رسالة ( زاد السالك ) مع الشرح / 3

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

 رسالة (  زاد السالك ) مع الشرح
للمحدث المعروف العالم الرباني محسن الفيض الكاشاني ( قدس سره ) .



تكملت الرساله : 
والراحله في هذا السفر هي البدن وقواه ، وكما ينبغي أنه في السفر الصوري إذا كانت الراحله ضعيفه ومريضه فلن يستطاع قطع الطريق ، كذلك في هذا السفر ما لم يكن البدن صحيحاً وقوياً ، فلن يستطاع القيام بأي عمل ، ولهذا كان تحصيل المعاش ضرورياً ، وما كان لأجل الضروره فيجب أن يكون بقدر الضروره ، 
فطلب الفضول في المعاش مانع من السلوك ، والدنيا المذومه التي حذروا منها هي ذلك الفضول الذي هو وبال على صاحبه ، أما مقدار الضروره منه فهو داخل في أمور الآخره ، وتحصيله عباده ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المضمون هو مفاد النصوص الصحيحه الوارده عن أهل بيت العصمه " عليهم السلام " حيث ورد في موارد  متعدده وبعارات مختلفه وأسانيد متكثره معتبره ، وننقل مجموعه من الاحاديث من باب المثال :
قال الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله في الكتاب  الشريف ( الوسائل ) :
قال رجل لأبي عبد الله " عليه السلام " : ( والله أنّا لنطلب الدنيا ونحبّ أن نؤتها . فقال " عليه السلام " : تحب أن تصنع بها ماذا ؟
قال : اعود بها على  نفسي وعيالي وأصل بها وأتصدق بها وأحج واعتمر . فقال أبو عبد الله " عليه السلام " :  ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخره ) .
ونقل في ( مستدرك الوسائل ) عن مستطرفات ( الرسائل ) عن ابن يعفور قوله :
( قلت لأبي عبد الله " عليه السلام " : أنّا نطلب الدنيا ، فقال لي : تصنع بها ماذا ؟ قلت : أتزوج منها وانفق على عيالي  وانيل على أخواني واتصدّق ، قال لي : ليس هذا  من الدنيا هذا من الآخره ) .
ونقل  الكليني رحمه الله في الكافي عن الامام الصادق " عليه السلام " :
( أن محمد بن منكدر كان يقول : ماكنت أرى أن علي بن الحسين " عليه السلام " يدع خلفاً أفضل منه حتّى رأيت أبنه محمد بن علي " عليه السلام " فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بأي شيء وعظك ؟
قال : خرجت الى بعض نواحي المدينه في ساعه حارّه فليقيني أبو جعفر محمد بن علي وكان رجلاً بادناً تقيلاً وهو متكىء على غلامين أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي : سبحان الله أشيخ من أشياخ قريش في هذه الساعه على هذا الحال في طلب الدنيا ، أما لأعظنه ، فدنوت منه فسلمت عليه فرد عليه السلام  ببهر وهو يتصبب عرقاً ،
فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعه  على هذا الحال في طلب الدنيا ؟  أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذا الحال ما كنت تصنع ؟
فقال لو جاءني الموت وأنا على هذا الحال جاءني وأنا في طاعة الله عزّ وجلّ أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس . وأنما  كنت أخاف أن لو جاءني الموت وأنا على معصيه من معاصي الله عزّ وجلّ .  فقلت صدقت يحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني ) . 
وقد ورد في الحديث النبوي : ( العباده سبعون جزاً أفضلها طلب الرزق ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 وكما أن االراحله لا تطوي الطريق ما دامت تسوم ، كذلك في هذا السفر إذا ترك البدن وقواه لتفعل ما هو مشتهاها ولا تقيّد بالآداب والسنن الشرعيه ، ولا يؤخذ لجامها باليد فإنها لن تقطع طريق الحق . 
ورفاق  هذا الطريق هم العلماء والصلحاء والعباد السالكون الذين يعاونون بعضهم ، فالشخص  لا يطلع على عيبه بسرعه ولكنه يعرف بسرعه عيب غيره ، فإذا توافق عدد من الاشخاص وعرّفوا بعضهم على العيوب والآفات ، فإن الطريق ستطوى بسرعه ويأمنون على دينهم من اللصوص المضلين ( الشّيطان الى المنفرد أقرب منه الى الجماعه ) و { ويد الله مع الجماعه } .
إذا خرج أحدهم عن الطريق يرشده الآخر ، أما كان وحيداً فهيهات أن يعرف خطائه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول السيوطي في (  الجامع الضغير ) ضمن حديث ( البشير النذير ) ، الشيطان يهمّ بالواحد والأثنين ، فاذا كانوا ثلاثه فلا يهمّ بهم .
ونقل أيضاً في نفس الكتاب ( يد الله على الجماعه ) .
ونقل السيد الرضي - رضي الله عنه - في ( نهج البلاغه ) عن أمير المؤمنين " عليه السلام " في ضمن كلامه : ( والزموا السواد الأعظم فإنّ يد الله على الجماعه ، وإياكم والفرقه فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان ، كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومرشد هذا الطريق النبي " صل الله عليه واله " وسائر الأئمه المعصومين " عليهم السلام " الذين دلّوا على الطريق ، ووضعوا سنناً ، وآداباً وبيّنوا مصالح ومفاسد الطريق ، وسلكوه هم أنفسهم وأمروا الأمه بالتآسي والاقتداء { لقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنه } { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحاصل ما عملوه وأمروا به - بعد تحصيل العقائد الحقّه كما يستفاد من الرويات المعتبره عن طريق أهل البيت " عليهم السلام " - .
هي أمور لا بدّ للسالك منها ، ولا يجوز الإخلاء بها بأي عذر كان .
وهي خمسة وعشرون أمراً :
سنذكرها لاحقاً
والحمد لله رب العالمين 

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم