وصية الشهيد الاول "رحمه الله" / الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


وصية الشهيد الاول "رحمه الله"

الجزء الثاني

 اسمه وكنيته ونسبه :  الشيخ أبو عبد الله  محمّد بن مكِّي العاملي الجزِّيني ، المعروف بالشهيد الأوّل .
 ولادته  : ولد الشهيد الأوّل عام  734 هـ  بقرية جزِّين ، إحدى قرى جبل عامل في لبنان .
 نشأته : ترعرع في بيت من بيوت العلم والدين ، وتلقّى في قريته  وكانت يومذاك مركزًا فكريًّا إسلاميًّا – مبادئ العلوم العربية والفقه -  فتح الشهيد الأوّل عينيه على مخالطة العلماء ومُجالستهم ، وارتاد في ريعان شبابه الندوات العلمية  ، التي كانت تُعقد في أطراف جبل عامل ، واشترك في حلقات الدرس التي شُكِّلت في المدارس والمساجد والبيوت .
الوصيه الثانيه : 
بسم الله الرحمن الرحيم 
عليك بتقوى الله في السر والعلانيه ، واختيار الخير لكلّ مخلوق ولو أساء إليك ، واحتمال الأذى ممن كان من خلق الله ، ولو شُتِمتَ وأَهنت فلا تقابل الشاتم بكلمةٍ واحدةٍ . 
وإذا غضبت فإياك والكلام ، ولكن تحوّل من مكانك وتشاغل بغيره يزل غضبك وغيظك . وعليك بالفكر لآخرتك ودنياك . 
وإياك والخلوّ من التوكّل على الله في جميع أمورك وكن واثقاً به في مهماتك كلّها ، وعليك بالشكر لمن أنعم عليك ، وإياك والضحك فانه مميت القلب . وإياك وتأخير الصلاة عن أوّل أوقاتها ولو كان لك شغل أي شغل كان ، ولا تترك القضاء لصلاة عليك ولو يوماً واحداً ، فاذا فرغت من الصلاة فصل النوافل . 
وعليك بالملازمه في طلب العلم منذ كان ولا تتلوه على كلّ أحد بل تستقبل من كلّ أحد . وإياك ومنازعة من تقرأ عليه والردّ عليه ، بل خذ ما يعطي بالقبول ، وإياك أن تترك النظر في الذي تقرؤه ليلةً واحدةً . 
وأجعل لك ورداً من القرآن وأن تمكّنت من حفظه فاحفظ بل أحفظه ما استطعت . وأجتهد أن يكون كلّ يوم خيراً من ماضيه ولو بقليل . وإياك وان تسمع نميمة أحد من خلق الله ، فأنها نقمه لا تعدّ ولا تحصى . 
ولا تنقطع عن الزيارات . وإياك وأن تحادث أحداً في غير العلم . وإياك وكثرة الكلام ، ونقل كلام أحد . 
وإذا زرت أو دعوت اذكرنا سرّاً ، وادع لنا بخاتمة الخير وحسن التوفيق ، وإن تمكنت عقيب كل صلاة فافعل . 
وعليك بالمواظبة في كل يوم بخمس وعشرين مرّه : { اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات } فإن فيها ثواباً جزيلاً . ولا تترك الاستغفار عقيب العصر سبعاً وسبعين مرّه . 
وأكثر من قراءة { إنا أنزلناه } و { قل هو الله أحد } . 

الوصيه الثالثه : 

بسم الله الرحمن الرحيم 
وأوصيهم ببذل المجهود في الجمع بين القلب واللّسان في التلاوة وسائر الاذكار في الركوع والسجود وسائر الهيئات ، لا يقنع أحدهم أن يحضر عند الله تعالى بقالبه دون قلبه ، وعلى قدر ضبط الجوارح عن الفضول بين كل فريضتين يجد قلبه في الصلاة . وأوصيهم بذكر الله عز وجل باللسان والقلب ، فأما القلب ففي كلً مجلس ومحفل وكلّ طريق يسلكونه ، وعند الاكل والضوء خاصه ، فأن الذاكر على طعامه ووقت وضوئه يقلّ طروق الشيطان على قلبه وتقلّ وسوسته في صلاته . 
وأوصي الاخوان بالدوام على الطهاره ، ينبغي للعبد أن لا يحدث إلا ويجدّد الوضوء فأنه سلاح المؤمن . ومهما قدر أن لا يقعد إلا مستقبل القبله ، وكلّ مجلس لا يكون فيه مستقبل القبله يعتقد أن قد فاتته فضيله ، ويتصور في كلّ مجلس كأن رسول الله " صل الله عليه واله " حاصراً حتّى يتأدب في قوله وفعله ، ولا ينام الا على طهاره مستقبل القبله . 
ومن أنفع الوصايا القيام بالليل ، فإنّه دأب الصالحين فإنهم لا يدعُ أحدهم أن ينقضي ليله ولم تكن له فيها نافله إما في أولها أو أوسطها أو آخرها . وأُحبّ من إخواني أن لا يدعوا بليله لا يكونوا فيه بين يدي الله تعالى متأسّفين على ما بدر منهم من أمر ، وفاتهم من عوالي الدرجات . 
ومن العون الحسن على حقائق العبوديه ذكر الموت ، وقد قيل : يا رسول الله هل يحشر مع الشهداء ؟ قال : { نعم ، من يذكر الموت بين اليوم والليله عشرين مره } ، فذكر الموت  يقصر الأمل ويحسّن  العمل .  
وممّا انتفعت به في زماني وأوصي به إخواني البكور الى الجمعه : يجتهد أحدهم أن يصلي فريضة الصبح في الجامع ويشغل  وقته بالصلاة والتلاوه وأنواع الذّكر إلى يؤدّي لبفريضه ، فيوم الجمعه يوم الآخره لا يشغل بشيء من أمور الدنيا ، ويغتسل للجمعه قبل طلوع الشمس فأن أمكنه الغسل مع البكور الى الجمعه قريب الصلاة فحسن . 
وأحبُّ من الاخوان أن لا يدعوا يوماً بلا صدقه ، ولا يدعوا أسبوعاً كاملاً بلا صومٍ فيصوم أحدهم الأثانين والأخمسة والجمع ، وإلا فيومين منها . وأوصيهم أن لا يذكروا أحداً من المسلمين إلا خير على ما يعتقد فيه من بدعه او شبهة ولا يفتحوا على أنفسهم باب التأويل للوقيعه في المسلمين . 
وأحبُّ من الاخوان ترك الكلام في أمر الدنيا بعد صلاة الصُّبح إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح ثم يختم المجلس بركعتين . 
هذا ما حضرني في الوقت وكتبته للاخوان بمدينة دمشق حماها الله ، ووفقهم وإيّاي لما يحبُّ ويرضى بحوله وكرمه ، 
والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله . 

Post a Comment

التعليق على الموضوع :

أحدث أقدم