بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
محبة أهل البيت عليهم السلام
الموت لا خوف ، فيه بحسب الظاهر هو نفس النوم ، وبخصوص مشكلات ما بعد الموت أيضاً فإنه بمقدار شعره واحده من محبّة أهل البيت " عليهم السلام " كافيه للنجاة ونحن نمتلك ذاك المقدار من المحبه .المحبه الصادقه هي هذه ، أن لا يكون فيها المحبّه المخالفه فأي شخص يحبّ أيّ واحد من هؤلاء الأربعة عشر معصوماً فعمله تامّ ، وشرطه فقط أن تكون محبّته صادقه .
لا نفقد دون ثمن ! :
جعل الله هذا التوجه والإراده والمحبه لأهل البيت " عليهم السلام " باقيه وراسخه فينا فإنّ أهل مكه والمدينه كانت لديهم نعمة الولايه وأهل البيت " عليهم السلام " أيضاً ، ولكن جاء في الروايه أنّهم لم يقدّروا نعمة الولايه ، لذلك انتقلت للأعاجم - يقول أبو هريره: ( قال ناس من اصحاب رسول الله صل الله عليه - واله - وسلم : يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال : وكان سلمان بجنب رسول الله صل الله عليه - واله - وسلم قال : فضرب رسول الله صل الله عليه - واله - وسلم فخذ سلمان وقال : هذا وأصحابه ، والّذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ) قدر الله للعجم بأن لا تزول هذه النعمه من أيديهم مجاناً والتي جاءتهم بالمجّان .
الالتزام القلبي مقدّم على أصل الصلاة :
إنّ المرتبهالأولى في الاعتقاد بإمامة الأئمه " عليهم السلام " هو الالتزام القلبي بوصاية الأئمه الاطهار " عليهم السلام " وخلافتهم وتوصية رسول الله " صل الله عليه وآله " بهم والتصريح بأسمائهم وأسماء آبائهم العظماء وبمرجعيتهم ،
المرحله التاليه هي الالتزام العملي بمتابعتهم لا أنّه نصلي ثمّ لا نقبلهم إمامتهم ، بل يجب أن نعلم أنّه يجب أن نؤدي الصلاة على وفّق تعاليمهم .
هذا الالتزام القلبي مقدّم على أصل الصلاة ، لأنّ الفاسق التارك للصلاة إذا كان في طريق الأئمه " عليهم السلام " فهو في طريق النجاة على العكس فإنّ الشخص الذي لا يعتقد بهم وهو منحرف عن الإمامه هو هالك ، وإن كان يصلي لأن اعتقاده خراب - عن أمير المؤمنين " عليه السلام " :{ لو أنّ رجلاً قام بين الرّكن والمقام وصام الدّهر كلّه ولم يكن على ولايتنا ما أغنى ذلك عنّه شيئاً } . الويل للأشخاص الذين يدّعون القرب من الله ولكن لا يعرفون وليّه .
تكليف إلهي :
نسأل الله ينبّهنا ويوقظنا حتّى نعلم التكليف الإلهي بالنسبة لأنفسنا ، وأن نبتعد عن الأشخاص الذين يجب أن نبتعد عنهم ، ونقترب من الأشخاص الذين يجب أن نقترب منهم وأمرنا بمحبّتهم والقرب منهم ، أي القرآن والعتره وأن نحبّهم ونتولاهم .
أستحقاق العشق :
نسأل الله أن يحصل لدينا عشق لمجموع القرآن والعتره حتى نستطيع أولاً أن نجد وحدة القرآن والعتره والمزيج المركب من كليهما ، وثانياً في مقام التبعيه والعمل أن نطوف طواف العشق مع التوجّه إليهما وعلى محورهما ، ولنعلم أنّهما الأكثر أستحقاقاً لبذل العشق من أي معشوق .
ما يتعلق بالنبي يوسف " عليه السلام " أنّه : { جماله في نفسه أعلى من جماله في بدنه وجماله النفساني أعظم من جماله الجسماني وكل نبي أو وصيّ نبي جماله الروحاني أعظم من جمال يوسف الجسماني } فجماله النفساني والباطني أفضل وأكبر من جماله البدني والجسماني ، وواضح أنّ هذا ليس مختصاّ بالنبي يوسف " عليه السلام " بل إنّ الجمال الروحاني لجميع الأنبياء والأوصياء وخلفائهم " عليهم السلام " أفضل وأحسن من الجمال الجسماني للنبي يوسف " عليه السلام " .
فهل { وقطعن أيديّهنّ } كذب أم صدق ؟؟؟!!!
فهل ( هو في باطنه أحسن منه في ظاهره ) كذب ؟؟؟!!
فضلاً عن { وما أوتيتم من إلّا قليلا } لقد أخفي الجمال الواقعي للنبي يوسف " عليه السلام " ، كذلك ورد أنّه أعطى يوسف شطر الحسن والنصف الأخر لباقي الناس .
العشق للقرآن هو عشق لأهل البيت " عليهم السلام " :
الويل للذين لم ينظروا الى أهل البيت " عليهم السلام " وكلماتهم بعين العظمه والفخامه ، أو لم يفهموا ما الخبر فيهما هل من الممكن أن نجد التعشّق للقرآن ولا نجده لأهل البيت " عليهم السلام " أو بالعكس ؟! .
فإذا كان الحسن والجمال والبهاء في القرآن ومحبّة أهل البيت " عليهم السلام " هي جميعها بالنسبه للانسان ولا يفهم أي أشياء مكنونه في القرآن ، فإذن ماذا استفاد من الإنسانيه ؟! .
نعمة الولايه :
كم يجب أن يشكر الشيعه أنّ صفقتهم هي مع أهل البيت " عليهم السلام " وأنّ الله أعطاهم نعمة الولايه ، يقول الطنطاوي حول الصحيفه السجاديه : { دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق } . الشيخ طنطاوي بن جوهري من مشاهير علماء أهل السنه وصاحب تفسير الجواهر في تفسير القرآن الكريم : " وأنّي كلّما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ، الصحيفه السجاديه مع مقدمة أية الله المرعشي النجفي .
أكثر الناس في الدنيا هم نصارى وهم محرمون من القرآن ، وأكثر الفرق الإسلاميه هم السنه وغير الشيعه وهم محرمون من الصحيفه السجاديه والأدعيه المأثوره عن أهل البيت " عليهم السلام " ونهج البلاغه .
ميراث أهل البيت " عليهم السلام " :
لقد وضعوا جميع هذه الودائع ، الكتب ، مخازن العلم - أي الميراث العلمي المأثور عن أهل البيت " عليهم السلام " - الروايات والأدعيه تحت تصرفنا على نحو أنّه إذا اراد شخص أن يجد إماماً حاضراً أو يصغي لصوته من الشريط أو يكون في خدمته حتّى يستمع إلى مطالبهم لا أنّه هو نفسه يتكلّم في محضرهم ، لا يجد أفضل من هذا - أي ودائع أهل البيت " عليهم السلام " التي هي رواياتهم الشريفه - كل شيء في متناول أيدينا ولكن حالنا مثل حال الاشخاص الذين لا يملكون شيئاً ، لا يعترفون بالقرآن ولا يقبلون العتره ولا رواياتهم !
إذا كان الأئمه الأطهار " عليهم السلام " حاضرين كان يجب أيضاً أن نعمل برواياتهم هذه نفسها .
لابدّ أن يكون عذرنا أنّه في حالة حضورهم لم نكن مجبرين أيضاً أن نتّبعهم ونصغي لكلامهم ، كما قد أدّينا الامتحان على مدى التاريخ ، إذ لم نكن نعرف قدرهم أو منزلتهم في زمان حضورهم ! .
كيف نصبح كسلمان " رضي الله عنه " :
إذا كنّا نشخّص أنّه يجب أن نكون في حياتنا مع مطالب وعلوم وأدعية وأحاديث أهل البيت " عليهم السلام " فيكون أمرنا تامّاً وكاملاً ، ولكن ماذا نعمل إذ أنّه أحياناً نميل إلى هذا وأحياناً نميل الى ذاك ؟! - أي الميل الى الامور التي تبعدنا عن الله تعالى وأهل البيت " عليهم السلام " .
لو شخصنا أعيننا الى نهج البلاغه والصحيفه وخطب وبيانات الأئمه " عليهم السلام " كان عملنا صحيحاً ، ولاستعلى علمنا ومحبّتنا وإيماننا ، حسب النقل إنّه على إثر المتابعه والالتزام قد وصل سلمان - رضي الله عنه - الى مرتبه من حيث العلم والمعرفه بحيث قال قبل سنوات من واقعة كربلاء : { إذا أدركتم سيد شباب أهل الجنه فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه } ومرّت سنوات عديده حتّى تحقّق هذا الامر . - لقد قال زهير بن القين لأصحابه بعد أن صمم على نصرة سيد الشهداء " عليه السلام " :
( من أحبّ منكم أن يتبعني وإلا فهو آخر العهد ، إنّي سأحدثكم حديثاً : إنّا غزونا البحر - بلنجر - ففتح الله علينا وأصبنا غنائم فقال سلمان رحمه الله : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم الغنائم ؟ فقلنا : نعم فقال : إذا أدركتم سيد شباب آل محمد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه ممّا أصبتم اليوم من الغنائم ) . بحار الانوار ، ارشاد المفيد .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :