بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
من ارشادات
“الاستاذ العارف السيد هاشم الحداد” قدس سره
هو العليم الحكيم
أيّها النور المطلق ! وأيّها الروح المجرّد ! أيّها الحدّاد !
لقد كنتَ دوماً بحراً طافحاً فيّاضاً متدفّقاً علي طلاّب الحقيقة ونُشّاد سـبل السـلام بحراً خضمّاً زاخراً لا تُدرك ضفافه . أمواجه التوحيد والمعرفة ، ونتاج مياهه الوفيرة الحجّة والبرهان والسطوع والاءيقان والكشف والشهود ، والبصيرة والاءتقان . فلقد كُنت كالبحر هادراً بأمواج العلم ، ساطعاً بنور البصيرة ، متجليّاً بشعاع العرفان ، وهكذا كنت كاشفاً الحقيقة لطلاّب الصراط الحقّ وسالكي سبيل الفَناء والاندكاك في الذات الاحديّة المقدّسة .
ولقد كان الحلم والصبر ، والاستقامة والتحمّل ، والجَلَد والتمكّن في الشدائد والمصائب ، بمثابة ضفاف هذا الشطّ الواسع والبحر العريض وسواحله التي تحفظ مياه هذا البحر الموّاج المتلاطم الطافح بالعلم ، وتحرسه من فيضان كثرة العلم وطغيانه وانفلات زمامه ، لئلاّ يُحمَّل أهل العالم كلاماً أو قولاً فوق طاقتهم فتثقل كواهلهم .
أمّا كنوز هذا البحر العميق ونفائسه ، ولؤلؤه ومرجانه ، وجواهره الثمينة الغائرة في أعماقه ؛ فهي التقوي والطهارة والنور والعرفان ، التي تقدّم كأرقي وأغلي هديّة ملكوتيّة إلي عالم الاءنسانيّة .
فالسلامُ عليكَ يوم وُلدتَ ويوم مُتَّ ويوم تُبعثُ حيّاً .
اليكم المطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :
المطلب الثاني والعشرون :
================
مجلس الذكر :
-------------
إذا جلس السالك في مجلس الذكر مع رفاقه وإخوانه في الله وبمحضر من أستاذه ، فعليه أن يحفظ قلبه وأفكاره من التجسّس في أحوال الأستاذ والرفقاء وإيراد اللائمه عليهم فإنّ هذا الأمر خطير جداً يتنزل من أعلى عليّين إلى أسفل السافلين ، ولا ينتظر أن يكون أستاذه هو المهيمن والمتصرف في أحواله لأنّه يعطي بمقدار ما يفيض عليه من الغيب وبمقدار يكون هو قابلاً للأخذ ، فإذا اشتغل السالك بوظيفته ولم يتعدّ طوره واستعمل فكره في معرفة نفسه وفي رفع الحجب الظلمانيه والنوريه واستمدّ من فيوضات مجلس الذكر وصحّح نيته معهم وحمل أفعالهم على الصحّه ، وأخلص محبّته لهم عند ذلك يرى شآبيب الرّحمه - في الحديث القدسي " عند ذكر الصالحين تنزل الرحمه " - تنزل عليه وينتخب واحداً منهم ليتزوار معه في خارج المجلس وأثناء الأسبوع بعد العرض على الأستاذ والتصويب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثالث والعشرون :
================
كتمان المكاشفات :
-----------------
هناك من يصر على المكاشفه والكرامات فإذا لم ير من نفسه أو من أستاذه ما يرضي طلبه تقاعد عن الاستمرار في السير والحضور في جلسات الذكر الأسبوعي ، والعمل بما كان يفعله من قبل ، ونحن نقول لمثل هؤلاء إنّكم على خطأ فاحش من أول السلوك ولقد ضيّعتم الهدف الأساس الذي من أجله تحركتم ، أليس المقصد والهدف هو معرفة الله بالإشراق والنورانيه ، إنّ المكاشفات تنبع من عالم المثال وهي قد تحصل وقد لا تحصل وكلّما تقدّم السالك إلى عالم الحقيقه تضعفت في نفسه هذه الطلبات إلى إن تزول .
ونصيحتي لهؤلاء الضعفاء إنّه لابدّ من المجاهده لكي يصفى القلب لمعرفته سبحانه .
وأمّا ذكرها لهذا وذاك فهو غير جائز في باب العرفان الصحيح ألأ مع مشاورة الأستاذ المعنّى به .
وكتاب تذكرة الأولياء لفريد الدّين العطّار النبشابوري مليّ بمثل هذه المكاشفات ولهذا لا أنصح قرائته لكل سالك إلأ لمن تقدّم في مراتب السلوك وتمكن من تشخيص السقيم من الصحيح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الرابع والعشرون :
================
أقسام النفس :
------------
تقسيم للنفس مذكور في القرآن الكريم :
1 - النفس الأماره :
وهي الطبيعه الأوليه المذمومه ذات الطلبات والأوامر الكثيره فيما لا يرضي الله سبحانه قال الله تعالى :
{ ومآ أبرىء نفسي إنّ النّفس لأمارة بالسّوء ألّا ما رحم ربّي } .
2 - النفس اللّوامه :
وهي التي تلوم صاحبها عند ارتكاب الخطأ والحرام والمنكرات وكل ما يخالف رضى الله جلّ جلاله ، ومرتبتها أعلى من النفس الأمّاره ، وهي لا تحصل إلأ بعد البدء بعمليّة تزكية النفس وتهذيبها وتعدّ من المرتبه الثانيه من مراتب السلوك ، ولكونها مفضّله ومقيّمه عند الله أقسم بها في سورة القيامه حيث قال عزّ من قائل : { لآ أقسم بيوم القيامه * ولآ أقسم بالنّفس اللّوامه } .
3 - النفس الملهمه :
وهي ما ينتقل إليها السالك بعد لوم كثير لنفسه الأماره ، وبعد مجاهدات مريره وطويله يشعر في نفسه الفرقان المميّز قال تعالى :
{ إن تتّقوا الله يجعل لّكم فرقاناً } وقال : { واتّقوا الله ويعلمكم الله } .
4 - النفس المطمئنّه :
وهي التي استقرّت وقعدت في مقعد صدق في جوار مليك مقتدر ، نفس ملكوتيه ، وكليّه إلآهيه ، باشرت روح اليقين وزال عنها الشك والارتياب ، وانكشف لها حقيقة وحدة الوجود قال الله سبحانه :
{ يا أيتها النّفس المطمئنّه * ارجعي إلى ربّك راضيه مرّضيّه } .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الخامس والعشرون :
=================
اصطناع الأعمال المستحبه :
---------------------------
ورد في المثل المعروف : { المجاز قنطرة الحقيقه } ، ويستحب التباكي في مصائب الإمام الحسين " عليه السلام " وعليه فلو اشتغل السالك مع نفسه بأعمال تصنيعيّه قاصداً بها الوصول لمعاني طبيعيه وحقيقيه فلا بأس ولا مضرّه منها ، وقد قال بعض العرفاء : " النفس إن لم تشغلها شغلتك " .
فلو لم يحصل البكاء تباكى في مناجاته ، فلو لم يتمكن من التشرف في مشاهد الأئمه " عليهم السلام " مع حضور تام زارهم بأقل المراتب ولم يحرم نفسه من زيارتهم سيّما إذا كان وقته محدوداً ، وهكذا بالنسبه الى إتيان الفرائض والعبادات لأنّ الداعي في النفس إذا كان قوياً يجرّ السالك شيئاً فشيئاً بسبب إخلاصه وصدقه الى التأثر الذاتي والحقيقي ، ولا يخفى على السالك أنّ أمر الأستاذ لابدّ من امتثاله تعبداً وطاعةً وانقياداً على جميع الأحوال لفائدة ترويض النفس ، وأيضاً في مقام أداء الفرض الإلهي كالصلاة الواجبه لابدّ من إتيانها حتّى ولو لم يجد في نفسه التهيؤ الكامل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السادس والعشرون :
=================
علاج الأمراض الروحيه :
------------------------
إنّ معالجة المرض الروحي يشبه معالجة المرض الجسمي فينبغي للسالك أن يستفيد من الدواء المناسب ، فمثلاً لدفع البخل لابدّ من تعويد النفس على البذل والإنفاق والإطعام وإعطاء الصدقات والمبرّات ، ولا يمكن دفعه وإيجاد حال السخاء والجود بواسطة الإكثار من النوافل والعبادات ، وهكذا دفع الغفله لا يتأتى من السالك إلأ تبديله بالضد وهو تذكّر النفس بأنّها في محضر الله وملائكته الكاتبين فلا يمكن العلاج بإنشاء مؤسسات خيريّه لتحصيل ملكة الحضور
___________________________________________________________________________________
والحمد لله رب العالمين
{ إن تتّقوا الله يجعل لّكم فرقاناً } وقال : { واتّقوا الله ويعلمكم الله } .
4 - النفس المطمئنّه :
وهي التي استقرّت وقعدت في مقعد صدق في جوار مليك مقتدر ، نفس ملكوتيه ، وكليّه إلآهيه ، باشرت روح اليقين وزال عنها الشك والارتياب ، وانكشف لها حقيقة وحدة الوجود قال الله سبحانه :
{ يا أيتها النّفس المطمئنّه * ارجعي إلى ربّك راضيه مرّضيّه } .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الخامس والعشرون :
=================
اصطناع الأعمال المستحبه :
---------------------------
ورد في المثل المعروف : { المجاز قنطرة الحقيقه } ، ويستحب التباكي في مصائب الإمام الحسين " عليه السلام " وعليه فلو اشتغل السالك مع نفسه بأعمال تصنيعيّه قاصداً بها الوصول لمعاني طبيعيه وحقيقيه فلا بأس ولا مضرّه منها ، وقد قال بعض العرفاء : " النفس إن لم تشغلها شغلتك " .
فلو لم يحصل البكاء تباكى في مناجاته ، فلو لم يتمكن من التشرف في مشاهد الأئمه " عليهم السلام " مع حضور تام زارهم بأقل المراتب ولم يحرم نفسه من زيارتهم سيّما إذا كان وقته محدوداً ، وهكذا بالنسبه الى إتيان الفرائض والعبادات لأنّ الداعي في النفس إذا كان قوياً يجرّ السالك شيئاً فشيئاً بسبب إخلاصه وصدقه الى التأثر الذاتي والحقيقي ، ولا يخفى على السالك أنّ أمر الأستاذ لابدّ من امتثاله تعبداً وطاعةً وانقياداً على جميع الأحوال لفائدة ترويض النفس ، وأيضاً في مقام أداء الفرض الإلهي كالصلاة الواجبه لابدّ من إتيانها حتّى ولو لم يجد في نفسه التهيؤ الكامل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السادس والعشرون :
=================
علاج الأمراض الروحيه :
------------------------
إنّ معالجة المرض الروحي يشبه معالجة المرض الجسمي فينبغي للسالك أن يستفيد من الدواء المناسب ، فمثلاً لدفع البخل لابدّ من تعويد النفس على البذل والإنفاق والإطعام وإعطاء الصدقات والمبرّات ، ولا يمكن دفعه وإيجاد حال السخاء والجود بواسطة الإكثار من النوافل والعبادات ، وهكذا دفع الغفله لا يتأتى من السالك إلأ تبديله بالضد وهو تذكّر النفس بأنّها في محضر الله وملائكته الكاتبين فلا يمكن العلاج بإنشاء مؤسسات خيريّه لتحصيل ملكة الحضور
___________________________________________________________________________________
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
Tags:
المطالب السلوكيه