الصبر والجزع

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد

الصبر والجزع 
ـــــــــــــــــــــــ





الصبر :
ــــــــــــ
صفه كريمه وخلق حسن يمكن إدراجه تحت الفروع الثلاثه : الحكمه والعفه والشجاعه ، وكذلك الفرع الرابع العداله .
فالكل يحتاج الى الصبر ، والصبر دعامه له وجزء له ، وإنّما نذكره هنا لأنّ أشدّ ما يحتاج الإنسان الى الصبر في هذا الفرع  وهو العفه .
الصبر :
ـــــــــــــ
 عرف بتعريفات كثيره أبينها :
هو قهر النفس على احتمال المكاره في ذات الله تعالى وتوطينها على تحمل المشاق وتجنب الجزع ، ومن حمل نفسه وقلبه على هذا التذليل سهل عليه فعل الطاعات وتحمل مشاق العبادات وتجنب المحظورات .
والجزع :
ــــــــــــــــ
هو إطلاق دواعي الهوى الدال على ضيق الصدر بإظهار التبرم والتضجر ، وهو ناتج من ضعف النفس وصغرها ، وهو يقابل الصبر في باب العفّه ، والصبر في باب الشجاعه .
والجزع في المصائب من المهلكات ، لأنّه في الحقيقه إنكار لقضاء الله عزّ وجلّ وكراهه لحكمه وسخط على فعله  تعالى ،
والجزع من جنود الجهل والفطره المحجوبه ، وبالمقابل الصبر من الفطره الراضيه بقضاء الله العارفه بالمصلحه المكنونه في فعله وإرادته .
وهذا الجندي ( الصبر ) ممّا يدخل بالتدريج فيراعي الترتيب والتدريج البطيء ، ولكن بدخوله التدريجي يحرز المكان الذي يحتله ولا يتنازل عنه فيما بعد أبداً مهما كان .
 لا يخفى أنّ الإنسان خلال مدة حياته والتي ملاكها التكليف والمعرفه وبالتالي العباده ، يمرّ بإختبارات على جميع مستويات قواه الغضبيه والواهمه والشهويه فهو مطالب بالموازنه والإعتدال والبقاء على الجاده والصراط المستقيم والدعامه المساعده على طول المسير هو الصبر في الإختبار لكي يحقق وصل الحبيب ، وقد مرّ أنبياء الله عزّ وجلّ والأئمه " عليهم السلام " بهذه الإبتلاءات حتى قال نبيّنا " صل الله عليه واله "  { ما أوذي نبي مثل ما أوذيت } وأبرز حالات الأنبياء في الصبر ما مرّ على النبيين الكريمين أيوب ويوسف " عليهم السلام " وكيف أبتليا ببلاءات متعدده يمكن أن يقال هي شامله ومثال للقوى الثلاث .
وفي معرض بيان الصبر وما جرى على يوسف الصدّيق " عليه السلام " يقول أبو بصير سمعت أبا عبد الله " عليه السلام " يقول :
{ إنّ الحرّ حرّ على جميع أحواله ، أن نابته نائبه صبر لها وإن تداكّت  عليه المصائب لم تكسره وإن أسر وقهر وأستبدل باليسر عسراً كما كان يوسف الصدّيق الأمين " صلوات الله عليه " لم يضرر حريته إن أستعبد وقهر وأسر ولم تضرره ظلمة الجبّ ووحشته وما ناله أن منّ الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبداً بعد إذ كان له مالكاً فأرسله ورحم به أمه ، وكذلك الصبر يعقب خيراً فاصبروا ووطّوا أنفسكم على الصبر تؤجروا } .
إنّ الصبر مقرون دائماً بالفرج وهو مفتاحه ولا روح ولا فرج ولا ظفر إلا بالصبر ، والظفر بلا صبر لا يكون ظفراً حقيقياً وليس له فخر بذلك الظفر لأنّه لم يكن عن صبر .
الشكوى قد تكون الى الخالق وقد تكون الى المخلوق ، والشكوى الى المخلوق تاره تكون الى مؤمن وتاره الى غيره ، ولاشك لغير المؤمن أمرمبغوض بالإضافه الى كونه خلاف الصبر ، لأنّ في ذلك إعطاء فرصه للمقابل للأعتراض على الله عزّ وجلّ وعدم الإيمان به ، أمّا الشكوى الى المؤمن وإن كانت أمراً سائغاً باعتبار (  إنّ من شكى الى أخيه المؤمن فقد شكى الى الله ) ، ألا أنّه خلاف الصبر والتوكل وكان عليه أن يرضى بما إبتلاه به الله عزّ وجلّ وهذان النوعان واضحان .
وإنّما الكلام في الشكوى الى الله تعالى فهل أنّ الشكوى إليه تعالى وإظهار الجزع خلاف الصبر خاصه بعدما عرفت من أنّ معنى الصبر هو عدم إظهار  الشكايه ؟؟
فهل  يتمسك بعمومه فتون الشكوى الى الله تعالى خلاف الصبر ؟؟
والجواب هو :
إنّ الشكوى الى الله تعالى ليست خلاف الصبر وأنّما هو خلاف مقام الرضا ، والعبد الممتحن إذا أصابه مكروه وألمت به مصيبه ولم يشكه حتّى الى خالقه فسيحصل على مقامين :
1 - الأسرار الملكوتيه ومعرفة الحقائق في قابل الأيام لأنّ السرّ يحتاج الى الصبر .
2 - أن يحلو في نظره وقلبه كل ما ينزل من الله تعالى ويكون ذلك مقدمه لنيل مقام الرضا ، وهذا المعنى يتضح في حديث الإمام الباقر " عليه السلام " في أيام طفولته سأل جابر بن عبد الله الأنصاري فقال :  ( كيف تجد حالك ؟ قال : أنا في حال الفقر أحبّ إليّ من الغنى ، والمرض أحبّ إليّ من الصحه والموت أحب إليّ من الحياة ، فقال الإمام " عليه السلام " : أمّا نحن أهل البيت فما يرد علينا من الله  من الفقر والغنى والمرض والصحه والحياة فهو أحبّ إلينا ) .
وعلى هذا فإنّ الجزع ممقوت ، والشكوى الى غير المؤمن مذمومه ، والصبر مع الشكوى للمؤمن هو صبر العوام ، والصبر مع الشكوى الى الله هو صبر المتوسطين ، والصبر بلا شكوى مطلقاً هو صبر العالين والعرفاء الكمّلين ، ولهذا الصبر درجات كلّها تكون للعارفين الكمّل وهم يتدرّجون في ذلك  وهذه هي الدرجات :
1 - الصبر في الله : 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو الثبات في المجاهده وترك ما هو متعارف لدى الناس ومألوف عندهم بل ترك نفسه في سبيل الحبيب وهذا المقام عائد لأهل السلوك .
2 - الصبر مع الله : 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو لأهل الحضور ومشاهدي الجمال  حيث الخروج من جلباب الإنسانيه والتجرد عن ملابس الأفعال والصفات ولدى تجلّي القلب بتجلّيات الأسماء والصفات وتوارد واردات الأنس والهيبه وحفظ النفس من التلونات والغياب عن مقام الأنس والشهود .
3 - الصبر عن الله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو من درجات العشاق والمشتاقين من أهل الشهود والعيان عندما يعودون الى عالمهم ويرجعون الى عالم الكثرات والصحو .
وهذا من أصعب مراتب الصبر وأقسى المقامات وقد أشار الى هذه المرتبه مولى السالكين وإمام الكمّلين وأمير المؤمنين " عليه السلام " في الدعاء الشريف الموسوم بدعاء كميل وفيه : (فهبني  يا ألهي وسيّدي ومولاي وربّي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك  ) .
4 - الصبر بالله : 
ـــــــــــــــــــــــــــ
وهو لأهل التمكين والإستقامه حيث يحصل بعد الصحو والبقاء بالله وبعد التخلق بأخلاق الله ولا نصيب إلا للكمّلين .
والحمد لله رب العالمين 
ـــــــــــــــــــــــ





الصبر :
ــــــــــــ
صفه كريمه وخلق حسن يمكن إدراجه تحت الفروع الثلاثه : الحكمه والعفه والشجاعه ، وكذلك الفرع الرابع العداله .
فالكل يحتاج الى الصبر ، والصبر دعامه له وجزء له ، وإنّما نذكره هنا لأنّ أشدّ ما يحتاج الإنسان الى الصبر في هذا الفرع  وهو العفه .
الصبر :
ـــــــــــــ
 عرف بتعريفات كثيره أبينها :
هو قهر النفس على احتمال المكاره في ذات الله تعالى وتوطينها على تحمل المشاق وتجنب الجزع ، ومن حمل نفسه وقلبه على هذا التذليل سهل عليه فعل الطاعات وتحمل مشاق العبادات وتجنب المحظورات .
والجزع :
ــــــــــــــــ
هو إطلاق دواعي الهوى الدال على ضيق الصدر بإظهار التبرم والتضجر ، وهو ناتج من ضعف النفس وصغرها ، وهو يقابل الصبر في باب العفّه ، والصبر في باب الشجاعه .
والجزع في المصائب من المهلكات ، لأنّه في الحقيقه إنكار لقضاء الله عزّ وجلّ وكراهه لحكمه وسخط على فعله  تعالى ،
والجزع من جنود الجهل والفطره المحجوبه ، وبالمقابل الصبر من الفطره الراضيه بقضاء الله العارفه بالمصلحه المكنونه في فعله وإرادته .
وهذا الجندي ( الصبر ) ممّا يدخل بالتدريج فيراعي الترتيب والتدريج البطيء ، ولكن بدخوله التدريجي يحرز المكان الذي يحتله ولا يتنازل عنه فيما بعد أبداً مهما كان .
 لا يخفى أنّ الإنسان خلال مدة حياته والتي ملاكها التكليف والمعرفه وبالتالي العباده ، يمرّ بإختبارات على جميع مستويات قواه الغضبيه والواهمه والشهويه فهو مطالب بالموازنه والإعتدال والبقاء على الجاده والصراط المستقيم والدعامه المساعده على طول المسير هو الصبر في الإختبار لكي يحقق وصل الحبيب ، وقد مرّ أنبياء الله عزّ وجلّ والأئمه " عليهم السلام " بهذه الإبتلاءات حتى قال نبيّنا " صل الله عليه واله "  { ما أوذي نبي مثل ما أوذيت } وأبرز حالات الأنبياء في الصبر ما مرّ على النبيين الكريمين أيوب ويوسف " عليهم السلام " وكيف أبتليا ببلاءات متعدده يمكن أن يقال هي شامله ومثال للقوى الثلاث .
وفي معرض بيان الصبر وما جرى على يوسف الصدّيق " عليه السلام " يقول أبو بصير سمعت أبا عبد الله " عليه السلام " يقول :
{ إنّ الحرّ حرّ على جميع أحواله ، أن نابته نائبه صبر لها وإن تداكّت  عليه المصائب لم تكسره وإن أسر وقهر وأستبدل باليسر عسراً كما كان يوسف الصدّيق الأمين " صلوات الله عليه " لم يضرر حريته إن أستعبد وقهر وأسر ولم تضرره ظلمة الجبّ ووحشته وما ناله أن منّ الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبداً بعد إذ كان له مالكاً فأرسله ورحم به أمه ، وكذلك الصبر يعقب خيراً فاصبروا ووطّوا أنفسكم على الصبر تؤجروا } .
إنّ الصبر مقرون دائماً بالفرج وهو مفتاحه ولا روح ولا فرج ولا ظفر إلا بالصبر ، والظفر بلا صبر لا يكون ظفراً حقيقياً وليس له فخر بذلك الظفر لأنّه لم يكن عن صبر .
الشكوى قد تكون الى الخالق وقد تكون الى المخلوق ، والشكوى الى المخلوق تاره تكون الى مؤمن وتاره الى غيره ، ولاشك لغير المؤمن أمرمبغوض بالإضافه الى كونه خلاف الصبر ، لأنّ في ذلك إعطاء فرصه للمقابل للأعتراض على الله عزّ وجلّ وعدم الإيمان به ، أمّا الشكوى الى المؤمن وإن كانت أمراً سائغاً باعتبار (  إنّ من شكى الى أخيه المؤمن فقد شكى الى الله ) ، ألا أنّه خلاف الصبر والتوكل وكان عليه أن يرضى بما إبتلاه به الله عزّ وجلّ وهذان النوعان واضحان .
وإنّما الكلام في الشكوى الى الله تعالى فهل أنّ الشكوى إليه تعالى وإظهار الجزع خلاف الصبر خاصه بعدما عرفت من أنّ معنى الصبر هو عدم إظهار  الشكايه ؟؟
فهل  يتمسك بعمومه فتون الشكوى الى الله تعالى خلاف الصبر ؟؟
والجواب هو :
إنّ الشكوى الى الله تعالى ليست خلاف الصبر وأنّما هو خلاف مقام الرضا ، والعبد الممتحن إذا أصابه مكروه وألمت به مصيبه ولم يشكه حتّى الى خالقه فسيحصل على مقامين :
1 - الأسرار الملكوتيه ومعرفة الحقائق في قابل الأيام لأنّ السرّ يحتاج الى الصبر .
2 - أن يحلو في نظره وقلبه كل ما ينزل من الله تعالى ويكون ذلك مقدمه لنيل مقام الرضا ، وهذا المعنى يتضح في حديث الإمام الباقر " عليه السلام " في أيام طفولته سأل جابر بن عبد الله الأنصاري فقال :  ( كيف تجد حالك ؟ قال : أنا في حال الفقر أحبّ إليّ من الغنى ، والمرض أحبّ إليّ من الصحه والموت أحب إليّ من الحياة ، فقال الإمام " عليه السلام " : أمّا نحن أهل البيت فما يرد علينا من الله  من الفقر والغنى والمرض والصحه والحياة فهو أحبّ إلينا ) .
وعلى هذا فإنّ الجزع ممقوت ، والشكوى الى غير المؤمن مذمومه ، والصبر مع الشكوى للمؤمن هو صبر العوام ، والصبر مع الشكوى الى الله هو صبر المتوسطين ، والصبر بلا شكوى مطلقاً هو صبر العالين والعرفاء الكمّلين ، ولهذا الصبر درجات كلّها تكون للعارفين الكمّل وهم يتدرّجون في ذلك  وهذه هي الدرجات :
1 - الصبر في الله : 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو الثبات في المجاهده وترك ما هو متعارف لدى الناس ومألوف عندهم بل ترك نفسه في سبيل الحبيب وهذا المقام عائد لأهل السلوك .
2 - الصبر مع الله : 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو لأهل الحضور ومشاهدي الجمال  حيث الخروج من جلباب الإنسانيه والتجرد عن ملابس الأفعال والصفات ولدى تجلّي القلب بتجلّيات الأسماء والصفات وتوارد واردات الأنس والهيبه وحفظ النفس من التلونات والغياب عن مقام الأنس والشهود .
3 - الصبر عن الله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو من درجات العشاق والمشتاقين من أهل الشهود والعيان عندما يعودون الى عالمهم ويرجعون الى عالم الكثرات والصحو .
وهذا من أصعب مراتب الصبر وأقسى المقامات وقد أشار الى هذه المرتبه مولى السالكين وإمام الكمّلين وأمير المؤمنين " عليه السلام " في الدعاء الشريف الموسوم بدعاء كميل وفيه : (فهبني  يا ألهي وسيّدي ومولاي وربّي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك  ) .
4 - الصبر بالله : 
ـــــــــــــــــــــــــــ
وهو لأهل التمكين والإستقامه حيث يحصل بعد الصحو والبقاء بالله وبعد التخلق بأخلاق الله ولا نصيب إلا للكمّلين .
والحمد لله رب العالمين 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم