رسالة زاد السالك / 6

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

 رسالة (  زاد السالك ) مع الشرح

للمحدث المعروف العالم الرباني محسن الفيض الكاشاني ( قدس سره ) .
تكملت الرساله :
الحادي عشر :
 تدارك ما فات من المذكورات - مهما أمكن - عندما ينتبه . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثاني عشر :
أن يزيل من نفسه الأخلاق المذمومه مثل : الكبر ، والبخل ، والحسد ونحوها بالرياضه ومخالفه للنفس ، والتحلّي بالأخلاق الحسنه مثل : حسن الخلق ، والسخاء ، والصبر وغير ذلك الى أن تحصل له الملكه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثالث عشر :
ترك الأمور المنهي عنها كلّها ، وإذا فعل معصيه ولو نادراً ، فليتدارك بسرعه بالاستغفار والتوبه والإنابه ، كي يكون محبوباً للحق
 { إنّ الله يحب التوابين } { وإنّ الله يحب كلّ مفتّن توّاب } .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابع عشر :
ترك الشبهات الموجبه للوقوع في المحرمات ، قالوا : كل من ترك أدباً حرم من سنّه ، وكل من ترك سنّه حرم من فريضه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخامس عشر :
عدم الخوض فيما لا يعنيه ، فإن ذلك موجب لقساوة القلب  والخسران ، في الحديث : ( من طلب ما لا يعنيه فإنّه ما يعنيه ) ،
وإذا صدر ذلك منه غفلةً فليتدارك بعد التنبّه بالاستغفار والإنابه { إنّ الّذيناتّقوا إذا مسّهم طائف من الشّيطان تذكّروا ، فإذا هم مبصرون وإخوانهم  يمدّونهم في الغيّ ثمّ لا يقصرون } وما لم يترك مجالسة البطّالين والمغتابين والذين يمضون أيامهم باللغو ، ويترك ما لا يعنيه ، فإن ذلك يوجب قسوة القلب والغفله ، وتضييع الوقت أكثر من أي شيء آخر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السادس عشر :
أن يجعل شعاره قلة الطعام والمنام والكلام ، فإن هذا الأمر له ارتباط تام بإنارة القلب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطالب الأحاديث الوارده في كل هذه الأمور الثلاثه عليه بمراجعة كتب الأخلاق ، ويكفي في بيان عظمة منزلتها وتأثيرها في تزكية النفس وتصفية الروح وتهذيب الأخلاق، أن بعض الأكابر عدّها أصل وأساس جميع الصفات الحميده والأخلاق المرضيّه ، وأعتبر مكارم الأخلاق منحصره فيها ،
وكذلك فقد نقل الشيخ البهائي رحمه الله في ( الكشكول ) عن بعض العرفاء - وهذه نص عبارته - :
قال بعض العارفين : جمعت مكارم الخصال في أربع : قلّة الكلام ، وقلّة الطعام ، وقلّة المنام ، والأعتزال عن المنام .
وقد ورد في المثل العربي المعروف :
( البطنه تذهب الفطنه ) .
قال في ( أقرب الموارد ) : البطنه : الكظّه وهي أن تمتلىء من الطعام إمتلاءً شديداً ،ومنه المثل : ( البطنه تأفن الفطنه ) أي تذهبها .
ومن كلمات أمير المؤمنين " عليه السلام " :
( إذا ملأ البطن من المباح عمى القلب عن الصلاح ) .
وقال الواعظ القزويني رحمه الله في ( أبواب الجنان ) :
ومن المواعظ التي أوصى بها لقمان أبنه هي :
يا بني إذا امتلئت المعده نامت الفكره وخرست الحكمه وقعدت الأعضاء عن العباده .
ومن أراد تفصيل فوائد كل من هذه الخصال الثلاثه فليراجع الكتب المفصله في الحديث والأخلاق ، لأنّ هذا المختصر لا يتسع لتفصيلها وشرحها ، ولكن ينبغي الإلتفات الى أنّ  القلّه في الأمور المذكوره يجب أن لا يصل الى حدّ الإفراط لأنّها  ستصل حينئذ الى درجة الضرر بالنفس والبدن ، وتلك الدرجه حرام شرعاً وغير لائقه .
يقول العلّامه المجلسي رحمه الله في أواخر ( رسالة الاعتقادات ) :
وعليك بقلة الأكل والنوم ، لا ترك الحيواني أو شيء ممّا أنعم الله به عليك ، ولا بحيث يخف بدنك ولا تقدر على العمل ، فأنّ البدن مطيّتك وتحتاج الى تقويتها للأعمال الكثيره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
السابع عشر :
أن يقرأ القرآن كل يوم بتدبّر وتأمل وخضوع ، وأقله خمسون آيه ، وإذا كان بعضه في الصلاة كان أفضل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه العباره مقتبسه من الحديث الشريف الذي رواه الكليني رحمه الله في ( الكافي ) ونصّ عبارة الحديث سنداً ومتناً كالآتي :
علي بن ابراهيم عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن أبي عبد الله " عليه السلام " قال : القرآن عهد الله على خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آيه .
وقال العلامه المجلسي رحمه الله في ( مشكاة الانوار ) :
ونقل بسند معتبر عن رسول الله " صل الله عليه واله " أنه قال :
من قرأ في كل ليله عشر آيات كتب أسمه من الذاكرين ، وإذا قرأ مائة آيه كتب أسمه من القانتين ، وإذا قرأ مائتي آيه كتب من الخاشعين ، وإذا قرأ خمسمائة آيه لم يكتب من الغافلين ، وإذا قرأ خمسين  كتب من الجماعه التي تسعى في عبادة الله كثيراً ، وإذا قرأ ألف آيه كتب له قنطار من الجميل ، كل قنطار ألف مثقال وكل مثقال أربع وعشرين قيراطاً  ، وقيراطه الأصغر مثل جبل أحد ، وقيراطه الأكبر ما بين السماء والأرض .
ومن جملة النصوص الدالّه على هذا المطلب ما ذكره المجلسي رحمه الله في ( مشكاة الأنوار ) :
نقل عن الإمام الباقر " عليه السلام " بسند معتبر أنّه قال :
من قرأ القرآن وهو قائم في صلاته كتب الله تعالى له بكل حرف خمسين حسنه وأذا قرأه في الصلاة كتب له بكل حرف عشر حسنات
وقال الفيض رحمه الله في المقدمه العاشره من ( تفسير الصافي ) :
الكليني رضوان الله عليه بأسناده عن محمد بن بشير عن علي بن الحسين " عليه السلام " ومرسلاً عن أبي عبد الله  " عليه السلام " قالا : من أستمع حرفاً من كتاب الله تعالى من غير قرأه كتب الله تعالى له به حسنه ، ومحا عنه سيئه ، ورفع له درجه ، ومن قرأ نظراً من غير صوت كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع  له  عشر درجات ، قال : لا أقول بكل آيه ولكن بكل حرف ، باء أو تاء أو شبههما ، قال : ومن قرأ حرفاً وهو جالس في صلاته كتب الله له  خمسين  حسنه ومحا عنه خمسين سيئه ورفع الله له خمسين درجه ، ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له مائة حسنه ومحا له  مائة سيئه ورفع له مائة درجه ، ومن ختمه كانت له دعوه مستجابه مؤخّره أو معجّله ، قال : جعلت فداك ختمه كلّه ؟ قال : ختمه كلّه .
خاطب الامام الخميني قدس سره السيد أحمد الخميني فقال : بنيّ تعرّف على القرآن كتاب المعرفه العظيم ، وأفتح بقراءته طريقاً نحو المحبوب ، ولا تتصور أن القراءه بدون معرفه لها أثر ، فهذا وسوسة الشيطان ، هذا الكتاب من المحبوب لك ولكل شخص ، ورسالة المحبوب محبوبه ، وإن كان العاشق والمحب لا يعرف مفادها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثامن عشر :
أن يجعل مقداراً من الأذكار ورداً له في أوقات معينه ، خصوصاً بعد صلوات الفريضه ، وإذا استطاع فليشغل لسانه في أكثر الأوقات بذكر الحق تعالى - ولإن كانت جوارحه مستغرقه في أعمال أخرى - فنعم السعاده ! .
نقل عن  الإمام محمد الباقر " عليه السلام " ، أنّ لسانه المبارك كان يترنم  في أكثر الأوقات بكلمة ( لا إله إلاّ الله ) الطيبه ، عندما كان يأكل أو يتكلم أو يسير الى غير ذلك ، فهذا مساعد ومعين قويّ للسالك ، وإذا جعل الذكر القلبي مقارناً للذكر اللساني ، فستظهر عليه فتوح كبيره في مده قليله ، فليسع بقدر ما يستطيع أن يذكر الحق تعالى مع كل نفس كي لا يغفل عنه ، فلا أمر يوازي هذا الشيء في السلوك ، وهذا مساعد قوي في ترك مخالفة الحق سبحانه وتعالى بالمعاصي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله رب العالمين

***********************


***********************

إرسال تعليق

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم