بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
قوله تعالى :
( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
اعلم يا اخي :
ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر الينا كيف خلق الانسان الاولى ماديه دنيويه والاخرى روحيه معنويه آخرويه ،
وقد ذكر لنا الخلقه الماديه في الآيه : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) .
والخلقه الآخرويه المعنويه الروحيه عند تكملت الآيه الكريمه : ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) .
ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر الينا كيف خلق الانسان الاولى ماديه دنيويه والاخرى روحيه معنويه آخرويه ،
وقد ذكر لنا الخلقه الماديه في الآيه : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) .
والخلقه الآخرويه المعنويه الروحيه عند تكملت الآيه الكريمه : ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) .
والآيه : ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
وقد شرحنا ذلك واثبتنا في مواضيع متى يظهر الامام المهدي " عجل الله فرجه " في قسم المواضيع الاخلاقيه . ممكن الرجوع اليها.
فأصل وجود الأنسان هو ( نفس ونور وباطن ) وعندما تلبس بالماده أصبح ( جسد وظاهر وظلمه ) وطبيعي أنّ النفس والنور والباطن موجود بعد التلبس ولكنّها غير ظاهره بسبب التعلق ، والمهم هو الإلتفات الى أنّ للإنسان باطن والذي يكون محل النفس خارج ومحيط بالجسد - اي أنّ النفس محلها خارج الجسد ومحيطه به - فالمقايسه تكون حول ظاهر الأنسان واتزانه وكيفية الإرتباط بين الظاهر والباطن وعلى أثر ذلك ستنشط النفس ويتنور الوجود ، وهذا لا يتحقق الأ إذا ظهرت ثمرة الأعمال الخارجيه التي ستنتج الأحوال .
النفس بحسب طبيعتها : كائن لطيف شفاف - أو كما يعبّر بالأثيري - وهي عباره عن مجموعة قوى ، وتلك النفس والتي هي كائن لطيف لو تركت وطبعها لصعدت الى الأعلى - نقصد هنا النفس المطمئنه - .
وقد جعل التوازن بين النفس المطمئنه التي تريد الصعود الى الاعلى ، وبين الجسد الذي يريد النزول الى الأسفل بالأحكام الشرعيه ، إذ أنّ مشيئة الله وأمره في النفس أن تكون أسيره في هذا الجسد لفتره محدوده ( وهي الدنيا ) وجعل لهذه النفس أنساً في هذا الجسد هو ( الصلاة والصوم والدعاء والعلم ) وجعل للبدن ( الأكل والشرب والمنكح والمسكن ) وجعل الله عزّ وجلّ نظام المعادله والتوازن بينهما بأنّه ما دام الإنسان يأكل الحلال بالمقدار المحدد لن ينزل الجسم الى الأرض .
وما دام الإنسان يصلي ويصوم ويحافظ على العبادات لن تصعد النفس الى السماء ، وبهذا سيخلق التوازن بين هاتين الطبيعتين ، فالإعراض عن الزواج والطعام والإنزواء في الزوايا كلّه مخالف للشرع ، ولكن بالمقابل إذا اصبحنا كالدابه التي همها علفها فسنخالف الشرع أيضاً ، وما التوازن إلا الإلتزام بالحكم الشرعي .
وعلينا الإلتزام بالشريعه الظاهره : وهي أحكام تهذيب الظاهر عن الأخباث والأنجاس الجسمانيه ، وإلزام الإنسان بتلك الأحكام والعبادات التي يكون فيها خضوع الجوارح وترك المستلذات وإيتاء الصدقات .
أما الشريعه الباطنيه وتقسم الى :
أ - العمليه : وهي تهذيب الباطن عن الفواحش الباطنيه وتصفيتها من الصفات الحيوانيه والشهويه والغضبيه كطلب المشتهيات والترفع على الغير .
ب - العلميه : وهي تهذيب الجنبه العاليه من النفس والقوه العقليه عن الإعتقادات الفاسده الجهليه وتخليتها عن الأحكام الوهميه الكاذبه أي تحليتها بالعقائد الحقه اليقينيه .
بعد أن عرفنا هذا نريد ان نعرف خصائص النفس وخصائص الجسد :
النفس خلقت بكن فيكون - أي خلقت منفرده - الجسد خلق من تلاحق النطفه والبويضه في الرحم ثم تدرج في الخلق ،
النفس كائن لطيف شفاف غير مرئي والجسد كثيف مرئي ، النفس غير مجوفه ليس لها احشاء - يعني صمد - وغذائها الصلاة والصوم والدعاء والاعمال الصالحه ، الجسد مجوف وله احشاء وغذائه الاكل والشرب ، النفس لا يحدها مكان ولا يؤثر فيها الزمان لذلك تجدها تنتقل في الاحلام في رمشة عين من مكان الى مكان بعيد جدا وفي ازمنه مختلفه ، الجسد يحده المكان ويؤثر فيه الزمان فانه ينتقل من مكان الى مكان بحركه بطيئه او استخدام واسطة نقل وحسب وقت معين ، النفس تكون مصدر العلوم والفهم والادراك ، الجسد مجرد واسطه للنفس للقيام بواجباتها ، النفس لا تموت بل عند الموت تنتقل من عالم الدنيا الى عالم الاخر ، الجسد يموت ويبلى ويدفن في التراب ويتفسخ ، النفس دائما تحن الى عالمها عالم اللاهوت الاعلى والجسد يحن الى عالمه عالم الناسوت الاسفل ، النفس يصلحها علم الاخلاق والجسد يصلحه علم الفقه . النفس تنتمي الى عالم الوحده حيث الصفاء والنقاء والقرب الالهي خالي من الالم والحزن والمرض والاهات ، الجسد ينتمي الى عالم الكثره حيث النفاق والكذب والخداع والخيانه والمكر والخديعه والسرقه والفساد والحروب والدمار والامراض .
واخيرا اخي الكريم :
علينا ان لا نشغل وقتنا كله خلال يومنا وعمرنا في عالم الكثره من خلال البحث عن متطلبات الجسد من الاكل والشرب والسمعه والرياء والمناصب والترأس على الناس بل الالتزام بالشريعه السمحاء ومحاربة النفس الاماره بالسوء والشيطان لكي نطهر ظاهرنا .
وأن نخصص وقت خاص باليوم او بالليله نرجع به الى عالم الوحده عالم النفس لنناجي به الله تعالى لنجدد به عبوديتنا وحاجتنا وذلتنا الى الله ونبحث عن امراضنا النفسيه والباطنيه ونعالجها من خلال علم الاخلاق لكي نصل الى النفس المطمئنه حتى يصدق قول الله تعالى علينا :
فأصل وجود الأنسان هو ( نفس ونور وباطن ) وعندما تلبس بالماده أصبح ( جسد وظاهر وظلمه ) وطبيعي أنّ النفس والنور والباطن موجود بعد التلبس ولكنّها غير ظاهره بسبب التعلق ، والمهم هو الإلتفات الى أنّ للإنسان باطن والذي يكون محل النفس خارج ومحيط بالجسد - اي أنّ النفس محلها خارج الجسد ومحيطه به - فالمقايسه تكون حول ظاهر الأنسان واتزانه وكيفية الإرتباط بين الظاهر والباطن وعلى أثر ذلك ستنشط النفس ويتنور الوجود ، وهذا لا يتحقق الأ إذا ظهرت ثمرة الأعمال الخارجيه التي ستنتج الأحوال .
النفس بحسب طبيعتها : كائن لطيف شفاف - أو كما يعبّر بالأثيري - وهي عباره عن مجموعة قوى ، وتلك النفس والتي هي كائن لطيف لو تركت وطبعها لصعدت الى الأعلى - نقصد هنا النفس المطمئنه - .
وقد جعل التوازن بين النفس المطمئنه التي تريد الصعود الى الاعلى ، وبين الجسد الذي يريد النزول الى الأسفل بالأحكام الشرعيه ، إذ أنّ مشيئة الله وأمره في النفس أن تكون أسيره في هذا الجسد لفتره محدوده ( وهي الدنيا ) وجعل لهذه النفس أنساً في هذا الجسد هو ( الصلاة والصوم والدعاء والعلم ) وجعل للبدن ( الأكل والشرب والمنكح والمسكن ) وجعل الله عزّ وجلّ نظام المعادله والتوازن بينهما بأنّه ما دام الإنسان يأكل الحلال بالمقدار المحدد لن ينزل الجسم الى الأرض .
وما دام الإنسان يصلي ويصوم ويحافظ على العبادات لن تصعد النفس الى السماء ، وبهذا سيخلق التوازن بين هاتين الطبيعتين ، فالإعراض عن الزواج والطعام والإنزواء في الزوايا كلّه مخالف للشرع ، ولكن بالمقابل إذا اصبحنا كالدابه التي همها علفها فسنخالف الشرع أيضاً ، وما التوازن إلا الإلتزام بالحكم الشرعي .
وعلينا الإلتزام بالشريعه الظاهره : وهي أحكام تهذيب الظاهر عن الأخباث والأنجاس الجسمانيه ، وإلزام الإنسان بتلك الأحكام والعبادات التي يكون فيها خضوع الجوارح وترك المستلذات وإيتاء الصدقات .
أما الشريعه الباطنيه وتقسم الى :
أ - العمليه : وهي تهذيب الباطن عن الفواحش الباطنيه وتصفيتها من الصفات الحيوانيه والشهويه والغضبيه كطلب المشتهيات والترفع على الغير .
ب - العلميه : وهي تهذيب الجنبه العاليه من النفس والقوه العقليه عن الإعتقادات الفاسده الجهليه وتخليتها عن الأحكام الوهميه الكاذبه أي تحليتها بالعقائد الحقه اليقينيه .
بعد أن عرفنا هذا نريد ان نعرف خصائص النفس وخصائص الجسد :
النفس خلقت بكن فيكون - أي خلقت منفرده - الجسد خلق من تلاحق النطفه والبويضه في الرحم ثم تدرج في الخلق ،
النفس كائن لطيف شفاف غير مرئي والجسد كثيف مرئي ، النفس غير مجوفه ليس لها احشاء - يعني صمد - وغذائها الصلاة والصوم والدعاء والاعمال الصالحه ، الجسد مجوف وله احشاء وغذائه الاكل والشرب ، النفس لا يحدها مكان ولا يؤثر فيها الزمان لذلك تجدها تنتقل في الاحلام في رمشة عين من مكان الى مكان بعيد جدا وفي ازمنه مختلفه ، الجسد يحده المكان ويؤثر فيه الزمان فانه ينتقل من مكان الى مكان بحركه بطيئه او استخدام واسطة نقل وحسب وقت معين ، النفس تكون مصدر العلوم والفهم والادراك ، الجسد مجرد واسطه للنفس للقيام بواجباتها ، النفس لا تموت بل عند الموت تنتقل من عالم الدنيا الى عالم الاخر ، الجسد يموت ويبلى ويدفن في التراب ويتفسخ ، النفس دائما تحن الى عالمها عالم اللاهوت الاعلى والجسد يحن الى عالمه عالم الناسوت الاسفل ، النفس يصلحها علم الاخلاق والجسد يصلحه علم الفقه . النفس تنتمي الى عالم الوحده حيث الصفاء والنقاء والقرب الالهي خالي من الالم والحزن والمرض والاهات ، الجسد ينتمي الى عالم الكثره حيث النفاق والكذب والخداع والخيانه والمكر والخديعه والسرقه والفساد والحروب والدمار والامراض .
واخيرا اخي الكريم :
علينا ان لا نشغل وقتنا كله خلال يومنا وعمرنا في عالم الكثره من خلال البحث عن متطلبات الجسد من الاكل والشرب والسمعه والرياء والمناصب والترأس على الناس بل الالتزام بالشريعه السمحاء ومحاربة النفس الاماره بالسوء والشيطان لكي نطهر ظاهرنا .
وأن نخصص وقت خاص باليوم او بالليله نرجع به الى عالم الوحده عالم النفس لنناجي به الله تعالى لنجدد به عبوديتنا وحاجتنا وذلتنا الى الله ونبحث عن امراضنا النفسيه والباطنيه ونعالجها من خلال علم الاخلاق لكي نصل الى النفس المطمئنه حتى يصدق قول الله تعالى علينا :
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) .
والحمد لله رب العالمين
إرسال تعليق
التعليق على الموضوع :