دروس اخلاقيه / الدرس السادس

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد 

التسليم 

هو سر النجاح .....


قال الامام الصادق - عليه السلام - :
 ( انكم لاتكونوا صالحين حتى تعرِِفوا , ولا تعرفوا حتى تُصدقوا , ولا تصدقوا حتى تسلموا .  ابوابآ اربعه لايصلح اولها الا باخرها , ضل اصحاب الثلاثه وتاهوا تيها عظيمآ , ان الله تعالى لا يقبل الا بالعمل الصالح , ولا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود  ) .
هذا الحديث الشريف من الاحاديث المهمه . والذي يبين الالتزام الديني الحقيقي الذي يحيي النفس الانسانيه . فالدين روح النفس .  فتعال معي لنفهم الدين ونعرف الطرق التي من خلالها نبني تديننا .
الفهم الخاطىء للانتماء الديني  :
بعض الناس فهم الانتماء الديني بالفهم البيئي ولم يفهمه بالفهم السماوي الذي أتى به المعصومون -  صلوات الله عليهم اجمعين  - ويقصد بالفهم البيئي ان الناس فهمت الانتماء الى الدين عن طريق الثقافات , والاعراف  , والتربيه  وغيرها .
 اي فرضت هذه الامور على الانسان دينآ لكنه لا يتسم بصلته مع السماء بل صلته مع البيئه والارض .
 وبعباره آخره نحن فهمنا الدين كما نريد لا كما يريد الله سبحانه وتعالى .  فالله سبحانه جعل بينه وبين الخلق سفراء من بيوتهم يؤخذ الدين ويفهم .  وبسبب الابتعاد عن هذه البيوت المقدسه دفع ذلك ان تكون رؤيتنا للدين رؤيه ارضيه لا رؤيه سماويه .  وهذا مما ادى الى شقاء الانسان وتاخره .
 وعدم فهمه للكثير من المفاهيم الالهيه ومنها مفهوم الانتماء الديني .  اذ نتصور ان صاحب الدين هو من يقوم بالاعمال الصالحه . كالصلاه . والصيام . والحج . والصدقه .. وما شابه ذلك مع ان هذا التصور تصور ناقص وخاطىء .
اذا دققنا في حديث الامام جعفر الصادق - عليه السلام -  نجد الدين يمر بعدة مراحل . وهذه المراحل تكون مرتبه وفق نظام معين تبدا بمفهوم مهم للغايه بل هو شرط قبول جميع المراحل وهذا المفهوم وهذا الشرط هو ( التسليم ) .
 نحن نعتقد ان الشخص الذي يريد ان يكون صاحب دين عليه ان يبدا بالاعمال الصالحه فتجره الى المعرفه ثم ان المعرفه تدفعه الى التصديق ثم يصل بفعل هذه المراتب الى التسليم .  
ولكن حديث الامام - عليه السلام - بين ان القضيه يجب ان تكون عكس ما نتصور اي : -
 ان التسليم يجب ان يكون مقدمآ ومرافقآ لكل مراتب الدين .


التسليم هو سر النجاح ...





احياء النفس : اذا تأملنا في عملية احياء النفس نجد انها تماثل عملية التوبه والرجوع الى الله سبحانه وتعالى واصلاح النفس .

التوبه لا تتم الا اذا طبقت مجموعه من القواعد اشار اليها القران الكريم في قوله تعالى { واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحآ ثم اهتدى } .

 التوبه  , الايمان  ,  والعمل الصالح ,  لا تقبل الا بالاهتداء الى ولاية اهل البيت - صلوات الله عليهم اجمعين -والتسليم لهم .
 قال الامام جعفر الصادق  - عليه لسلام  -  {  لا يصلح أولها الا بآخرها }  .
 التوبه غير كافيه ,  والصلاح غير كاف ,  القضيه عكسيه ,
 يجب ان نبدأ من الهدايه الى الولايه ثم الى التوبه فالايمان  والعمل الصالح . 


التوبه وحدها لا تجعل الانسان يقلع عن الذنوب .  الذي يجعل الانسان يهجر الذنوب هو باب الهدايه الولائيه  الممتزج مع المعرفه الروحانيه  قال الامام الصادق -  عليه السلام  -  {  ابى الله ان يجري الاشياء الا بالاسباب . فجعل لكل شيء سببآ . وجعل لكل سبب شرحآ . وجعل لكل شرح مفتاحآ . وجعل لكل مفتاح علمآ . وجعل لكل علم بابآ ناطقآ من عرفه عرف الله . ومن انكره انكر الله . ذلك رسول الله ونحن  } .


هذا الحديث الشريف يشير الى حقيقه مهمه وهي :

ان كل الاشياء تجري بالاسباب . والاسباب هي قوانين . اي ان الاشياء تجري وفق القوانين ومن هذه الاشياء الالتزام الديني . هذه القوانين تحتاج الى بيان وتوضيح . الامام هو باب ناطق عن ذلك العلم .  وهؤلاء هم محمد والعتره الطاهره - صلوات الله عليهم اجمعين -  قال الله تبارك وتعالى  : {  ليس البر ان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من أتقى وأتوا البيوت من ابوابها وأتقوا الله لعلكم تفلحون  }  .


والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

4 تعليقات

التعليق على الموضوع :

  1. التسليم هو سر نجاح المؤمن في القرب الالهي حتى نتمكن من اليقين الكافي في معرفة تلكم الحقيقه العظيمه لابد من توافراهدافهاا وخاصها لكي نجعلها الهدف الذي نسمو اليه
    احسنت مهذبي

    ردحذف
  2. احسنتم النشر والموعظه في ميزان حسناتك ان شاءالله

    ردحذف
  3. شكرا كي
    بوركتي يا مواليه
    الله يكثر من امثالك
    كم يفرحنا تواجدكم معنا

    ردحذف
أحدث أقدم