القلب السليم والشك

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد


القلب السليم والشك 

الحياة النظيفه :
ــــــــــــــــــــــ
الايمان يخلق في الانسان حياة جديده ، في حين يحرم منها الانسان غير  المؤمن ، وهي الحياة التي عبر عنها القرآن الكريم احياناً بالنظيفه والطيبه { فلنحيينه حياةً طيبه } ، واحياناً اخرى ب{ النور } { يوم ترىالمؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم }  كما ذكر القرآن المؤمن كالميت الذي احياه الله ومنحه النور { أومن كان ميتً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس } .
حقيقة الايمان هي  البحث والتصديق والعلم ، هل يستوي الذي يعلم مع الذي لا يعلم { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } وهل يشبه الاعمى البصير ، والظلام والنهار ، وهل يستوي المؤمن بلاجل وعالم الغيب والجنه والبرزخ بدون أي شك ، مع المرتاب بكل شيء ؟ { وما يستوي الأعمى والبصير ، ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور } .
يكفي المقدار الذي يكون فيه المؤمن في هدوء وصفاء واطمئنان نفس ،
فإن المشكك والكافروالمنافق يكون في اظطراب وقلق ودوار ، المؤمن عنده رئيس ومولى ومولاه الله ، اما الكافر فلا مولى له .
{
ذلك  بأن الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم } .
في بعض الاحيان نصبح ذوي قلبين عندما نريد ان نؤدي او نترك بعض الاعمال العاديه والامور اليوميه ، وهنا نبتلى بنوع من الاضطراب والقلق ، ونميل في مثل هذه الحاله الى الاسراع في اتخاذ قرار ينقذنا من عدم وضوح المسؤوليه .
ويمكن ان نلاحظ تأثير هذه المسأله الواقعه بدرجات اعلى عندما يكون التشكيك في اصول العقيده .
فالذي يشك في عقيدته ليسقط في ظلمة النفس والانتقام الداخلي الذي لا يمكن وصفه باللسان والقلم . { ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم } .
الحقيقه يمكن ان نعبر عنه ( الكافر ) كما وصفه القرآن : في ظلمات قعر البحر الهائج الذي تتعاقب موجاته وفي الليل الذي يغطيه السحاب المظلم وليس هناك اي منفذ للنور بحيث لو انه اخرج يده لم يكد يراها ، نعم فالذي لم يمنحه الله نوراً فليس له من  نور { أو كلظلمات في بحر لجّي يغشاه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض } .
وعلى العكس فإن المؤمن يعيش في بحبوحة النور قوله نور ، سلوكه نور ، خروجه نور ، دخوله نور ، والخلاصه انه نور في نور وللنور ، مثلمافسرت آية النور { الله نور السموات والارص ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجه الزجاجه كأنها كوكب دريّ يوقد من شجره مباركه زيتزنه لا شرقيه ولا غربيه يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نا ، نور على نور يهدي الى لنوره من يشاء والله بكل شيء عليم } .
ومن هنا نعلم قيمة المؤمنالواقعي وكم غال المؤمن الكامل وحسب الروايه اذا لم يكن في كل زمان اكثر من واحد على الارض ، فهو كاف لتحقيق الغرض من وجوده .
الشك والتردد : 
ــــــــــــــــــــــ
ماهو الشك ؟
الشك هو تساوي احتمال ، وجود وعدم وجود شيء ، او صحة أو عدم صحة أمر ما .
اذا تصّورنا احتمال الوجود والعدم مثل كفتي ميزان فإن له ثلاث حالات :
إما تتساوى الكفّتان ، أو تكون احدى الكفّتين قليلاً الى الاسفل والاخرى قليلاً الى الاعلى ، او تكون احدى الكفتين الى الاسفل تماماً والكفّه الاخرى الى الاعلى تماماً .
وفي كل وقت يكون فيه احتمال وجود وعدم وجود شيء او صحة وعدم  ،
 أمر مورد اهتمام فيمكن تصور ثلاثة اقسام لهذا الاحتمال :
إما أن يكون الاحتمالين متساويين وهذايسمى بالشك والتردد ، وإما أن يكون احد الاحتمالين اقوى ، ففي هذه الصوره يسمى  بلاحتمال الراحج او المظنون ، وفي مقابله يسمى ذلك بالاحتمال المرجوع او المرحوم .
وفي الحاله الثالثه يكون احد الاحتمالات متعين تماماً بحيث لا يكون مقابله اي احتمال ، مثل وجود او صحة ذلك الامر من المسلمات واليقين بحيث لا يحتمل اصلاً عدم الوجود وعدم الصحه ، فهذا الاحتمال يوف بالعلم واليقين .
أذاً فالشك هو حالة الحيره والتردد والقلق .
أن علامة سلامة القلب الانساني هي العلم والاطمئنان الكامل ببطلان وعدم صحة التردد بين حقيقة ثبوت الحق وعدمها ، مثلما هي علامة مرض القلب هو التردد والحيره في حقيقة الحق وبطلان الباطل .
وفي الحقيقه فإنالقلب الخالي من نور المعرفه ، ومعرفة الحق والايمان والاطمئنان يقسط من عالم الانسانيه ، ولا ينتفع من الحياة الطاهره بل يتحقق بالحياة الحيوانيه .
ومثل هذا المرض كمثل الأعمى فلأنه لا يرى الاشياء الموجوده بقربه فإنه يشكك فيها ، فالشخص الذييشهد عقله ووجدانه وفطرته على أمر ثم يملكه الشك فمن المحتم أن تكون  ( عين قلبه  ) عمياء ومحرومه من نعمة البصيره ، وإن من اهم واجباته بحكم الشريعه والعقل هو العمل على علاج مرض الشك .
يقول القرآن الكريم { واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً الى رجسه وماتوا وهم كافرون } .
هذه الايات تخلق في القلوب السليمهنور المعرفه وتزيد البصيره مثل العطر الذي يبعث النشاط والقوه في الانسان المعافى ، ولكن يبعث على الاذى وزياده في المرض للمصابين بالزكام ، المطر الذي لا خلاف في طهارته وشفافيته يتحول في المزرعه الوسخه الى قذاره .
وعن الامام الصادق " عليه السلام "  في تفسير هذه الآيه ان معناها زيادة الشك الى شكهّم .
سئل الامام الصادق " عليه السلام " عن معنى الآيه الشريفه { يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم } .
قال : القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه احد سواه .
ثم قال :  وكل قلب فيه شرك او شك فهو ساقط .
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم