الاعمال القلبيه ودوام الذكر

بسم الله الرحمن الرحيم
 اللهم صل على محمد وال محمد



بسم الله الرحمن الرحيم
  اللهم صل على محمد وال محمد      


الاعمال القلبيه
ودوام الذكر


أنّ الأعمال التي تذكر النفس بأحوالها وتوقظها من النوم الثقيل وسكر الطبيعه وهذه الأعمال هي :

الأشتغال بالأذكار الوارده عن أهل البيت " عليهم السلام " بشرائطها . وعمدة الشرائط هو حضور القلب .
وهذا الإشتغال يكون بقصد تذكير النفس وإيقاظها في أوقات يكون اشتغال النفس فيها بالكثرات والدنيا أقلّ . كأواخر الليل وبين الطلوعين .
ومنه يعرف أنّه يشترط في الذكر :  الوقت والحضور .
أ
أمّا الوقت :
فلتحصيل الأثر وتحقيق الإرتباط . ومعرفة موعد الحضور . واستشعار الأنس بالمذكور تعالى .

وأمّا الحضور :

فلإتمام عناصر اللقاء .
ومن هذين الشرطين - أعني الوقت والحضور - ندرك أنّ المهم في الذكر هو دوام أو تداوم الذكر لكي يستمر رفع الغفله . ولا نقع في الجحود مره أخرى والى الأبد . ولكن في محضر الحق دائماً .
والذكر يحقق التذكر (  المعبر عنه بالذكر ) والمهم هو التذكر ويعني الحضور في ساحة الحق .
ولشيخنا بهجت " قدس سره " كلام في تداوم الذكر ( التذكر ) يتمنهج الى أربعة أمور وهي :

أ - الإنتباه الى فقرنا المطلق :

أن يدرك الانسان أنّه الفقير المطلق في كل شيء وأنّ الله تعالى هو الغني المطلق . قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } .
يقول الشيخ بهجت " رحمه الله " ما ترجمته : يجب على الانسان أن يعلم من نفسه أنّه لا يملك شيئاً حتى نية الخير .
وهذا واضح من قوله تعالى على لسان كليمه موسى " عليه وعلى نبينا السلام " :   رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } .
حيث قالها بعد أن فعل خيراً عندما سقى لا بنتي شعيب " عليه السلام " . 
ويقول الشيخ " رحمه الله " : نحن نحتاج الى هدايته تعالى في كل لحظه . ولابدّ أن تمدّنا عنايته تعالى قطره قطره لكي نعلم ونقدر ماذا نقول وماذا نفعل . 
وهذا لا يعني أنّ الانسان مجبور في أقواله وأفعاله فالقرآن صرّح بأنّ الفعل للانسان بقوله تعالى : {  مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } غايته أنّ الهدايه والمقدمات الاعداديه من الله تعالى . 
وبناءً على هذا فالإقدام على فعل لابدّ أنّ يكون مصحوباً بذكر الله وتذكره لكي يعلم الانسان بأنّ هذا الفعل لا يتم إلا بتوفيق من الله عزّ وجلّ . وإمداده لحظة بلحظه { الهي ان لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي اليك في واضح الطريق } .

ب - عدم توهم صعوبة مداومة الذكر : 

قد يتصور الانسان بسبب وساوس الشيطان بأنّه ليس قادراً على أن يكون دائم الذكر . وأنّ هذا الأمر خارج عن عهدته والحال إنّ الطريق الى الله عزّ وجلّ سهل وإنّ الله عزّ وجلّ لا يكلف الانسان بغير المقدور أو الصعب . 
يقول الشيخ بهجت " رحمه الله " : { وفي أول الأمر يتخيل الانسان أنّ في دوام الذكر أمر مشكل وكأنّ جبالاً في مقابله . ولكن تدريجياً يفهم أنّ هذا الأمر لم يكن مشكلاً بحيث أنّه يتكلم مع الناس ولكن قلبه مع الله عزّ وجلّ } . 
وبهذا أعطى الشيخ " رحمه الله " طريقة دوام الذكر في زحام الدنيا وكثرة مشاغلها . ورفع احتمال صعوبة عدم توافق الإنشغالات الكثيره مع الذكر بالإلتفات الى قضية أن يتكلم المرء منّا مع الناس بلسانه ولكن يبقى في محضر الحق تعالى  . 

ج - السعي لطلب إلهام الذكر : 
يقول الشيخ بهجت  " رحمه الله " : { أطلبوا منه تعالى الإلهام } { وأسالك بجودك أن تدنيني من قربك وأن توزعني شكرك وأن تلهمني ذكرك } .
لأن إلهام الذكر إذا تحقق فإنّما يتحقق بجميع لوازمه ومنها طلبه ومصاحبته . 
هناك احاديث كثيره توضّح موضوع الذكر وأنّه معدود من أعلى نعم الله عزّ وجلّ وهذا واضح  في قوله " صل الله عليه واله " : 
{ ما منّ الله على عباده بمثل أن يلهمهم ذكره } . 
إنّ الله عزّ وجلّ لم يعط شيئاً لعباده أفضل من إلهام ذكره . لذا لابدّ من معرفة أمرين أساسين يجعلان العبد ملهماً لذكر الله عزّ وجلّ وهما : 

1 - الإجتناب عن آفات الذكر : 
على أساس السير على هدى القرآن والعتره " عليهم السلام " فإنّ الأعمال هي الأعمال التي تؤدي الى إضعاف تعقل الانسان وإبطائه عن أعمال الخير .
وموانع دوام الذكر هي ممارسة الأمور غير المشروعه أو الأمور المبغوضه شرعاً وهي واضحه في ما روي عن أمير المؤمنين " عليه السلام " في حديث المعراج وفق ما أسّسه الله تعالى لنبيه الكريم " صل الله عليه واله " في طلب الذكر ودوامه  { قال : ودم على ذكري فقال : ياربّ كيف أدوم على ذكرك ؟ فقال : بالخلوه عن الناس . وبغضك الحلو والحامض . وفراغ بطنك وبيتك من الدنيا} . وهذه الروايه المباركه إعتبرت هذه الأمور من موانع دوام الذكر . وتوجد أمور أخرى قد لا يلتف اليها أنّها تمنع من دوام الذكر مع أنّها متداوله في حياتنا  بل وقد نسعى الى تحصيلها  . مع أنّه من المفروض رفعها لكونها مانعه من ألهام الذكر ودوامه .
لذا يتطلب إلهام الذكر الإنتباه الى مثل هذه الأشياء . فقد روي في سيرة النبي الأكرم " صل الله عليه واله " : { ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول : يا فلانه - لإحدى زوجاته - غيّبيه عني . فإنّي إذا نظرت اليه ذكرت الدنيا وزخرفها . فأعرض عن الدنيا بقلبه وأمات ذكرها من نفسه . وأحب أن تغيب زينتها عن عينه } .

2 - الطلب من الله عزّ وجلّ :

الى جنب الإجتناب من آفات الذكر والإلتزام  ببرنامج  ذكر الله . يكون الدعاء من أهم  العوامل المؤثره في إلهام الذكر . ومن الأدعيه التي يطلب تكرارها في هذا المجال ما ورد عن الامام زين العابدين " عليه السلام " : { فألهمنا ذكرك في الخلاء والعلاء . والليل والنّهار . والإعلان والإسرار . وفي السّرآء والضّرآء } .

د - المراقبه من بارقات الذكر :

يوضح الشيخ بهجت " رحمه الله " أنّ إحدى الطرق المهمّه لدوام الذكر وإلهامه هي المراقبه التي توجد نورها في قلب الانسان نتيجة ذكر الله عزّ وجلّ فلابدّ من السعي للمحافظه عليها من أنّ تنطفىء . إذ أنّها موجبه لوصول السالك الى الشهود التام .
قال : قدس سره : طريق الوصول الى الشهود هو المراقبه على ذكر الله عزّ وجلّ وأن يلتفت أن لا يصرف قلبه عن الله إختياراً والتي تحصل للانسان في بعض الأحيان . ولا أهميه للغفله غير الإختياريه . وعدم الرجوع الإخياري موجب للوصول الى الشهود التام .
والحمد لله رب العالمين 
                              



***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم