكم  }




الله تبارك وتعالى يستنكر على الناس ويخاطبهم ( كيف تكفرون بالله وكنتم امواتآ ) بسبب الجهل لان الجهل يعتبر موت للانسان .


والحياه وعدم الحياه للجاهل سواء . واللطيف ان الله لم ياتي بكلمة (  الجهل ) بل اتى بكلمة ( امواتا ) حتى ينتبه الانسان الى خطورة الجهل في موت النفس . والى اهمية العلم في احياء الذات والنفس . 


يقتل الانسان نفسه مره اذا اتصف بالجهل وهذا ذكرناه في البحث السابق

وذكرنا ان الانسان وان كان على قيد الحياه الا انه لا يعرف من الحياه الدنيا الا الملذات الفانيه حصرا .  فلا علاقه له بالمعرفه والحكمه. وبذلك اصبح الانسان وجوده كوجود البهائم التي لاتعرف سوى شهوتها بل هم اضل سبيلا .

وهذا الجهل لاينحصر في قتل ذات الانسان فقط بل يدفعه الى اخطر من ذلك وهو قتل الانبياء والائمه (عليهم السلام ) وهذا قتل يتخذ اشكالا مختلفه . ومن ضمنها قتل المعصوم  . قال الله تعالى ( افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) وابرز مظاهر القتل للمعصوم هو عدم الطاعه والتسليم له - سلام الله عليه  -  لان عدم الطاعه هو بوابة الدخول الى ارتكاب المعاصي  فعن الامام الصادق (عليه السلام )  { والله ما ضربوهم بسيف ولا طعنوهم برمح ولكن احلوا حرامهم وحرموا حلالهم  }
وبالتالي فان عدم اطاعة المعصوم (عليه السلام ) هو قتل وموت للنفس  والسبب يعود الى ان الله تبارك وتعالى حينما يبعث الانبياء ويستخلف الاوصياء لاجل احياء النفوس . وعدم الطاعه والمتابعه لهم  - صلوات الله عليهم اجمعين  - ( يناقض الغرض الالهي  )
 اذن نحن امام مسؤليات كبيره في الحياة . واهم هذه المسؤوليات هي طاعة المعصوم ومتابعة المعصوم بل يجب ان تكون هذه الطاعه ليس فيها مصلحه او شك فذلك مما يحيي النفوس . وتبين مما سبق ان قتل النفس يكون تاره بالجهل وتاره بعدم اطاعة المعصوم .

اذا عرفنا ذلك نخرج بنتيجة مهمه هي : 


ان حياة النفس تكون بالمعرفه المقترنه بالعمل , ويمكن ان نوضح ذلك بما يلي فنقول : 

ان المعرفه شيء , والطاعه شيء آخر ,فمره يكون الانسان عارفآ , ومره يكون مطيعآ , وليس بالضروره ان يكون كل عارف مطيعآ فبعضهم تجدهم يتسمون بالمعرفه ولا يتصفون بالعمل , ويمكن ان نجد العكس , وكلا الطرفين لا يزدادون الا بعدآ من الله سبحانه وتعالى , فالمعرفه تحتاج الى شيء اخر معها وهذا الشيء هو ان يكون الانسان مطيعآ , وعبر عن ذلك في النصوص الدينيه ب ( العمل ) ففي الحديث الشريف : (( العلم يزكو على العمل )) .

وعن امير المؤمنين(عليه السلام ) ( العلم يهتف بالعمل . فان اجابه والا ارتحل ) . 
العلم من مزاياه انه فرار فاذا طبق تجذر وتركز في النفس ونفع صاحبه .  والا تحول الى مراء وجدال وضياع للوقت وغيرها من الموبقات 
هناك أمر اخطر . وهو ان الانسان اذا تعلم ولم يعمل اختبأت المعصيه خلف تلك المعرفه . عدم العمل بالعلم سيوجد شيئآ خطيرآ في اعماق النفس . وهو المعصيه وتصبح المعرفه غطاء تتستر ورائه المعصيه وتتدخله ببلاء عظيم  .
ابليس كان عارفآ بالله سبحانه وتعالى ولكنه غير مطيع للاوامر . فالله طلب منه ان يسجد لادم فامتنع . تلك المعصيه كانت مختفيه خلف معرفته . فاخرجها الله سبحانه وكشفه للملأ ( قال أخرج منها مذمومآ مدحورآ لمن تبعك منهم لاملان جهنم منكم اجمعين ) .
ولكن كيف خرج ؟  خرج بفضيحه وبلاء كبيرين .

ان الله سبحانه وتعالى قال (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) فالايه تتحدث عن جماعه يدعون الايمان وعند تمحيصهم واذا بهم كافرين . والسبب عدم العمل بالعلم  .
 فلابد ان ننتبه ان الهدف من العلم هو ليس العلم بذاته . بل الهدف من العلم هو العمل . فكثير من الناس يدرسون سنين كثيره دون ان يلتفتوا الى هذه الحقيقه . نعم يكفي ان تدرس قليلآ وتطبق كثيرآ فينموا علمك ويزداد .  وهذه الزياده لا تاتي من الكتب بل تنزل من السماء . ان الله عز وجل يريد ويحب العبد العامل المطيع وفق القواعد الالهيه المقدسه . ولا يريد ولا يهتم بالذين يعملون وفق اهوائهم  . قال الله عز وجل ( قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار كلما دخلت امه لعنت اختها  )..
والحمد لله رب العالمين..

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم