بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
من ارشادات
“الاستاذ العارف السيد هاشم الحداد” قدس سره
السيد الحداد وعلى يساره السيد محمدحسين الطهراني |
إن دراسة حياة العلماء والعارفين ، تعود بالنفع على صاحبها من عدة نواحي ، سواء من الناحية السلوكية ، أو حتى من الناحية العلمية ، في ليست حصراً في مجال دون آخر .
بمعنى : عندما أدرس شخصية الإمام الراحل الخميني قدس سره ، فإني أستفيد من علومه التي تعلمها من الحوزة العلمية المقدسة ، وأيضاً من الجانب العبادي ، فعندما أعرف أسباب إنتصار ثورته المباركة ، فإني سوف أكرس ما علمته من حياته لتطبيقها في حياتي لأنتصر كما انتصر .
ومن هنا كانت أهمية دراسة سيرة الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، فعندما أدرس حياة الإمام الصادق عليه السلام - على سبيل المثال - فإني سوف أستفيد من كونه عابداً لله ، وأعرف كيف كان يعبد الله ، وكيف يدعوه ,ويناجيه ، ومن الجانب العلمي
في كلامه حول الكيمياء على - سبيل المثال - .
وقد أشرت إلى هذه النقطة، حتى أبين ماهي الفائدة من طرح هكذا المواضيع ، وإنها تعد من أبرز أسباب النجاح في السير والسلوك ، وفي النجاح دنيوياً كذلك !
وقد ولد السيد هاشم _ قدس سره _ في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1317 هــ , وبالطبع فقد ترعرع في جو مليئ بالعشق الولائي لآل البيت عليهم السلام ,لا سيما سيد الشهداء عليه السلام , وبالعفة الطهارة , والعبادة , والورع .
وإما بالنسبة لوالده - السيد قاسم - فقد ولد في كربلاء المقدسة أيضاً ، والسبب في ذلك ، أن السيد حسن - جد السيد هاشم-
جيء به إلى كربلاء ، بعد غزو الأعداء للمنقطة ، التي كان يقطنها في الهند وتسمى [[ نكلو ]] اسيراً مع الأسرى ، وقد كانت من عادات تلك المنطفة ، بيع الأسرى الذين يأسرونهم في الحروب والمعارك , وقد بيع السيد حسن" رحمه الله " لعائلة هندية شيعية ثرية , تسمى بأفضل خان , وأحفادهم حد هذا اليوم موجودين , وبعد مدة جاءت هذه العائلة إلى كربلاء المقدسة لمجاورة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي" عليهما السلام " وكان السيد حسن - رحمه الله - بصحبتهم .
وأما بالنسبة لوالدته , فهي إمرأة ذاهبة وغارقة في حب وعشق أهل البيت عليهم السلام , وبالخصوص الإمام الحسين عليه السلام , فهي كما يقول عنها السيد هاشم الحداد _قدس الله سره_ : (( إنها كانت من المؤمنات المواظبات على زيارة عاشوراء يومياً , حيث إنها بعد صلاة الصبح كانت تشتغل بالتعقيبات , ومن جملتها زيارة عاشوراء الكاملة - اللعن مائة مرة والشرائط الأخرى -فقد كانت تقرأ الزيارة وهي مشغولة في إعداد وجبة الفطور لأولادها , فكانت أنوار وبركاته هذه الزيارة العظيمة تنتشر على المائدة التي يتناولها الأولاد , وفي عروقهم ينمو الولاء لأهل البيت عليهم السلام , والبراءة من أعدائهم )) .
ويقول كذلك السيد هاشم الحداد _ قدس سره _ ( إن توفيقي بهذا المقام أنها أخبرتني - رحمها الله - وقالت لي ولدي هاشم , منذ أن حملتك إلى أن وضعتك وأنا أقرأ عليك بعد كل فريضة صبح زيارة عاشوراء ) .
واليكم المطالب السلوكيه في العرفان العملي أو السير والسلوك الروحي :
المطلب الثالث عشر :
عروض الحالات العصبيه :
القلق وضيق الخلق قد يعرضان للسالك في بعض منازله فعند بروز هذه الحاله العصبيّهيجب أن يسكت السالك إلى أن تزول والأخص إذا كان أمامه شخص فلا يتكلم ولا يرتب أثراً إلى أن يستقر ويهدأ تماماً .
المطلب الرابع عشر :
إتباع الأستاذ :
في الامراض الّتي تعرض على الجسم يحتاج الإنسان لمراجعة طبيب حاذق ، وعند مراجعته له يأخذ نسخة الطبيب إلى االصيدليه من غير تأمل ويعمل بموجبها من غير سؤال وإعتراض ، وهكذا يجب أن يكون السالك حين يحظى بأستاذ وطبيب روحاني ويعرض عليه أمراضه الروحيه فإنّ عليه أن يتعبد ويلتزم بكل ما يوجّهه معلّمه ، وإلاّ فمع الشك والترديد والسؤال والاعتراض لن ينجح أبداً .
ومع مرور الزمان والانتقال إلى مرتبه أعلى في العرفان العملي يمكنه أن يفهم أنّ كلّما صدر عن أستاذه كان في محلّه ، وأحسن مثل لمطلبنا هذا هو قصة النبي موسى بن عمران " عليه السلام " مع معلّمه النبي خضر " عليه السلام " كما هو مذكور في القرآن الكريم .
المطلب الخامس عشر :
رفيق الطريق :
عند فقدان الأستاذ الخاص على السالك أن يستفيد من الأستاذ العام ، ويستعين برفيق مؤمن يتآخى معه في محبّة الله - في الحديث " الوحده خير من جليس السوء والجليس الصالح خير من الوحده " - فإنّ المؤمن مرآة المؤمن يتعاونان في رفع بعض الموانع وإيجاد المقتضيات ومطالعة الكتب الأخلاقيه والعرفانيه ذات المنهج المرن والصحيح ، ثمّ إنّه سبحانه لو عرف صدق نيّته وطهاة قلبه قضى حاجته ودلّه على دليل أمين يأخذ بيده إلى ساحل النجاة .
المطلب السادس عشر :
مجالس الذكر :
إنّ اتحاد قلوب السالكين واجتماع همهم في الله يؤثر كثيراً في جذب المدد الغيبي والفيض الإلهي .
فمثل هذه المجالس لها حرمتها وآدبها الخاصه بها ، فيجب أن يكون الحضور مع الطهاره والجلوس مستقبلاً للقبله كحال التشهد في الصلاة ، مع البدء بتفكر وسكوت محض طيلة نصف ساعه على أقل التقادير ، ثمّ تلاوة كتاب الله لمدة عشر دقائق - في الحديث " من قرأ القرآن فكأنما شافهني وشافهته " - ثمّ تلاوة بعض الأدعيه المناسبه لمدة -15 - دقيقه ، وهذه الأدعيه تنطبق مضامينها مع أحوال السالك فتحرك روحه إلى التوحيد والفناء وتبرّد من غليله ، وذلك كأدعية المناجاة الشعبانيه والمناجاة الخمسة عشر ودعاء يستشير ومقاطع من دعاء الجوشن الكبير وما شابه ذلك .
ولا بأس بأن يختم المجلس لمدة نصف ساعه بمذاكرة مقدار من مطالب أحد الكتب المدونه في العرفان العملي مثل كتاب " منازل السائرين " للخواجه عبد الله الأنصاري ، وكتاب " لبّ اللباب " للعلاّمه الطهراني وكتاب " لقاء الله " للميرزا جواد الملكي وكتب أخرى مماثله .
وهذه المجالس إمّا أن تثبت في مكان أو أن تكون متنقله في منازل الإخوان ، وتنعقد في الاسبوع مرّه واحده مع حضور الأستاذ أو من يعينه من قبله .
فأن سيّدنا الجدّاد " قدس سره " - الكلام للشيخ محمد صالح الكميلي - كان هو بنفسه يترنّم بها وقد أوصاني بقرائتها ولا زلي أحفظ منها وأزوالها .
المطلب السابع عشر :
البلاء :
أنّ البلاء للسالك نعمه ، والصبر عليه من أفضل أنواع الصبر ، وقد كان الأنبياء والأولياء يرحبون به من عمق قلوبهم ، وورد أنّ العبد كلّما كان مقرباً عند ربّه كان معرضاً للبلاء أكثر من غيره بل يزداد ابتهاجاً وسروراً ، كما فعل عن حال مولانا الإمام الحسين " عليه السلام " يوم عاشوراء ، - في الحديث : لو كان المؤمن في حجر لقيّض الله له من يؤذيه " - .
ولكن مع هذا كلّه يجب أن يعلم أنّ السالك لا يحق له أن يطلب البلاء بديلاً عن طلب العافيه .فقد ورد عنهم " عليهم السلام " هذا الدّعاء : { اللّهم فلا تبتلني ، فإن ابتليتني فصبّرني ، ولكن العافيه أحبّ إليّ } والإمام لم يطلب البلاء بل كان يطلب العافيهمنه سبحانه .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :