ارشادات سلوكيه / 3

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد 

من ارشادات  

“الاستاذ العارف السيد هاشم الحداد” قدس سره 



إخواني السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
ينقل السيد محمد الحسين الطهراني رحمه الله في كتابه القيم (الروح المجرد) قصة عن الموحد العظيم (السيد هاشم الحداد):
ظلّ السيد هاشم يبحث عن أستاذ له في العرفان لمدة طويلة، لربما تتراوح إلى السبع سنوات، وكانت طريقته في ذلك أنه كان يعمل في المساجد بأن يفرش سجادة الصلاة لإمام المسجد كل يوم فيرى ما إذا كان ذلك الإمام أهلاً إن درس عنده أم لا،
وظلّ على هذه الحال لمدة طويلة ولكن بلا جدوى.
إلى أن أتى في أحد الأيام إلى مسجد متواضع، دخل إلى ذلك المسجد وإذ به يرى وحيد دهره وفريد عصره سماحة العارف بالله السيد علي القاضي التبريزي (رحمه الله)، ولكن المُفاجئ في ذلك أنّ السيد القاضي نظر إلى السيد الحداد، وقال له:
(بعد كلّ هذه السنين وصلت إلي فأهلاً وسهلاً)

وتربّى ذلك السيد العظيم على يد آية الله العظمى السيد القاضي (رحمه الله تعالى)، وكان من خواصه حتى أنه لم يجعله ينخرط مع تلاميذه الباقين كثيراً حتى لا يُؤذونه بشيء، وقال عنه في بعض الأيام (إن السيد هاشم متعصّب للتوحيد الإلهي كالسنّة المتعصّبين لدينهم).


واليكم المطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :

المطلب التاسع :
الكمال : 
إذا وصل السالك إلى الكمال في الدّنيا  فهو وإن مات قبل الوصول مات شهيداّ مهاجراً إلى الله ويكامل بعد الموت قال عزّ من قائل : { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثمّ يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } .
المطلب العاشر : 
الولايه طريق التوحيد : 
لا فرق بين التوحيد الإلهي والولايه لمحمد وآل محمّد عليهم الصلاة  والسلام  فإذا تكلّمنا في العرفان العملي حول وحدانية الله فقد تكلّمنا عنهم " عليهم السلام " لأنهم الدعاة إلى الله والأدلأء عليه . 
ولا يمكن لأحد أن يصل إلى معرفة الله إلأ بعد معرفتهم " عليهم السلام " فالسلوك الباطني الصحيح يوصل السالك إلى ملتقى واحد ، فمن يقول بالتفكيك بين التوحيد والولايه فهو على خطأ واضح لم يشمّ من العرفان العملي والنور الباطني شيئاّ .
وما قلناه أمر وجداني  يذعن به كل قلب موحّد وقد وجدته شخصيّاً - الكلام لاحد مريديه - من أول سلوكي إلى يومي هذا وإلى اليوم الآخر إن شاء الله تعالى . 
وكان يؤكد عليه سيّنا ومولانا وروحنا النفدّى السيّ هاشم الموسوي الحدّاد - قدّس سرّه - وأن أتهم بالمغالاة في الفناء والتوحيد والضعف في الولايه من جهلة عصره سامحمهم الله ، ولكنه تحملّهم بسعة قلبه العطوف . بناءً على هذه القاعده العرفانيه الاشراقيه فان الشيخ الاكبر الشيخ محي الدين العربي والشاعر الواصل ابن فارض المصري - الاثنان مناهل السنه والجماعه - وامثالهم مستحيل ان يتفوهوا بتلك الكلمات الا بعد دمج التوحيد بولاية اهل البيت " عليهم السلام " ووصلوا الى تلك المقامات . 
المطلب الحادي عشر : 
نيّة السالك : 
الحظوظ النفسيه لها مدخل عظيم حتى في المستحبات والسنن الشرعيه كصلاة الليل وغيرها فمن الواجب اولاً تنقية النيّه والداعي الاصلي ثمّ البدء بالعمل ، ولا يقتصر على كون العمل عملاً مستحباً وحسب . 
المطلب الثاني عشر : 
الذكر والفكر : 
الذكر والفكر المنور الصائب - التفكر له كيفيه خاصه وقد اوصاني أستاذي المولى المغفور له السيد الحداد " الكلام لاحد مريديه " بان افكر في الحديث المعروف ( رحم الله أمرءً عرف من أين وفي أين وإلى أين ) هاديان للسالك بعد الاستاذ اذا لم يغفل عنهما وبهما يتدرّج الى العلى شيئاً فشيئاً ،
وكلما أخذته الغفله يجب أن يرجع اليهما بعد التنسيق مع استاذه ، فاذا اختلى مع نفسه ورجع الى ما كان عليه فان قلبه سوف يصفو من كل كدر ويتنظف من كل غبار .
وعليه فاذا جلست مع احد وتكدر قلبك بسبب او آخر فلا تيأس من أنّك خرجت من المسلك ، ويلزمك الخلوه الروحيه لترجع الى ما كنت عليه بل الى أحسن منه ، وعندئذ يتجدد النشاط والقوّه وتتحرك من جديد ، ولا حول ولا قوّه الا به . 

والحمد لله رب العالمين 




***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم