وصية العلّامه المجلسي الأول

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد 

وصية العلّامه المجلسي الأول 

التعريف بالمجلسي الأول : 
هو الشيخ محمد تقي المجلسي والد صاحب كتاب " بحار الأنوار " وكان رحمه الله من أهل المكاشفات ، وقد نقل عنه ولده المجلسي الثاني كرامات عديده وأمور عجيبه ، ومنامات غريبه ورؤيا صادقه .
إن اسرة العلامة المجلسى تعتبر من اشرف الاسر الشيعية فى القرون الاخيرة حيث نشاهد فى هذه العائلة مئة عالم ورع وكبير تقريباً" و لا نرى لدى أقربائه سوى العلم والفضل:
 إن والده العلامة كان عالماً " وحافظا " كبيرا "  ابو نعيم اصفهانى صاحب كتب مثل ( تأريخ اصفهان ) و (حلية الاولياء).
أنّ المولى محمد تقى مجلسى المعروف بالمجلسى الأول (1003 ـ 1070 هجرية) صاحب كرامات وفضائل معنوية وروحية. و هو محدث و فقيه كبير حيث ألف ايضا" كتبا" كثيرة. ان محمد تقى المجلسى كان تلميذ الشيخ البهائى و ميرداماد و كان متبحراً" فى العلوم الاسلامية المختلفة حيث كان يتولى فى زمانه مرجعية التقليد. اضافة الى مرجعيته فقد كان يقيم صلاة الجمعة والجماعة وكان امام جمعة اصفهان. إن من تلامذته: العلامة المجلسى (حيث استفاد من والده كثيراً")، و آقا حسين خوانسارى وملا صالح مازندرانى.
وهو الشيخ محمّد تقيّ بن مقصود عليّ المجلسيّ من أكابر العلماء وأجلاّئهم، ذكره العلماء في تراجمهم بنحوٍ كبيرٍ من الحفاوة والإجلال مرموقاً بعين الإكبار، وقد نُسبت له كرامات كثيرة وفضائل شريفة، وكانت له مؤلّفات فاخرة، منها: روضة المتّقين ـ وهو شرح موسّع لكتاب ( مَن لا يحضره الفقيه ) للشيخ الصدوق، وحديقة المتّقين، ورسالة في مناسك الحجّ، ورسالة في الرضاع.. وغيرها.
الوصيه : 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رحمه الله : والذي وجد هذا الضعيف في أزمنة الرياضات أني كنت في مطالعة التفاسير الى أن رأيت في ليله في ما بين النوم واليقظه سيّد المرسلين " صل الله عليه واله " فقلت في نفسي : تدبّر في كمالاته وأخلاقه ، فكلما كنت أتدبّر .. يظهر لي عظمته " صل الله عليه واله " وأنواره ، بحيث ملأ الجو واستيقظت ، فألهمت بأن القرآن خلق سيّد الأنبياء " صل الله عليه واله " فينبغي أن أتدبّر فيه ، وكلما إزداد تدبّري في آيه واحده كانت تزداد الحقائق ، الى أن ورد عليّ من المعلوم دفعه واحده ما لا يتناهى ، في كل آيه كنت أتدبّر فيها ، كان يظهر مثل ذلك ولا يمكن التصديق بهذا المعنى قبل الوقوع فإنه كالممتنع العادي ، لكنّ غرضي من ذكره الإرشاد للإخوان في الله .
دوام الذكر وقانون الرياضه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الصمت عمّا لا يعني ، بل عن غير ذكر الله تعالى . 
2 - وترك المستلذّات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح والمنازل وأمثالها .
3 - والعزله عن غير أوليائه تعالى .
4 - وترك النوم الكثير . 
5 - ودوام الذكر مع المراقبه ، وقد جرّب القوم المداومه على ذكر : ( يا حيّ يا قيّوم ، يا من لا إله إلا أنت ) وجربّبته أيضاً ، لكن كان أكثر ذكري : ( يا الله ) مع إخراج غيره تعالى عن القلب بالتوجّه الى جنابه تعالى ، والعمده هو الذكر مع المراقبه ، والبواقي ليست الذكر . 
والمداومه على ما ذكر أربعين يوماً تصير سبباً لأن يفتح الله تعالى على قلبه أنوار حكمته ومعرفته ومحبّته ، ثمّ يترقّى الى مقام الفناء في الله والبقاء بالله ، والأخبار متواتره في ذلك . 
ولمّا كان هذا الطريق أقرب الى الله تعالى ، كانت معارضة النفس والشياطين الظاهره والباطنه فيه أشدّ ، فإنّه لو اشتغل الناس جميعاً بطلب العلوم لا يعارضونهم غالباً ، لأنّ  الغالب في طلب العلوم حب المال والجاه والعزّه عند الخلائق ، وحينئذ يمدّهم الشياطين ، أما لو كان الغرض من طلب العلم رضاه تعالى يحصل المعارضات ، فما لم تحصل ينبغي أن يتدبّر في أنّ للشيطان في إهماله غرضاً .
وأنا في أربعين سنه مشتغل بهداية الناس ولم يتّفق أن يجلس أحدهم بهذا القانون ، وليس ذلك إلا لعزّته ونفاسته ، وفي الهدايات العامه ونشر العلوم الدينيه اهتدى أكثر من مائة ألف . 
واتّفق لي في هذه الأيام أن رأيت سيّد المصطفين " صل الله عليه واله " وسألته " صل الله عليه واله " عن أقرب الطرق الى الله سبحانه فقال " صل الله عليه واله " : ( هو ما تعمل ) . 
والأنسان بمجرّد قول كاذب يقول : أنّي أعرف الكيمياء ، يصرف أمواله وأوقاته فيه ، مع أنه يعلم أنه لو كان صادقاً لا يحتاج الى الإظهار ، بل لا يظهره وإن قتل بأشدّ العذاب ، ومع هذا يصرف أمواله باحتمال الصدق . 
والذي أقوله هو عين آيات الله وإخبار سيّد المرسلين والأئمه المهتدين الهادين " عليهم السلام " ، وصدّقه حكماء الظاهر كأبي علي في إشاراته في النمط التاسع ، فلا بأس بأن تصرف أوقاتك أربعين يوماً في العبادات مع أنك مكلّف في جميع عمرك بذلك  ، لكن مع التضرّع والابتهال  إليه تعالى في حصول هذا المطلب لا بقصد الامتحان ، بل بقصد العباده لله تعالى كما قال " صل الله عليه واله " : { من أخلص لله أربعين صباحاً فتح الله تعالى ينابيع الحكمه من قلبه على لسانه } . 
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله . 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم