بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
في البحث العرفاني للامام السبزواري في كتابه ( مواهب الرحمن في تفسير القرآن ) في قوله تعالى :
[ يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وأن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فأمسحوا بوجوهكم وأيديكم إنّ الله كان عفواً غفوراً ) .
تحدث الامام المفسر عن الصلاة فذكر : أنها عباده روحانيه . وتزكيه نفسانيه . ومن أهم طرق مناجاة الله سبحانه وتعالى . وقد ورد في القرآن الكريم في فضلها الآيات الكثيره قال تعالى : ( أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقال تعالى مخاطباً نبيه الأعظم :
( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم ) .
فلا بد لمن يريد التقرب الى مقام الحضور . ومناجاة الحضره الأحديه . من أن يتنزه عن كل ما يوجب البعد عنه عز وجل .
مواصفات الصلاة التي يريدها الله تعالى لكونها معراج المؤمن .
يسلتزم أن تكون جامعه لجهات القرب والمحبوبيه . ومنزهه عن الجهات المانعه ومن تلك الجهات المانعه : السكر ، والغفله ، والتفكر في الدنيا وحبها ، وكل ما يشغل القلب بسوى الربّ . فإنّ ذلك كله من الجهات المانعه والمبعده عن ساحة الربّ ، الرؤوف ، الرحيم ، العالم بالأسرار والخفايا . فالآيه الكريمه تدل على كمال الاهتمام بالصلاة فنهى عن قربانها مع أهم الجهات المانعه وهي السكر والغفله.
وتناول الامام المفسر فلسفة التطهر للصلاة مفسراً النص القرآني على وفق المنهج العرفاني فذكر أنه بيّن عز وجل أنّه لا بد من التنزه من القذارات الظاهريه ، والمعنويه ، والتطهيرعنهما . ولا تجدون لذّة التقرب ونعيم الحضور إلا بالتطهير منهما إما بالغسل من الأوساخ مع خلوص النيه . أو الوضوء بما يوجب الصفاء وصدق الإراده أو بالتيمم من الأرض الطيبه البعيده عن مساوىء الأخلاق والنزعات النفسانيه . وإن كنتم مرضى بالانحراف عن الحق أو سفر في طلب الدنيا . أو جاء أحد منكم من غائط تتبع الهوى والنزعات النفسانيه أو لا مستم النساء بملامستكم الأشغال الدنيويه . وتباعدتم عن حظائر القدس بتوجيه قلوبكم بالأنس الى غيره تعالى
فلم تجدوا ماء الحقيقه وصدق الإنابه . فتيمموا بالانقطاع اليه ، ونبذ الصفات الدنيئه . فامسحوا بوجوهكم بالتوجه اليه عز وجل وتمسكوا بأيديكم بذيل كرمه منقطعين اليه بعد نفض غبار الشهوه عن النفس وترك الخصال السيئه . فإنّه يعفو عنكم بعد ما علم صدق إرادتكم بالرجوع اليه . ويغفر لكم بمحو آثار الشقوه عنكم . فإنّه رؤوف يريد سعادتكم . ولا تكونوا غافلين بسكر الدنيا عن الوصول الى حضرته والدنو من معرفته . فإنّه يتجلى لعباده كما تجلى لأنبيائه .
وفي الحديث الشريف : ( إن الله تعالى يتجلى لعباده في صورة معتقدهم . فيعرفه كل واحد من أهل الممل والمذهب . ثم يتحول عن تلك الصوره فيتجلى في صورة اخرى . فلا يعرفه إلا الموحدون الواصلون الى حضرة الأحديه من كل باب ) وهنا يقول الامام المفسر للحديث شرح لطيف لو ظفرت بأهله لذكرته له .
وفي تفسير ابن عربي : إن الله يتجلى لعباده في صورة معتقداتهم فيعرفونه . قثم يتحول عن صورته الى صوره أخرى فينكرونه وحينئذ يكونون كلهم ضالين محجوبين إلا ما شاء الله . وهو الموحد الذي لم يتقيد بصورة معتقده .
وفي البحث العرفاني اللاحق لتفسير قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) .
علل الامام المفسر كمال العنايه بشأن الصلاة . لأنّ فيها أضافه الى عالم لا نهايه له في الجلال ، والجمال ، والإفضال ، إضافه اختياريه يظهر أثرها على أفعال الجوارح والجوانح توجب عظمة المضاف وارتفاع درجاته ومقاماته المعنويه الأبديه . ولا سيما إذا كان المضاف اليه داعياً لإيجاد تلك الإضافه ومرغباً اليها . فإنّه من سنخ تعلق المحبوب بحبيبه . ففي الصلاة هذا السر المعنوي الذي تدركه العقول بحقائق الإيمان . لا الحواس الظاهره التي في الانسان .
وعدد الامام المفسر مزايا الصلاة :
1 - العمود النوري المتصل بين الحيّ القيوم والعبد :
وهو في معرض الحوادث والآلام . ولذا أمرنا بالاستعانه بها إذا أهمنا أمر قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنّها لكبيره إلا على الخاشعين ) وكانت الأنبياء " عليهم السلام " إذا دهمهم أمر استعانوا بالصلاة .
2 - علامة الإيمان بالله تعالى :
وبها وبقرينتها الزكاة تتحقق الأخوه الدينيه قال تعالى : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم ) وإنّ تاركها من الكافرين . فعن نبينا الأعظم " صل الله عليه واله " : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) وإنّ تركها يوجب الحسره العظمى في الدار العقبى قال تعالى حكايه عن أهل سقر : ( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين ) .
وإنّ أهمالها وتضييعها وقطع تلك الرابطه التي بين العبد والباري يوجب ارتكاب المعاصي واتباع الشهوات قال تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ) .
3 - الرادع الباطني في الانسان :
تمنعه عن ارتكاب الجرائم والآثام وتوقظ الضمير الانساني . فيردعه عن ركوب الشهوات وتضييع الحقوق . فيعظم الحق ويكبر عليه تركه الى غير ذلك من الصفات الحميده . والآثار الرفيعه التي لو أردنا ذكرها لما وسعه المقام .
وعلل الامام المفسر تشريع وجوب الصلاة التي هي من أهم أسباب تزكية النفس ورقيها . بأن الله عز وجل لما علم وجود الشره المؤدي الى الهلاك والخسران في الانسان . جعل الطاعات والعبادات ولا سيما الصلاة صوناً للنفس وحفظاً لها من الهلاك والخسران . بل لرقيها الى مراتب الكمال ففي الحديث : ( ما افترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئاً أحب اليه من الصلاة . ولو كان شيء أحب اليه من الصلاة . تعبد به ملائكته فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد ) .
فبها يزول الدنس كما في بعض الروايات وإنها مطهره للقلوب من المساوىء والعيوب . وبها تفتح أبواب الغيوب وبها تطمئن القلوب . وبها ترفع الدرجات وفيها المناجات برفع الأستار . وتتسع فيها ميادين الأسرار . وبها تشرق شوارق الأنوار . وبها تزال الحجب والأستار بالتقرب اليه . وبها تصفو المحبه من كدر الجفاء ويتصل المحب مع الحبيب في محل الصفا .
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد
الصلاة معراج المؤمن
في البحث العرفاني للامام السبزواري في كتابه ( مواهب الرحمن في تفسير القرآن ) في قوله تعالى :
[ يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وأن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فأمسحوا بوجوهكم وأيديكم إنّ الله كان عفواً غفوراً ) .
تحدث الامام المفسر عن الصلاة فذكر : أنها عباده روحانيه . وتزكيه نفسانيه . ومن أهم طرق مناجاة الله سبحانه وتعالى . وقد ورد في القرآن الكريم في فضلها الآيات الكثيره قال تعالى : ( أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقال تعالى مخاطباً نبيه الأعظم :
( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم ) .
فلا بد لمن يريد التقرب الى مقام الحضور . ومناجاة الحضره الأحديه . من أن يتنزه عن كل ما يوجب البعد عنه عز وجل .
مواصفات الصلاة التي يريدها الله تعالى لكونها معراج المؤمن .
يسلتزم أن تكون جامعه لجهات القرب والمحبوبيه . ومنزهه عن الجهات المانعه ومن تلك الجهات المانعه : السكر ، والغفله ، والتفكر في الدنيا وحبها ، وكل ما يشغل القلب بسوى الربّ . فإنّ ذلك كله من الجهات المانعه والمبعده عن ساحة الربّ ، الرؤوف ، الرحيم ، العالم بالأسرار والخفايا . فالآيه الكريمه تدل على كمال الاهتمام بالصلاة فنهى عن قربانها مع أهم الجهات المانعه وهي السكر والغفله.
وتناول الامام المفسر فلسفة التطهر للصلاة مفسراً النص القرآني على وفق المنهج العرفاني فذكر أنه بيّن عز وجل أنّه لا بد من التنزه من القذارات الظاهريه ، والمعنويه ، والتطهيرعنهما . ولا تجدون لذّة التقرب ونعيم الحضور إلا بالتطهير منهما إما بالغسل من الأوساخ مع خلوص النيه . أو الوضوء بما يوجب الصفاء وصدق الإراده أو بالتيمم من الأرض الطيبه البعيده عن مساوىء الأخلاق والنزعات النفسانيه . وإن كنتم مرضى بالانحراف عن الحق أو سفر في طلب الدنيا . أو جاء أحد منكم من غائط تتبع الهوى والنزعات النفسانيه أو لا مستم النساء بملامستكم الأشغال الدنيويه . وتباعدتم عن حظائر القدس بتوجيه قلوبكم بالأنس الى غيره تعالى
فلم تجدوا ماء الحقيقه وصدق الإنابه . فتيمموا بالانقطاع اليه ، ونبذ الصفات الدنيئه . فامسحوا بوجوهكم بالتوجه اليه عز وجل وتمسكوا بأيديكم بذيل كرمه منقطعين اليه بعد نفض غبار الشهوه عن النفس وترك الخصال السيئه . فإنّه يعفو عنكم بعد ما علم صدق إرادتكم بالرجوع اليه . ويغفر لكم بمحو آثار الشقوه عنكم . فإنّه رؤوف يريد سعادتكم . ولا تكونوا غافلين بسكر الدنيا عن الوصول الى حضرته والدنو من معرفته . فإنّه يتجلى لعباده كما تجلى لأنبيائه .
وفي الحديث الشريف : ( إن الله تعالى يتجلى لعباده في صورة معتقدهم . فيعرفه كل واحد من أهل الممل والمذهب . ثم يتحول عن تلك الصوره فيتجلى في صورة اخرى . فلا يعرفه إلا الموحدون الواصلون الى حضرة الأحديه من كل باب ) وهنا يقول الامام المفسر للحديث شرح لطيف لو ظفرت بأهله لذكرته له .
وفي تفسير ابن عربي : إن الله يتجلى لعباده في صورة معتقداتهم فيعرفونه . قثم يتحول عن صورته الى صوره أخرى فينكرونه وحينئذ يكونون كلهم ضالين محجوبين إلا ما شاء الله . وهو الموحد الذي لم يتقيد بصورة معتقده .
وفي البحث العرفاني اللاحق لتفسير قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) .
علل الامام المفسر كمال العنايه بشأن الصلاة . لأنّ فيها أضافه الى عالم لا نهايه له في الجلال ، والجمال ، والإفضال ، إضافه اختياريه يظهر أثرها على أفعال الجوارح والجوانح توجب عظمة المضاف وارتفاع درجاته ومقاماته المعنويه الأبديه . ولا سيما إذا كان المضاف اليه داعياً لإيجاد تلك الإضافه ومرغباً اليها . فإنّه من سنخ تعلق المحبوب بحبيبه . ففي الصلاة هذا السر المعنوي الذي تدركه العقول بحقائق الإيمان . لا الحواس الظاهره التي في الانسان .
وعدد الامام المفسر مزايا الصلاة :
1 - العمود النوري المتصل بين الحيّ القيوم والعبد :
وهو في معرض الحوادث والآلام . ولذا أمرنا بالاستعانه بها إذا أهمنا أمر قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنّها لكبيره إلا على الخاشعين ) وكانت الأنبياء " عليهم السلام " إذا دهمهم أمر استعانوا بالصلاة .
2 - علامة الإيمان بالله تعالى :
وبها وبقرينتها الزكاة تتحقق الأخوه الدينيه قال تعالى : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم ) وإنّ تاركها من الكافرين . فعن نبينا الأعظم " صل الله عليه واله " : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) وإنّ تركها يوجب الحسره العظمى في الدار العقبى قال تعالى حكايه عن أهل سقر : ( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين ) .
وإنّ أهمالها وتضييعها وقطع تلك الرابطه التي بين العبد والباري يوجب ارتكاب المعاصي واتباع الشهوات قال تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ) .
3 - الرادع الباطني في الانسان :
تمنعه عن ارتكاب الجرائم والآثام وتوقظ الضمير الانساني . فيردعه عن ركوب الشهوات وتضييع الحقوق . فيعظم الحق ويكبر عليه تركه الى غير ذلك من الصفات الحميده . والآثار الرفيعه التي لو أردنا ذكرها لما وسعه المقام .
وعلل الامام المفسر تشريع وجوب الصلاة التي هي من أهم أسباب تزكية النفس ورقيها . بأن الله عز وجل لما علم وجود الشره المؤدي الى الهلاك والخسران في الانسان . جعل الطاعات والعبادات ولا سيما الصلاة صوناً للنفس وحفظاً لها من الهلاك والخسران . بل لرقيها الى مراتب الكمال ففي الحديث : ( ما افترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئاً أحب اليه من الصلاة . ولو كان شيء أحب اليه من الصلاة . تعبد به ملائكته فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد ) .
فبها يزول الدنس كما في بعض الروايات وإنها مطهره للقلوب من المساوىء والعيوب . وبها تفتح أبواب الغيوب وبها تطمئن القلوب . وبها ترفع الدرجات وفيها المناجات برفع الأستار . وتتسع فيها ميادين الأسرار . وبها تشرق شوارق الأنوار . وبها تزال الحجب والأستار بالتقرب اليه . وبها تصفو المحبه من كدر الجفاء ويتصل المحب مع الحبيب في محل الصفا .
والحمد لله رب العالمين
***********************
***********************
Tags:
تهذيب النفس