ارشادات سلوكيه / 5

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد 

من ارشادات 

“الاستاذ العارف السيد هاشم الحداد” قدس سره 


اليكم المطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :


مقدمه : 

===============

 لقد كان‌ المرحوم‌ الاُستاذ الكبير، عارف‌ القرن‌ الذي‌ لا نظير له‌، بل‌ هو حسب‌ تعبير أُستاذنا سماحة‌ الحاجّ السيّد هاشم‌: «لم‌ يأت‌ منذ صدر الإسلام‌ حتّي‌ الآن‌ في‌ مثل‌ شمول‌ وجامعيّة‌ المرحوم‌ القاضي‌»، كان‌ قد أصدر تعليماته‌ لتلامذته‌ ومريديه‌ في‌ السير والسلوك‌ إلي‌ الله‌،أن‌ يكتبوا رواية‌ عنوان‌ البصري‌ّ ويعملوا بها من‌ أجل‌ تخطّي‌ النفس‌ الامّارة‌ والرغبات‌ المادّيّة‌ والطبعيّة‌  والشهويّة‌ والغضبيّة‌ التي‌ تنشأ غالباً من‌ الحقد والحرص‌ والشهوة‌ والغضب‌ والإفراط‌ في‌ الملذّات‌.

 أي‌ أنّ العمل‌ وفق‌ مضمون‌ هذه‌ الرواية‌ كان‌ أمراً أساسيّاً ومهمّاً. وكان‌ يقول‌ مضافاً إلي‌ ذلك‌: ينبغي‌ أن‌ تحتفظوا بها في‌ جيوبكم‌ وتطالعونها مرّة‌ أو مرّتين‌ كلّ أُسبوع‌. فهذه‌ الرواية‌ تحظي‌ بالاهمّيّة‌ الكبيرة‌ وتحوي‌ مطالب‌ شاملة‌ وجامعة‌ في‌ بيان‌ كيفيّة‌ المعاشرة‌ والخلوة‌، وكيفيّة‌ ومقدار تناول‌ الغذاء، وكيفيّة‌ تحصيل‌ العلم‌، وكيفيّة‌ الحلم‌ ومقدار الصبر والاستقامة‌ وتحمّل‌ الشدائد أمام‌ أقوال‌ الطاعنين‌؛ وأخيراً مقام‌ العبوديّة‌ والتسليم‌ والرضا والوصول‌ إلي‌ أعلي‌ ذروة‌ العرفان‌ وقِمّة‌ التوحيد.

 لذا، فلم‌ يكن‌ المرحوم‌ القاضي‌ ليقبل‌ تلميذاً لا يلتزم‌ بمضمون‌ هذه‌ الرواية‌. وهذه‌ الرواية‌ منقولة‌ عن‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌، وقد ذكرها المجلسي‌ّ في‌ كتاب‌ « بحار الانوار ».

المطلب الثامن عشر : 

===============

الذكر : 

_______________

الذكر العام كالاستغفار والصلوات لا يفتقر الى إذن من الأستاذ إلاّ إذ أن كان  العدد كبيراً ومنضماً إلى جلسات أربعينيه ، أمّا الأذكار الخاصّه حيث أنّ منها جلاليه ومنها جماليه وتؤثر بآثار وتبعات بارده وحارّه في النفس ، وقد تستتبع موكلّين لها من الغيب من ملائكه وجن وأرواح ، أو تعرض مكاشفه لا يعرف السالك كيف يتعامل معها ، كل ذلك يستوجب أن يكون مثل هذا الذكر تحت قبضة الأستاذ  وإشرافه وبأذن منه في الكمّ والكيف . 

والفناء في روح الأستاذ يستوجب الاستفاضه من فيوضاته وإشراقاته لأنّه يراه مستعداً لذلك في باطنه وإرادته . 
المطلب التاسع عشر : 
===============
الكتمان : 
_______________
الكتمان هو أصل مهمّ في التقدم الروحي لذات السالك إلأ عن إستاذه ، فلا يتكلّم عن روحيّاته ومناماته ومكاشفاته ولا يظهر ما يفعله من أذكار وعبادات وسجدة طويله وغيرها ، ويكون صاحب سّر وكتمان لكل ما يتشاور مع أستاذه إلأ ما يأذن له بإعلامه ، وفي الحديث : { استعينوا على أموركم بالكتمان } والكتمان الذاتي لا يحصل إلأ بعد الممارسه العمليه والتعميق في النفس والمراقبه التامه وعندئذ سوف يجد أنّ التزامه بالكتمان كان سبباً قوياً في إصلاحه وتكميله ، 
ومصدراً لدرك حقائق خفيه كان غائباً عنها بسبب تهاونه في الكتمان . 
المطلب العشرون : 
===============
الأستاذ العام والخاص : 
_______________
الأستاذ الاخلاقي العام إذا تعدّد لا يضرّ بحال السالك سيّما أول سلوكه فإنّه لابدّ له قبل أن يدخل في منازل العرفان العملي أن يمضي دوره كامله في علم الأخلاق مثل موسوعة ( جامع السعادات ) للعلاّمه النراقي رضوان الله عليه ، يدرسها بدقه وإمعان ويطبّقها على نفسه تطبيقاً عملياً كاملاً ثم يدخل في ميادين العرفان ، 
وهنا لو أراد أن يفهمها في بادىء الأمر نظرياً فلا يضرّه لو حضر دروساً في المعارف الحكميه والفلسفيه وذلك مثل كتاب ( بداية الحكمه ونهاية الحكمه ) للعلاّمه الطباطبائي و( المنظومه ) لملاّ هادي السبزواري و( الأسفار الأربعه ) لملاّ صدرا الشيرازي أو ما شابهها . 
نعم لو تيقن الساك بدخوله في العرفان العملي والسير والسلوك الروحي ، فلا محيص عن أستاذ كامل يطمئن إليه ونسمّيه ( بالأستاذ الخاص ) - في الحديث : من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان - .
ويجب أن يفحص عنه ويطلبه من الله في دعواته ، وقبل الوصول يعمل بما ذكرناه ، في الطلب السادس عشر ولو وفّق لمثل هذا الأستاذ فعليه أن يقف عليه ويلتزم بتوجيهاته وإرشاداته ، لأنّ تعدّد الأساتذه في العرفان العملي يضرّ بحال السالك ويخسر عمره ووقته  ولا يصل الى نتيجه مثمره ، 
وهكذا حاله لو أراد أن يأخذ بكل ما ورد من تعاليم وتوصيات وأوراد وأذكار في كتب مطبوعه ومنتشره ولو كانت عرفانيه ومعتبره ، 
وأحذّر الذين يأخذون ويعملون بالطلسمات والختومات والحجب والأدعيه من كتب لا سند لها ومؤلفها ورواتها غير معتبرين بل يجب أتلاف مثل هذه الكتب لأنّها توجب النقمه والبلاء وتضرّ بالتوكل والإيمان ويدخل النفس في ظلمات يصعب الخروج منها . 
المطلب الواحد والعشرون :
================
نفي الخواطر :
________________
نفي الخواطر وتصفية الذهن والفكر من الأغيار ، وتمركز القلب والروح في ذكر الحبيب وهو الله جلّ جلاله من أهم الأمور للسالك ، وإنّ أكثر شكاوى في مراجعتهم لنا هو هذا الموضوع ، 
وللعلاج المؤثر نوصي دائماً بحفظ جانب المراقبه والتذكًر لله في جميع الأحوال ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً خلوه وجلوه فإنّ التلقينات والتذكّرات بصوره تدريجيه تعطي ملكة الحضور وتقلّل من الغفله ، وحينئذ يتخلّص السالك من خواطر السوء لتغلّب جانب المحبّه والعشق الإلهي على الروح . 
فالحذر من التسرّع واليأس فإنّ الأمور مرهونه بأوقاتها . 
والحمد لله رب العالمين 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم