متفرقات في السير والسلوك العملي / 4

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد 

معراج الروح


معراج الروح


مواعظ

الجزء الرابع :..........

تلك حكما وأقوالا وقصصا منتخبه من مختلف المصادر، وأراها مؤثره ومفيده لمختلف درجات السالكين، وسنذكرها حسب اجزاء متواصله عسى أن يأخذوا بها ويتنور باطنهم وقلبهم منها وبالاستمداد والاستلهام الروحي من هذه المطالب وبادعيتهم الخالصه لي أرتفع ويرتفعون درجه قربا منه سبحانه ومن أنبيائه وأئمته وأوليائه في الحياة وبعد الممات والله من وراء القصد.

موعظه تنور القلب : 
حديث قدسي :
يابن آدم أكثر من الزاد فإنّ الطريق بعيد بعيد 
وجدد السفينه فإنّ البحر عميق عميق 
وخفف الحمل فأنّ الصراط دقيق دقيق 
وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير بصير 
وأخر نومك إلى القبر ، وفخرك إلى الميزان ، وراحتك إلى الآخره .
وكن لي أكن لك ، وتقرّب إليّ باستهانك الدّنيا ، وتبعد عن النّار ببغض الفجار وحبّ الأبرار ، فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين . 
نور محبة أهل البيت :
نقلاً بالمضمون عن رجال الكشي : 
قال علي بن مهريار : قمت للوضوء في آخر الليل وأخذت عود السوال بيدي لاستاك به قبل الوضوء ، فرأيت نوراً غليظاً قد تعلّق به ، فتعجبت من ذلك ومسحت بيدي عليه لأرى وألمس هل هو من قبيل النّار المشتعل ، فوجدته ليس فيه من خواص النّار ، لا هو بحار ولا محروق ، كررته مراراً ومسحت به على عيني فزادني هذا الأمر تحيراً الى أن تشرفت بزيارة مولاي الإمام الهادي " عليه السلام " ونقلت له قصة السواك ، فأخذه منّي وتأمل فيه ثم قال : إنّ هذا النّور هو نور حبك لنا أهل البيت ، ومع استمرار حبك يبقى هذا النور .
وقال الصّادق " عليه السلام " : ولايتي لعلي بن ابي طالب " عليه السلام " أحبّ اليّ من ولادتي منه لأن ولايتي فرض وولادتي فضل.
خضوع الأشياء : 
من كتاب المحاسن للبرقي عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصّادق " عليه السلام " : 
إنّ المرء يخشع له كلّ شيء ويهابه كلّ  شيء إذا كان مخلصاً لله ، أخاف الله منه كلّ شيء حتّى هوام الأرض وسباعها ، وطير السّماء وحيتان البحر . 
صفات الكلب : 
قال بعض الحكماء : تعلّم من صفات الكلب الأمور التاليه : 
1 - ليس له بيت وهو من صفات المجودين .
2 - يسهر باللّيل وهو من صفات العابدين . 
3 - إذا سافر لا يحمل زاده وهو من صفات المتوكّلين . 
4 - إذا حضر الطعام جلس عنده بعيداً ينظر إليه وهو من صفات الزاهدين . 
5 - إذا طرد وضرب يعود بأدنى شيء . 
6 - لا يفارق صاحبه في الشده والرخاء . 
7 - يحرس أموال صاحبه . 
خير المؤمنين : 
في المنقول عن أحد أجزاء الكافي للكليني - قدس سره - عن رسول الله " صل الله عليه وآله " :
{ ما عجبت من شيء كعجبي من المؤمن ، أنّه أن قرض جسده في دار  الدنيا بالمقاريض كان خيراً له ، وإن ملك ما بين مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له ، وكلّ ما يصنع الله عزّ وجلّ به فهو خير له } . 
تفكر السالك : 
قال المرحوم الميرزا جواد التبريزي : 
إنّ السالك في أبتداء أمره يستعمل فكره في مسائل الموت ، وبعد مده ينقل فكره في نفي الأغيار والوجودات الوهميه والاعتباريه وهي ما سوى الله ، يركز على التفكير في العدم بالعدم لغير الله حتّى يتجلّى له واقع الأمر وتنكشف له عالم الحقيقه . في الدّعاء الوارد في سجود ليلة النصف من شعبان : { سجد لك سوادي - عالم الحس - وخيالي - عالم المثال - وبياضي - عالم الحقيقه - } . 
لمتّان في القلب : 
روى العلاّمه النراقي في معراج السعاده عن رسول الله " صل الله عليه وآله " : { في القلب لمتّان } لمّه من الملك وهي إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمّه من الشيطان وهي إيعاد بالشر وتكذيب بالحق . 
تحصيل روح الشكر : 
قال في معراج السعاده : أنّ تحصيل الشكر للسالك يتطلب أموراً : 
الأول :2
 التفكّر المستدلّ في نعم الله الظاهره والباطنه وفي صنع الله أياً كان . 
الثاني : 
أن يبحث وينظر فيمن هو أسوأ منه من حيث الثروه والأموال ، ومن حيث الصحه والقوّه وأمور أخرى . 
الثالث : 
الإكثار من التفكّر في أمر الموت ونعمة الحياة فلو كان ميتاً لم يتمكن من فعل أي شيء ، والآن هو حيّ  يملك القدره فيشكر ربه.
الرابع : 
يتذكر المهالك والمصاعب التي أنجاه الله منها في الماضي ولو شاء لأبقاه على تلك الحاله .
الخامس : 
عيادة المرضى وأهل الفقر والمصائب خصوصاً المبتلون بمشاكل في أمور دينهم ، فإنّ مصائب الدّنيا أهون من مصائب الدّين ، وعندئذ يحمد ربّه على عدم الابتلاء في دينه ودنياه بمثل ما ابتلوا فيه .
السادس : 
يشكر ربّه على ما نزل به من محن ومصاعب ، لأنها إمّا كفاره لذنوبه أو ترفيع لدرجة إيمانه . 
السابع : 
إنّ ما جرى عليه فهو لصالحه وإصلاحه ومؤثر لعلوه في مراتب السلوك ، وابتعاده عن مشتهيات النفس . 
أقول : في تحف العقول عن مولاي الإمام الصّادق " عليه السلام " : { الإيمان نصفان نصف في الصبر ونصف في الشكر } . 
والحمد لله رب العالمين .

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم